الثلاثاء، 31 يوليو 2012

بورما أو ميانمار

الجمعة, 27 تموز/يوليو 2012  
في العام الماضي كنت في مكة وركبت سيارة أجرة يقودها أخ وكل من في مكة مسلم. ودار بيننا النقاش التقليدي عن الوطن والعمل، وعلمت أنه من بورما او ميانمار وهي في آسيا، وصاحبنا أكبر حجماً من الآسيويين الذين نعرفهم. وانبرى في حديث سياسي واصفاً حاكمهم بأنه أكبر مجرمي العالم. قلت في نفسي الكل يشكو حاكمه أين الخلل؟ وما الحل؟
نسيت الأمر تماماً كأمر عادي يحدث يومياً. غير أن دعاء إمام الحرم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس في التراويح  هذه الأيام الذي يسأل الله فيه الرحمة والنصر لإخواننا في سوريا والعراق واليمن وفلسطين شمل هذا العام بورما، ولعدم معرفتي بما يجري هناك إلا حديث ذلك الرجل، قوقلت، أي استعنت بالعم قوقل. وفي النفس حديث: من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم وخرجت بالآتي:
هناك أمة مسلمة اسمها الروهينجا تعيش في ميانمار «بورما» التي يحكمها العسكر البوذيون، وهذه الطائفة المسلمة تمثل حوالى 10% من السكان، وهي تتعرض للإبادة والتشريد، والقصة هذه ليست جديدة بل هي تاريخية حسب القصة التالية:
 في عام 1784م احتُلت أراكان من قِبَل الملك البوذي «بوداباي» الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ «أصل هندي»على ذلك.
وفي عام «1824م» احتلت بريطانيا ميانمار، وضمّتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية.
وفي عام «1937م» جعلت بريطانيا ميانمار مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة ميانمار البريطانية.
وواجه المسلمون الاستعمار الإنجليزي بقوة مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلّص من نفوذ المسلمين باعتماد سياساتها المعروفة «فرِّق تَسُد» فعَمَدَتْ إلى تحريض البوذيين ضد المسلمين، وأمدّتهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام 1942م فتكوا خلالها بحوالى مائة ألف مسلم في أراكان!
وفي عام 1948م منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصلوا على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا وعودهم، واستمروا في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين «الروهنجيا» والبوذيين «الماغ» أيضاً، وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين. ولم تتغير أحوال المسلمين الروهنجيا بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجوداً، وقد نجحت هذه الممارسات في تهجير 3ـ 4 ملايين مسلم حتى الآن ومئات آلاف القتلى.
انتهى النقل:
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم اللطيف بعباده، أن يحفظ الإسلام والمسلمين ويهدي الضالين ويكسر شوكة المتجبرين. وأن يجعل كيد المتربصين بالإسلام والمسلمين في نحورهم وتدميرهم في تدبيرهم. آمين دعاء الصائم مستجاب واليوم جمعة كمان.

ليست هناك تعليقات: