السبت، 14 يوليو 2012

امتحان سكر النيل الابيض

الإثنين, 09 تموز/يوليو 2012  
بعد غدٍ الأربعاء (11/7/2012م) تفرح الإنقاذ بافتتاح مصنع سكر النيل الأبيض.. ويحق لها أن تفرح وستفرح ولاية النيل الأبيض وستصبح ولاية السكر بامتياز لوجود أكبر مصنعين من مصانع السكر الستة على أرضها.. وإنه لعمل رائع يستحق الإشادة من وزارة المالية لوزارة الصناعة لهذا المورد الذي ظل مهماً لوزارة المالية وبعض الجهات الأخرى.. وستغير زراعة السكر وصناعته وجه ولاية النيل الأبيض وإنسان النيل الأبيض، ونسأل الله أن يعود عليهم خيرًا كما عاد على منطقة سكر الجنيد.
ألا تروني أني أتحاشى فرح المواطن بهذا المصنع إذ ما عاد السكر حلو الطعم للمواطن بل صار مالحاً وحامضاً وحنظلاً أحيانًا لما يفعله بجيوب الناس.. السكر واللحم فقط كفيلان بإهلاك أي مرتب من مرتبات ذوي الدخل المحدود؟ السكر منذ زمن طويل تضع عليه الدولة من الرسوم والضرائب «والحاجات التانية الحامية صاحبنا» ما جعل المواطن لا يفرح بمصنع سكر أو استيراده.
   ليس هذا موضوعنا اليوم فهو بنية قد يستفيد منها المواطن في يوم ما إذا ما أُحسنت إدارة هذا البلد.. غير أن موضوعنا هو كيف سيكون الاحتفال؟؟ وهذا امتحان حقيقي لنرى هل وعت الحكومة الدرس وتقشفت فعلاً أم سادرة في غيها القديم؟ وستتحرك مئات السيارات من الخرطوم ومثلها من ربك وكوستي وكنانة والدويم وطائرات تنقل الرئيس ووزرائه الذين لا ندري على كم استقر عددهم؟ ويجمع مواطنو النيل الأبيض بالبصات من القرى والدساكر ويجمع التلاميذ ويوقفون الساعات الطوال بلا ماء ولا إفطار وإزعاج وساحات وشرطة وغناء وضجيج لا يفرح به إلا أصحاب مصانع المسكنات من بندول وأسبرين وغيرها.
إذا ما خرج (المتفيقهون) وأصحاب المصالح بنظرياتهم وأقنعوا الشنبلي والي النيل الأبيض بأن الحدث كبير ويستحق حشوداً على مستواه فستكون تلك الكارثة ولن ينعدل بعد ذلك بند صرف الحشود واللقاءات والافتتاحات، هذا البند الذي تنفرد به حكومة السودان على سائر  حكومات العالم.. وليتذكر الوالي كم من مدارسه في حاجة لمثل هذا المبلغ؟؟.
(لا نريد أن نفسد عليهم بهجة يومهم هذا فقد تمنوه زمناً طويلاً) أليست هذه هي عبارة المحجوب رحمه الله التي هنأ بها السيد الصادق المهدي عند توليه الوزارة لأول مرة في ستينيات القرن الماضي من داخل الجمعية التأسيسية؟ وما زال الصادق طامعًا في الكرسي!!!.
الدور اليوم على السيد الرئيس نفسه ليبدأ نهجاً جديداً أوله أن يقرأ خطاباً مكتوباً.. ما عاد الكلام كلام والسلام، ويتطاير مع الهواء بل أصبح مسجلاً ومتلفزاً ومنتتاً (من إنترنت) وأحياناً مدبلجاً.. انتهى زمن الخطب التي لا يسمعها إلا واقفون أمام مكبرات الصوت التي تزيد بزيادة التصفيق وتنقص بفتوره.
على الرئيس أن يقرأ من ورقة مكتوبة جلس لها خبراء القصر السياسيون والصحفيون وكل من له صلة بما يجب أن يقوله الرئيس.. ويقرأها الرئيس برزانة الرؤساء يساعده في ذلك صوته الجهور ولغته السليمة.
يا سيادة الرئيس من أمثالنا الشعبية (الرأي هميلة) بمعنى يمكن أن يوجد عند أي شخص.

ليست هناك تعليقات: