الجمعة, 29 حزيران/يونيو 2012
أستميحكم
عذراً أيُّها القراء الكرام في إعادة نشر هذا الموضوع الذي نشر يوم 17
فبراير 2011 م. وأحسب أن هذا أنسب وقت لنشره، يبدو أنني استعجلت نشره في
ذلك التاريخ. والأمانة تقتضي أن لا أضيف ولا أحذف منه شيئاً إليكموه كما
نشر في ذلك اليوم:
أعلم أن بين «الإخوان المسلمون» في مصر علماء وعقلاء كثيرون وليسوا في حاجة إلى نصحي، وما هذا إلا تنفيس من جانبي. غير أني أعلم أن العقلاء لا يسمعهم السياسيون ولا يحبونهم، أليس عبد الرحيم علي من بين عقلائنا؟ هل يسمعه أحد؟
قبل أن تفكروا في الحكم، أمامكم تجربتان من حكم «الإخوان المسلمون» واحدة في تركيا وأخرى في السودان. بدأ الأتراك بما ينفع الناس وحاربوا الفساد وأنعشوا الاقتصاد ودحروا البطالة، وصارت تركيا دولة يحسب لها ألف حساب لم يجعجعوا ولم ينشروا الأماني في المكرفونات ولم يدخلوا الناس المساجد ليدخلوا هم الأسواق، بل بنوا دولة محترمة في سنوات غير طويلة حققوا ما أرادوا من أيديولوجيتهم، وهزموا مؤسسات العلمانية بسلاحها بالانتخابات وإقناع الناس.
دستور أتاتورك كان كالكتاب المقدّس لا يقربه أحد والمؤسسة العسكرية لا يعلو صوت على صوتها. ولكن بأهداف بعيدة ونوايا صادقة قام إخوان تركيا بلعب بولتيكا حيّرت العالم فهم مسلمون ويجيدون التفاوض مع الغرب ومع إسرائيل ولا ينسون رسالتهم ولا يتنازلون عن مبادئهم لحظة. يفعلون كل ذلك وخلفهم جبهة داخلية قوية لا نقول كلها راضية عنهم ولكن الأغلبية راضية عنهم بعد أن رأت من صدقهم.
تجربة الحكم ليست سهلة ما لم تعطِ حقها في كل عناصرها - ولقد وقع في فخها كثيرون ما أن يصعدوا على الكرسي إلا وتباينت الأهداف والوسائل وأحاط كل من أفراد الحكم قناعاته بما يحميها من الوسائل والتبريرات والرجال. وبعد زمن يطول أو يقصر ينفرد تيار بما يرى وليس بما يجب وتصبح الأسماء فوق المبادئ. وفي سبيل البقاء لا يعدم من يزين له كل ما يريد ويقبض الثمن بشكل أو آخر. وفي سبيل البقاء تتنزل التنازلات تترى.
الحكم يحتاج مؤسسات حقيقية وليس أشخاصاً. أجهزة قابلة للتطوير والمحاسبة والمراجعة، وشفافية تامة يكون المواطن محورها يملك كل حقيقة تهمه «طبعاً لا نريد الإستراتيجيات العسكرية في الصحف لكن إذا ما أقام الجيش أبراجاً فيجب أن يعرف الشعب مصدرها ومبالغها وأولويتها».
الحكم يحتاج مؤسسات إذا قالت الصحف هنا فساد قامت قيامة الجهاز التنفيذي ولم تهدأ نفسه إلا بعد أن يُملِّك الناس الحقيقة كاملة ويلقى الفاسد والمفسد عقاباً يسمع به القاصي والداني من أجهزة عدلية لا يساور الناس فيها شك في حياديتها ونزاهتها. أجهزته لم تسمع بمفردة «خلوها مستورة».
يا إخوان مصر، لا تدخلوا الحكم إلا بعد أن تعدوا له كامل عدته من خطط ورجال الدنيا ليست همهم. حتى لا يقول الشامتون في الإسلام ما هو منه برئ.
أعلم أن بين «الإخوان المسلمون» في مصر علماء وعقلاء كثيرون وليسوا في حاجة إلى نصحي، وما هذا إلا تنفيس من جانبي. غير أني أعلم أن العقلاء لا يسمعهم السياسيون ولا يحبونهم، أليس عبد الرحيم علي من بين عقلائنا؟ هل يسمعه أحد؟
قبل أن تفكروا في الحكم، أمامكم تجربتان من حكم «الإخوان المسلمون» واحدة في تركيا وأخرى في السودان. بدأ الأتراك بما ينفع الناس وحاربوا الفساد وأنعشوا الاقتصاد ودحروا البطالة، وصارت تركيا دولة يحسب لها ألف حساب لم يجعجعوا ولم ينشروا الأماني في المكرفونات ولم يدخلوا الناس المساجد ليدخلوا هم الأسواق، بل بنوا دولة محترمة في سنوات غير طويلة حققوا ما أرادوا من أيديولوجيتهم، وهزموا مؤسسات العلمانية بسلاحها بالانتخابات وإقناع الناس.
دستور أتاتورك كان كالكتاب المقدّس لا يقربه أحد والمؤسسة العسكرية لا يعلو صوت على صوتها. ولكن بأهداف بعيدة ونوايا صادقة قام إخوان تركيا بلعب بولتيكا حيّرت العالم فهم مسلمون ويجيدون التفاوض مع الغرب ومع إسرائيل ولا ينسون رسالتهم ولا يتنازلون عن مبادئهم لحظة. يفعلون كل ذلك وخلفهم جبهة داخلية قوية لا نقول كلها راضية عنهم ولكن الأغلبية راضية عنهم بعد أن رأت من صدقهم.
تجربة الحكم ليست سهلة ما لم تعطِ حقها في كل عناصرها - ولقد وقع في فخها كثيرون ما أن يصعدوا على الكرسي إلا وتباينت الأهداف والوسائل وأحاط كل من أفراد الحكم قناعاته بما يحميها من الوسائل والتبريرات والرجال. وبعد زمن يطول أو يقصر ينفرد تيار بما يرى وليس بما يجب وتصبح الأسماء فوق المبادئ. وفي سبيل البقاء لا يعدم من يزين له كل ما يريد ويقبض الثمن بشكل أو آخر. وفي سبيل البقاء تتنزل التنازلات تترى.
الحكم يحتاج مؤسسات حقيقية وليس أشخاصاً. أجهزة قابلة للتطوير والمحاسبة والمراجعة، وشفافية تامة يكون المواطن محورها يملك كل حقيقة تهمه «طبعاً لا نريد الإستراتيجيات العسكرية في الصحف لكن إذا ما أقام الجيش أبراجاً فيجب أن يعرف الشعب مصدرها ومبالغها وأولويتها».
الحكم يحتاج مؤسسات إذا قالت الصحف هنا فساد قامت قيامة الجهاز التنفيذي ولم تهدأ نفسه إلا بعد أن يُملِّك الناس الحقيقة كاملة ويلقى الفاسد والمفسد عقاباً يسمع به القاصي والداني من أجهزة عدلية لا يساور الناس فيها شك في حياديتها ونزاهتها. أجهزته لم تسمع بمفردة «خلوها مستورة».
يا إخوان مصر، لا تدخلوا الحكم إلا بعد أن تعدوا له كامل عدته من خطط ورجال الدنيا ليست همهم. حتى لا يقول الشامتون في الإسلام ما هو منه برئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق