الثلاثاء، 24 يناير 2012

ما لم يقل في ( المناصير)

نشر بتاريخ 23-01-2012
  

التقتني أستاذة فاضلة مرتين ليس بيننا سابق معرفة وعتبت عليَ وقالت: لم تكتب عن قضية المناصير حرفاً. كان عذري أنني لا أملك المعلومات الكافية عن القضية. ولكن بعد اعتصامهم الشهير والذي يحمد لهم أنه سلاح سلمي يدل على نبلهم ووعيهم. بعد الاعتصام توالت الكتابات عن قضية المناصير ومن اشهر ما كتب مقالات الاخ العزيز الاستاذ حسن عثمان رزق الطويلة والتي نُشرت في هذه الصحيفة وصحيفة الصحافة والتي ابانت وترجّت القيادة حل القضية.
البارحة في برنامجه الحي جداً «في الواجهة» قدم الأستاذ أحمد البلال طرفي القضية مباشرة الفريق الهادي عبد الله والي نهر النيل واللواء عثمان خليفة ممثل المناصير المعتصمين.
الحلقة أبانت القضية من كل جوانبها ولكن تركوا لي ما أقوله، كل الذين تحدثوا كانوا يلفون حول نقطة جوهرية لم يذكروها صراحة.. عشرات الإشارات لعقدة القضية وبلا تصريح.. حسنًا فعل سعادة اللواء عثمان حيث أبان أن هذا الحل مكرر منذ ثلاثة ولاة لم يستطيعوا تنفيذه وحدد المطلوب بحياء ولم يبن كما أريد.. وكذلك الميزانية مبهمة ولم يحدد الوالي كم المبلغ المرصود من وزارة المالية لحل هذه القضية ولا تواريخ استلامه.. والمعروف عن وزارة المالية «طولة الروح».
السؤال هل كل ما قامت به وحدة السدود في الشمالية مر عبر وزارة المالية؟ إن كان ذلك كذلك لمكث سد مروي عشرين سنة ولن يرى النور طالما ميزانيته بوزارة المالية بتعسرها وسلحفايتها المعروفة.
وحدة السدود بل قل الوزير أسامة عبد الله كان بتفويض مالي مستقل ولذا أنجز ما أنجز وهذا يحسب له ولا ينكره إلا مكابر ولولا سوء التفاهم الذي نشب بينه وببين المناصير لما كانت هناك مشكلة مناصير ولا يحزنون ولما سمع بها أحد.
الاستلطاف والاستحسان لا يستجديان ولكن من باب المصلحة العامة يجب ردم هذه الهوة بين أسامة والمناصير قبل البحث عن أي حلول.. ولا أرى شخصاً أقرب لفعل هذا من السيد رئيس الجمهورية لعلاقته المعروفة بالوزير أسامة عبد الله ولا أحسب ان أسامة يرد له طلباً.. وعندها ستذوب كثير من القوانين التي يبحث عنها سعادة اللواء عثمان خليفة وأهلنا المناصير.
تروني تغاضيت عن الشائعات التي تتردد عن رفض الخيار المحلي من قبل وحدة السدود في زمن ما، يبدو أن هذه النقطة قد تجاوزتها كل الاطراف وبدأت الولاية في بناء «4» مدارس في اربع سنوات على حد قول سعادة اللواء عثمان وحتى لا ينتظروا عشرات السنين مع الولاية ووزارة المالية، ساووهم بإخوانهم الآخرين وأولوا الأمر لوحدة السدود عاجلاً غير آجل وهي اليوم كهرباء وسدود وما ادراك ما الكهرباء وما تحت يدها من مال.
بالله كم صرفت وحدة السدود في انحاء السودان المختلفة أليس المناصير أهل قربى وأهل قضية سببها صار أوضح من الشمس.
اطفئوها الفينا يكفينا.

المسئوول والمخبول


أستاذي الفاضل/ أحمد المصطفى إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
في واجهة أخبار اليوم أن دولة الجنوب قررت وقف إنتاج النفط، ونحن في الشارع من الخرطوم إلى أم درمان ومع أن اليوم السبت وهو عطلة حكومية، إلا أن الذي يلفت الأنظار تلك الكمية المهولة من العربات ذات اللوحات الصفراء «هذه القدام عيونا وممكن نقول عربات حكومية» غير التي تحمل لوحات عادية وهي حكومية، وكلها لها مخصصات يومية من البترول.. فرجعت بذاكرتي إلى استفهاماتكم في يوم الخميس الموافق 17/11/2011م بعنوان «لم يشتر بنزيناً منذ 1994م»، وقلت ماذا أقول لقومي حتى يلتفتوا لهذه الظاهرة، ولنبدأ:
خرج المسؤول إلى الشارع في رحلة البحث عن صدى زيادة البنزين التي أسقطها البرلمان مشكوراً.
دلف مسؤولنا إلى مكان تتطاير منه سحب الدخان معلنة بداية النهضة !! كما ظن صاحبنا، جلس إلى جانب شخصين يتبادلان الابتسامات دون أن يتحدثا، فتعجب من أمرهما وقال: ممكن أقعد معاكم؟
قال الأول للثاني: عمك دا نضيف كده مالو باين عليهو مرتاح.
رد الثاني: يا خوي شوف جلابيتو بتطقطق كيف من الهواء.
الأول: أمك !! يعني قصدك ده هوا؟
الثاني: أظن كده لكن أنا شكيت.
الأول: إنت مخبول ولا شنو ؟ لابس ليك عراقي وسروال وداير تشك كيف؟ وينو الحزام؟
تدخل المسؤول: يا جماعة ما تخافوا أنا داير أسألكم وماش.
الأول: يا زول إنت عديم شغلة؟ نحن شغالين وما تشغلنا.
المسؤول: شغالين شنو؟
الثاني: شغالين مستشارين رئيس !! إنت عميان نحن يا عمك شغالين نتكيف!
المسؤول: ما بأخركم هو سؤال واحد بس.
الأول: سؤال واحد وتتفكفك
المسؤول: حاضر.
الثاني: أسأل.. وسكت برهة ثم استدرك قائلاً: لكن إنت منو؟ ما عرفتنا عن نفسك؟
المسؤول ضحك وقال: أنا المسؤول الفلاني في الحكومة.
الأول للثاني وهو ينهره بصوت عالٍ: برضو تقول لي أظن !! أبلع سيجارتك دي وأقلع سفنجتك عشان أعمل فيها شغال ورنيش.
قهقه المسؤول وقال: ما تخافوا والله العظيم بسألكم وبمشي.
الأول وهو يمسح في السفنجة: أسأل لكن عليك الله خلوهو سجن لأنو الجلد في الشتاء دا حااار.
تبسم المسؤول وقال: ما تخافوا لا ده ولا ده، انتو رأيكم شنو في زيادة البنزين؟
الثاني: إنت شايفنا بنشم ولا ماسكين سيجارة.. ما عندنا رأي
الأول مقاطعاً: إنت قصدك الزيادة البتكلموا عنها دي؟
المسؤول: أيووه
الثاني: ما فارقة معانا.
الأول: قبل ما نقول.. لو البنزين زاد موية الفول بتزيد؟
المسؤول: لا
الثاني: أكان كده ما فارق معانا لو زدتوا البنزين، والحكومة ما قصرت خلت الفقرانين والغنيانين واحد.
المسؤول: كيف؟
الثاني: إنتو ما بتشتروا بنزين ولا نحن.
المسؤول: ولو الحاجات زادت؟
الأول: ويعني شنو ما بدون بنزين هي كلو يوم زايدة.
الثاني: صبرك يا عمك.. إنت ما بتركب مواصلات .. ولا أنا.. انت ما بتشتري حاجات من السوق.. ولا أنا
قاطعه الأول: طيب يا عمك ممكن أسألك سؤال علمي؟
المسؤول: بغضب آها اتفضل
الأول: متين الواحد بيكون سعيد في بيتو؟
المسؤول: لما الأسرة تكون متفاهمة وأحوالهم المادية ميسورة.
الثاني: قصدك ماسورة!!
الأول: كضباً كاضب.. لما يسكن جنبك مسؤول في الحكومة زيك كده.
المسؤول: ما فاهم ؟
الأول: يعني شارع الزلط لحدي خشم الباب.. اللمبات في الشارع تولع ليك الحوش.. جامع عشرة نجوم، الكهرباء ما بتقطع، الموية بدون موتور، الحرس بره وحرامية نهي..
فقام المسؤول مهرولاً وهو يقول: أنا مجنون البسأل لي مخبول.
مجاهد النعمة
تعليقنا: كان عنوان العمود الذي لم يذكره الأستاذ مجاهد كاملاً تأدباً منه «محمد يوسف لم يشتر بنزينا منذ عام 1994م».

القطن وحراسه

لأحد, 22 كانون2/يناير 2012  
 
لا حديث للمزارعين إلا القطن حيث إنهم قبل سنوات فضّوها سيرة وتركوا القطن الذي حيّرهم وكثيرًا ما فجعوا فيه. فهو المحصول الوحيد الذي حيّرهم بتناقضاته، أهميته لا ينكرها إلا جاهل ولكن عائده على منْ؟ هذا ما يقف عنده الناس كثيراً. لقد عاش المزارعون مع القطن عشرات السنين وفائدته إما للمستعمر الذي كان له شرف إدخاله ورعايته أو للمقاولين أو للممولين وأخيرًا  احتكرت كل هذا شركة الأقطان التي يحلو للأخ البوني أن يصفها بـ«السلعلع»، كل ذلك وجعلت الشركة من مُزارع القطن مستهلكاً حصرياً لخدماتها ومدخلاتها وسوقاً ضخماً تديره كما تشاء.
صدمت الأسعار التي أعلنتها الشركة المزارعين صدمة تحتاج وقتاً ليفيقوا منها بعد أن منّتهم الأماني في بداية الموسم و«جيرت» عقدًا قلنا فيه ما لم يقله فلان في فلان، ولكنهم أصرُّوا عليه ومرّروه وليس هذا المهم، ولكن الشركة لم تأتِ بجديد إلا ما سطّره الأستاذ أحمد الشريف الذي يكيل لها الثناء كلما جاء ذكرها، وكتب في الأسبوع الفائت موضوعاً يستحق التعليق من أوله لآخره ولنبدأ: مابين القوسين دائماً لأحمد الشريف والذي نقف عندما كتب ولا نتعداه لشخصه كما يفعل هو.
«ارتفعت بالإنتاجية إلى «8» قناطير للفدان كمتوسط .. حيث بلغت الإنتاجية في بعض المساحات إلى «12» قنطاراً مما يعني أن التقاوي التي استخدمت هذا الموسم .. تقاوي ذات كفاءة عالية.. ويمكن أن ترتفع الإنتاجية إلى «18» قنطاراً.. إذا تمت الزراعة في تواريخ مبكرة»
قول مردود علمياً ويحتاج  مراجعة المتوسط لا يستخرج إلا في نهاية العملية ولكن القطن معظمه الآن قيد اللقيط ولم تنته حتى نستخرج المتوسط بقسمة الإنتاج الكلي على المساحة الكلية. ونريده أن يثبت أين هي 8 قناطير زماناً ومكاناً وأين بلغت الإنتاجية 12 قنطاراً.
«ارتكز على فتح عطاءات للمدخلات.. عطاءات المبيدات والأسمدة.. وعطاءات الترحيل والتحضير» نرد، فقط نريد تواريخ وأماكن هذه الإعلانات واللجان التي قامت على فرزها مشكورًَا.
«فالأسمدة التي وفرتها الأقطان كانت بالسعر الأساسي للدولار.. بدعم الدولة ولم تكن بالسعر الموازي.. وأرادت بذلك التقليل من التكلفة» وهنا مربط الفرس وكأنك شممت أن جهة تسأل أين ذهبت الضمانات الحكومية؟ لا يهمنا ولكن مثل هذا القول مردود ما لم يلحق بسعر الدولار وسعر الطن والسعر العالمي للأسمدة وتواريخ الشراء وأماكن الشراء وزمن الوصول والسعر النهائي للمدخل الذي سجلته الشركة على المزارع ومقارنته بسعر السوق.
انخفاض التكلفة !!! مقارنة بماذا؟؟؟؟
ونعود لدموع الشركة أمام أبواب الحكومة لتخرجها من مأزقها كعادتها في السنوات الأخيرة وتطلب منها دعم السعر وقيل إن السعر المعلن يحوي 100 جنيه من الحكومة. فبهذا تكون هذه المئة دفعتها الحكومة لشركة الأقطان وليس للمزارع ،التكلفة العالية لا تتناسب مع الإنتاج مما يجعل كثيراً من المزارعين يعودون بخفي حنين وهذه 100 جنيه ستقلل من ما كانت تنتظره الشركة عائدًا على فاتورتها التي سجلتها على المزارعين. وتعود عليها بطريقة أخرى.
ألا ترون أني أتحدث عن الشركة وكأني لست واحدًا من حملة أسهمها فلا ربحها عائداً على المزارعين ولا خسارتها، فقد صارت تصبُّ بعيداً عنهم.

انهم يوثقون

جاءتني هذه الرسالة عبر الايميل.. نقرأها وندلي بتعليقنا عليها.
«في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم، فجلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط. فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين. وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها  فنجان قهوة واحد.
وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة واحد منهم على الحائط. فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاثة فناجين وخرجا.. فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.
  وفي أحد الأيام كنا بالمطعم فدخل شخص يبدو عليه الفقر، فقال للنادل فنجان قهوة من على الحائط، وأحضر له النادل فنجان قهوة فشربه وخرج من غير أن يدفع  ثمنه. وذهب النادل إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ورماها في سلة المهملات.
تأثرنا طبعاً لهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة التي تعكس واحداً من أرقى أنواع التعاون الإنساني.
  فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناساً لا يملكون ثمن الطعام والشراب. ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم.
ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان؟! فبنظرة منه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب. ومن دون أن يعرف من تبرع به.
  ولهذا المقهى مكانة خاصة في قلوب سكان هذه المدينة».
انتهت الرسالة «النادل = الجرسون»
أليست هذه الصدقة الخفية التي دعا لها الإسلام قبل مواطني البندقية؟
ما الذي جعل مثل هذه القصة أو الممارسة الرائعة تحدث في الغرب وكأنها لا تحدث في الشرق؟ الواقع أن مئات مثلها تحدث كل يوم ولكن ليست بهذه الطريقة القابلة للتوثيق، كم من المسلمين يعطي أضعاف هذه القهوة دون أن يعلم به أحد. ملايين المسلمين يعملون أضعاف ذلك ولكن زادوا علينا بالتوثيق وهذا نصيبهم من صدقاتهم، والمسلم ينتظر الأجر من الله في يوم آخر. والإسلام سابق لفضل الصدقة الخفيَّة.. لماذا الانبهار ولماذا تداول هذه القصة عبر الانترنت؟!

وللدناقلة أدبهم


نهاية هنودوول .. قصة قصيرة «واقعية»
هدأ الليل وغارت االنجوم وأخذ السبات آل الحسينين وآل آبدول.
ولا أثر لحياة بحلة الحسيننجي إلا إبريق الحاج عبد القادر حسين المنتصب على الرمل المبتل بوضوء صلاة العشاء الفائتة.
ولا صوت إلا زنات «الجرجرتي  (jirjirittai» المختبئة في أحشاء نبات الحلفاء.
ولاحركة إلا .. «تسابة» انكفأت تبحث عن خشاش وسط غابة السنط والحلفاء وكأنها في حركتها الحذرة كاشفة ألغام أو باحثة تبر ..
وهنودوول أنهت دوامها وأغمضت عينيها بعد أن رسمت بحركتها مساءً دائرة بحبلها حول مربطها .. تماماً مثل «الفرجار» .. تنتظر الصبح ليأخذها الشيخ نورالدين للمزرعة الخضراء لترتع مطمئنة بجواره .. ولها في العائلة والحلة مكانة وتقدير نابع من اعتناء صاحبها بها وكأنها بقرة حلوب .. عناية تفوق الرفق بالحيوان» إلى الدلع..
فهي تأكل بمواعيد وتشرب بمواعيد وتنهي دوامها في مواعيد..كالمستخدمين مع الأجانب.
تلك الليلة أحست بيد غليظة خشنة توقظها «من غير .. هوش ..أو ..هيل أو .. عردد» وبدون مقدمات.
بيد أيقظتها واقتادتها بقوة إلى مخزن الفول.. علمت وبذكاء الحمير أنها بين يدي لص لم يجد صعوبة في اقتحام المخزن وسرقة ما يكفيه من الفول «في شويويل»..
وينخرط بها جنوباً صوب الربوة المؤدية إلى درب الهجيرة المهجور .. وينطلق بالمسكينة إلى المجهول ...
آذنت شمس ذاك اليوم المشهود للمغيب .. وشاع خبر اختفاء «نورالدين هنودوول» التخوم .. وبدأ التحري والبحث التطوعي في القرى المجاورة شمالاً وجنوباً
تمر الأيام ... وتنسلخ «هموم ناس سورتود» عنهم بانسلاخ الليل من النهار .. إلا حديث الناس عن «خطف الهنودوول» باق لا يغطيه ليل ولا يمحوه نهار ..
المكان :- الموقف الجنوبي بسوق دنقلا العرضي .. الزمان منتصف النهار.. الموضوع :-  خبر عاجل ... اتكأ أحد مواطني غرب لبب على المزيرة القابعة أمام دكان محجوبة ومن حوله مجموعة من رواد السوق من سورتود ولبب غرب وشيخ شريف بجلاليب السوق الخاصة والشبه نظيفة .. («أيوه .. والله أنا شفت بي عيني .. حمارة ميتة من العطش ومربوطة تحت قصر ودنميرى في شجرة .. ليها كم يوم .. ») ..
كل شيء .. بيد الله ..
اللص المعتوه أخذ شوال الفول وربط المسكينة بإحكام ولحق ببصات أوربي..
وسافر إلى حيث أتى ..
لا تركها طليقة تأكل من أعشاب الأرض وتشرب من مياه النيل ولا تركها تعود الكرة لديارها..
هذا الخبر.. ركب في بص عبد الحفيظ مع الركاب ونزل بمحطة لفة الحسيننجي «تحت » ..
صعقت الحلة حزناً للفاجعة ..
إلا أن الشيخ الحليم كان أكثرهم حزناً وتحملاً .. فهو على يقين بأن دولاب الحياة لن يتوقف بفقد «هنودوول » .. فقد احتاط  لذلك .. تلك سنة الحياة وتلك «هنوونتود » خليفة هنودول وشبيهتها «بالضبط » في الانتظار لتأخذ مكان أمها .. بعد قليل من الترويض .. وكانت كما رسم .. والحمد لله ..
ختاماً .. أرتين حسبر«.. artin hasabir» ..*
حاشية :-
آل الحسينيين وآل آبدول :- سكان حي االحسينجي
الجرجرتي :- الجندب
تسابة :- البعشوم
هنودول :-الحمارة الكبيرة ...
هنونتود :-الجحش
الهجيرة :- حي من أحياء سورتود وهي قرية جنوب دنقلا
محجوبة :- خياط ذو قرابة بسكان سورتود شيخ شريف ولبب محله ملتقى لهم
قصر ود النميري :- قصر أثري لجد الرئيس الأسبق جعفر نميري
أوربي :- قرية جنوب دنقلا
أرتين حسبر:- عبارة وداع أي في رعاية الله   
عبد المجيد نور الدين حسين
أجدابيا - ليبيا
التعليق: أرجو أن يأتي التعليق منكم

المخالفة المرورية عقوبة ام جباية؟


السؤال أعلاه من سامي وليس مني؟ قبل رسالة سامي صدر أمر من وزير المالية والاقتصاد الوطني مشكوراً بأن لا يتحصل أي مال إلا بأورنيك «15» وهذا ما كنا ننادي به منذ زمن طويل. والحمد لله صدر الأمر من وزير المالية وجعلت منه الصحف عنوانًا رئيساً أو منشيتًا بارزًا لأهميته في يوم الثلاثاء «17/1/2012 م».. السؤال: إذا أصرت إدارة المرور على تحصيل المخالفات بغير أورنيك «15» ماذا يفعل المواطن؟ أتمنى أن يصدر توجيه من وزير المالية لهذه الإدارات أولاً يمنعها من التحصيل بالورق الملون.. وكل الإدارات التي تستخدم الورق الأبيض. هل يستطيع؟ أتمنى لنشم رائحة دولة المؤسسات.
إلى رسالة سامي.  
الأستاذ / أحمد المصطفى إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 أرجو أن تسمح لي بالولوج إلى عالمك من خلال عمودك لسان حال الغلابى والموجوعين والسواد الأعظم من الكادحين، لا أريد أن أسهب في المدح والإعجاب فيكفيك الآلاف من القراء والمعجبين الذين لم يستطيعوا أن يوصلوا إعجابهم إليك لأنه يلامس موقع الجرح الذي ينزف وما زال...
 في يوم 27/ ديسمبر/ 2011م صدر خطاب من إدارة النقل العام والبترول  ولاية الخرطوم وهي الجهة الحكومية المنوط بها إصدار تصاديق الخطوط للمركبات العامة العاملة بالولاية معنون للسيد/ مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم بموافقتهم على سريان التصديق حتى 31 / يناير /2012م وعدم اعتراض المركبات وذلك لارتباطها ببداية العام المالي وبداية الصرف على الميزانية للعام الجديد وبعض الترتيبات والتجهيزات الخاصة بالإدارة من عمل جدول وبرنامج زمني لكثرة الخطوط وفعلاً السيد/ مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم أخطر منسوبيه بتنفيذ ما جاء بالخطاب.
ولكن في يوم 9/ يناير/ 2012م نزل إلى الشارع «الملازمين» الجدد واعترضوا المركبات العامة «وهاك يا إيصالات ومخالفات» تحت المادة «96» ونصها «مخالفة الضوابط الخاصة بالمركبات العاملة في نقل الركاب» (دي ثقافة مرورية يا أستاذ) .
سنقول لهم من باب النصح والإرشاد والتآخي الذي أوصانا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنكم يا هؤلاء أقسمتم اليمين على أن تكونوا في خدمة الشعب لا إيذائه لأن كل مخالفة دفعها هذا السائق المغلوب على أمره دفعها من قوت أبنائه وتعليمهم وصحتهم وأنتم تجلسون داخل «الأكسنت» المظللة المكندشة وتقطعون في الإيصالات ولا تدرون أن هذا المسكين خرج من منزله في الخامسة صباحاً لم يسعد برؤية أبنائه وقد يعود في العاشرة مساءً ويجدهم نيامًا فكل ذلك ليوفر لهم لقمة عيش كريمة.
ولكن هيهات !!! «يلمها النمل وياطاها الفيل»
ولنا عودة...
 سامي إبراهيم محمد - مستخدم للمركبات العامة   

من هو اواكس عمر

 
هذه حرب من نوع آخر.
  كثيراً ما سُئلت لماذا لا تكتب في السياسة؟ وإجابتي دائماً السياسة هي الغموض والأسرار، وما نراه وما نشاهده منها لا يمثل إلا 1 % تقريباً، لكن رغم ذلك أريد اليوم أن أكتب في السياسة وبطريقتي. وليغفر لي المتمرسون كاتمو أسرار السياسة سذاجتي.
لمدة عقود والحرب بين إسرائيل والعرب قائمة والهزائم أيضاً قائمة، ولا نصر إلا في أكتوبر، وحتى نصر أكتوبر أو رمضان قيل فيه ما قيل من أنه تمهيد مصنوع لكامب ديفيد، وما ذكرت كامب ديفيد ومقاطعة العرب لمصر إلا وذكرت نكتة الرئيس أنور السادات وسخريته من الرؤساء الذين قاطعوه، حيث قال: أقطع دراعي لو كان الشاويش علي عبد الله صالح عارف كامب ديفيد راجل ولا ست.
ولكن حتى ولو سلمنا بنظرية المؤامرة، لن ينكر أحد  دور الدعاة الإسلاميين في رفع الروح المعنوية للجيش وإعادة ثقته في نفسه بعد هزيمة 67م أو النكسة أو حزيران كما يحلو لأهل الشام أن يسموه حسب شهورهم السريانية.
غير أن مثلاً عربياً مشهوراً يقول: ولكل شيء آفةُ من جنسه حتى الحديدُ سطا عليه المبرَدُ. والحرب القادمة هي ما لم يتخيله حتى انشتين، ويقال إن انشتين سئل مرة عن الأسلحة التي تستخدم في الحرب العالمية الثالثة قال: لا أدري عن أسلحة الحرب العالمية الثالثة، ولكن أسلحة الحرب العالمية الرابعة هي الحجارة والعصي، في إشارة إلى أن العالم سيبدأ من الصفر. نقول لانشتين إن الحرب العالمية الثالثة هي حرب الكترونية، وكما يتحدث البعض عن الطائرة بدون طيار والأسلحة الموجهة بالأقمار الاصطناعية، فاليوم غزا المدعو «أواكس عمر» السعودي الجنسية، حسب ما لنا من معلومات سبقنا وقدرناها بـ 1 % من الحقيقة، هذا الغازي الذي اخترق المواقع الإسرائيلية وفعل فعلته الاولى، وكشف آلاف بطاقات الائتمان التي تحسب عالية الحماية، إذ فك شفرتها يعني التلاعب بالمال كما يشاء ويفقد الاسرائيليون ثقتهم في دولتهم التي يعتبرونها الاقوى.
اليوم غزا اواكس عمر ليس بطاقات الائتمان وإنما البورصة الإسرائيلية وأعادها لبورصة متخلفة بين عشية وضحاها. وزاد الشعر بيتاً واخترق موقع شركة الطيران الإسرائيلية «العال» وعطله تماماً. وجاء رد العال على الخبر غامضاً انظر «العال تدرك أن الحرب الالكترونية تصاعدت ضد إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، والشركة تراقب عن كثب نشاط القرصان السعودي».
وهناك عشرات الاحتمالات، ويمكن أن يكون الفعل حقيقياً ويمكن أن يكون لعبة إسرائيلية لابتزاز السعودية التي طالبتها إسرائيل بتعويضات عما لحق باليهود في صدر الإسلام.. تخيل وصبرا وشاتيلا وغزة لم يمر عليهما ثلاثين سنة.. «بالله شوف جنس الحقارة دي».. بالمناسبة الحقارة إذا قرئت بالدارجة السودانية خير وبركة، ولو قرئت بالفصحى أيضاً خير وبركة، وكله في محله. ولا نملك إلا أن نقول لله درك يا «أواكس عمر» حاربوهم بأسلحتهم.

حبس في قسم شرطة المرور


هل تعرضت لحادث مروري؟
هل رأيت قسم شرطة مرور من الداخل؟
هل للوقت قيمة في هذه البلاد؟
هل في وزارة الداخلية أو الإدارة العامة للمرور قسم مهمته التطوير؟
هل للمواطن قيمة؟ طيب بصيغة أخف: هل لوقت المواطن قيمة في وطنه؟
هل شبعت من «الهلهلات» أم أزيدك؟
قضيت بالأمس أكثر من أربع ساعات في قسم مرور الخرطوم شرق بعد حادث مروري. القائمون بالأمر من شباب الشرطة يؤدون عملهم بكل جد واحترام ولم يلق منهم كل الحاضرين، دون تمييز، إلا معاملة حسنة واحترام تام.
لكن من يقف وراء عمل الشرطة؟
تسجيل البلاغ على دفاتر ضخمة والشرطي المسؤول أمامه عدة دفاتر ضخمة بعضها للبلاغ وبعضها للضمانات وأخرى لا أدري ما وظيفتها وكل هذه تُملأ باليد. تتحول بعدها لقسم التحري. متحري البلاغات يكتب بيده كلامًا كثيرًا ويملأ عدة اوراق لكل حادث ويسطر كل هذه الأوراق بمسطرة ويدبِّسها بدباسة وكأننا في القرن قبل الماضي.
وهذا العمل مكرر جداً ويأخذ وقتًا طويلاً ورهقاً وسوء حفظ في النهاية يصعب الرجوع إليه بسهولة. أما ظلام القسم فأربع لمبات أو خمس يمكن أن تحول ليله لنهار.
ثم يأتي دور الضمان الذي يجب ان يصدق عليه وكيل النيابة والذي هو في شارع علي عبد اللطيف تخيل تتحرك سيارة من أقصى شرق الخرطوم إلى قلب الخرطوم ليكتب مولانا كلمة واحدة او كلمتين «تَصَدّق». وتأتي في اليوم الثاني لتستلم التقرير الفني النهائي هذا اذا وجدته اكتمل.
ماذا لو طور هذا الأمر في برنامج كمبيوتري يحفظ المستندات ويوفر الجهد ويوفر الوقت على كل الجهات، لا أصدق أن هذه المكاتب تنتمي لهذا العصر الذي عمّت فيه أجهزة الكمبيوتر وطلاب الكمبيوتر يملأون الطرقات يبحثون عن عمل يعملونه.
مثل هذا البرنامج: يجعل من تحرير البلاغ والتحري على الشاشة حيث فقط تملأ الفراغات أو تستخرج من سجلات يفترض أن تكون في شبكة المرور من زمن سابق الاسم: رقم اللوحة: رقم الرخصة: وثيقة التأمين: كل هذا يمكن ان يظهر بمجرد كتابة الاسم وبكل تفاصيلها. بعد ذلك يأتي مكان الحادث، زمن الحادث، وسبب الحادث ومثل هذه المعلومات تنتج عنها تقارير تفيد لاحقًا لماذا تكثر الحوادث في مكان ما؟ ولماذا تكثر الحوادث في زمن ما؟ وأخرى نتركها تفاديًا للملل.
بعد التحري يفتح مولانا وكيل النيابة من شاشته دون ان يتحرك أي طرف ويصدق على الكفالة او يكتب ملاحظاته.. ويستخرج كل ذلك في ورقة واحدة.
لا أحسب اني الوحيد الذي فكر في تبسيط هذه الإجراءات ما لم يكن هناك مستفيدون من هذه الإجراءات العقيمة يجب ان يلتفت اليها الآن وإلا فلماذا لم يلتفت أحد لتطويرها في زمن كل شيء تحوسب حتى المطبخ وزمن الطبيخ.. ثم كم تصرف وزارة الداخلية في شراء السيارات وكم تؤجر من البيوت بند أي واحد من هذه كفيل بأن يغطي تكلفة البرنامج وما شاء الله الشرطة الفنية المدربة على الكمبيوتر ما أكثرها.
يا إدارة المرور التفاتة لهذا الامر بارك الله فيكم إن لم يكن لكم «رأي» آخر.

مشروع كراون الزراعي

  برفقة طيبة من المهتمين بالزراعة قضيت كل نهار الثلاثاء 10/1/2012م الى وفي ومن مشروع كراون الزراعي بمنطقة التراجمة بالقرب من شندي!!
يقع هذا المشروع الزراعي على ارض مساحتها 120 فدانًا لو رأيت أخوات هذه الارض لقلت مثل هذه الارض لا تصلح الا للزواحف والأرانب ولا يمكن ان تزرع عليها «تَبَسَة». 
شركة كروان سودانية مع شريك سعودي وشريك باكستاني. في اليوم الذي سمّوه يوم المزارع أدهشوا المزارعين والزراعيين ووزراء زراعة الولايات فقد حضر وزراء زراعة ولاية الجزيرة والقضارف ونهر النيل مع دستوريين آخرين وعلماء زراعة كثر وعالم الاقتصاد برفسير عصام بوب.. أعادنا ابن عمر محمد احمد الى سبعينيات القرن الماضي بصوته الجهور ولغته المتفردة. إذا ما سلكنا مسلك الاشخاص هذا سيخلص المقال ولا نتحدث عن الزراعة والتي هي همنا.
هؤلاء القوم في 120 فدانًا زرعوا عشرين محصولاً هي: القمح،زهرة الشمس، الذرة الشامي، الأرز، قصب السكر، القطن «نعم القطن وبإنتاج 18 قنطارًا للفدان آه يا عابدين آه»، البطاطس، البصل، الفول المصري، الطماطم، البطيخ، الشمام، الفلفلية، العجور، الخردل، البرسيم، ابوسبعين، القوار، السمسم، الحمص «الكبكبي». هذا بالإضافة للمزروعات البستانية: قريب، برتقال، مانجو، ونبق فارسي.
بيت القصيد التكامل بين الزراعة والصناعات الصغيرة. نصف فدان قصب سكر يُعصر ويذهب القصب وقوداً لمرحلة من مراحل تكرير السكر والمولاص ورؤوس القصب أعلاف للأبقار.. أهم ما في الأمر أن نصف فدان سكر يمكن ان يكفي 12 أسرة لمدة سنة ورأينا بأعيننا السكر يستخرج من ماكينة صغيرة للطرد المركزي ولا تموين ولا تعبئة بأكياس وأوزان صغيرة ولا سماسرة ولا امن اقتصادي ولالالالالا حكومة ولا ضرائب ولا جمارك ولالالالا.
إذا ما قدر لنا أن وصلنا هذه المرحلة نكون هدمنا صنمًا يقال له السكر حير الحكومات صناعة وتوزيعًا وتكويشًا وتهريباً. كل مزارع يصنع سكره والسلام. وبذا نكون هدمنا صنمًا من اصنام الفساد أو المؤدية للفساد، ولن يُفصل من المؤتمر الوطني شيخ وقور لأنه قال إن هناك تلاعباً في حصة السكر بالولاية ويجب ان يتم التحقيق وكانت الاجابة انت مطرود مطرود من المؤتمر الوطني.  خرمنا مش كدة؟
نعود ليوم المزارع بكراون : عوامل نجاح الزراعة هناك كثيرة منها ان الارض بكر تمامًا، وان الري مضمون تماماً فهم لا يستجدون له مهندسًا ولا خفيرًا ولا صمدًا كل نبات يحتاج الماء يجده إما تنقيطًا او ريً او غمرًا كما في الارز ومن عوامل النجاح الاخرى ان هذه الزراعة يقوم عليها متخصصون يحسبون كل شيء ولا مجال لنظرية المحاولة والخطأ trial and  error  . ورأيت بعيني وصورت بكاميرتي عجورة طولها يقارب المتر. وما شاء الله خيار قرمشناه هناك رطب مليء بالماء وطازج.
ما الذي يمنع كل هذه التجارب في صقع من اصقاع السودان نسيت ان اقول لكم كتبوا لوحة كبيرة مكتوب عليها «ارض السودان تصلح لكل انواع الزراعة إذا وجد الماء». غير ان وزيرًا كبيراً همس في اذني اين نجد العامل الباكستاني؟ حيث عمال المزرعة كلهم من دولة الباكستان الشقيقة.
إن كانت لي ملاحظة هي عدم علاقة هذا المشروع الزراعي بمن حوله من المواطنين الذين يبدو انهم رأوه لأول مرة يوم فتح في ذلك اليوم للزوار. لابد من إيجاد علاقة بين المشروع والمواطنين كيف؟ أترك ذلك لغيري من المختصين.
قريباً بإذن الله مع غروب شركة الأقطان.

عهد الدستوريين

على وزن عهد العباسيين وعهد الأمويين وعهد الفاطميين، وهكذا. سيأتي يوم يُكتب فيه تاريخ السودان وأريد أن أعينَ كُتّاب ذلك التاريخ حيث إنني لن أكون معهم في يومهم ذاك.
ومن الآن أطلب منهم عندما يصلون لسنة 2000 م أن يتركوا لي الصفحات الباقية لأحكي لهم كشاهد عيان عن تاريخ هذه الفترة على الأقل. وإلى تاريخ عهد الدستوريين:
أولاً، «الدستوريون» ليس اسم قبيلة ولا طائفة، ولكن هو تعريف لكل من أدى القسم أمام رئيس الجمهورية في ذلك العهد وهذا القسم ليس له أي بُعدٍ ديني أو مطالب بالوفاء. كان هذا في فترة معينة كان يؤدي فيها كل من تم تعيينه بقرار رئاسي أي عينه الرئيس، وهم المعتمدون وولاة الولايات والوزراء بأنواعهم وزراء الدولة ووزراء اتحاديون ووزراء ولايات ومعتمدو رئاسة ولاية بدون أعباء والمفوضون ومن لفّ لفّهم. عندما كثر العدد وصار لا يحتمله القصر الذي كان يسمى القصر الجمهوري طلبوا من دستوريي الولايات أن يؤدوا القسم أمام الولاة.
اتسم عهد الدستوريين بأن السعيد من ينضم إليهم حيث سيكون الفرق بينه وبين الرعية كالفرق بين الثرى والثريا. فهؤلاء الدستوريون لا يخالطون الشعب ولا يعرفون كثيرًا عن معاناته، فعيشهم رغد وبيوتهم مختلفة الخاص منها والذي على نفقة الدولة. حتى أولادهم ونساؤهم يجدون أنفسهم في عالم آخر غير عالم العامة فمشكلاتهم هي أيضاً أخرى حيث تكون مشكلات نسائهم: أنا زوجي في مأموريات دائمة خارج الوطن، أنت زوجك دا ما بمشي بره كثير لماذا؟ دي وزارة شنو دي؟ أو حديث عن نوع السيارات المخصصة للدستوري ولأسرته: بالله الكامري دي عربية يدوها لدستوري وين المارسيدس وين الانفنيتي وهذه من الماركات الجيدة في ذلك الزمان قبل زماننا هذا حيث وضعت السيارات في المتاحف وصار الاتصال كما ترون عبر الانترت ولا داعي للحركة الجسدية إلا في حدود ضيقة. أو حديث الأبناء عن الأرصدة في البنوك الخارجية: بالله أنتو لسه مع البنوك الداخلية المهببة دي. هذا على سبيل المثال أما الأراضي والمعمار الداخلي فكانوا هم المشتري الأول للأسمنت والسيخ والأراضي التي لم تنزل أسعارها في عهدهم بل بلغت أسعار الأراضي في الخرطوم أن تكون أغلى من أرض عاصمة اليابان طوكيو وعاصمة الضباب لندن. وكل دستوريي السودان يملكون أراضيَ في عاصمته الخرطوم في ذلك الزمان قبل أن تتحول إلى مكانها هذا.
كان صفة دستوري أو الانضمام للدستوريين كفيل برفع صاحبه وإخراجه من الفقر والإنتاج ولا يحتاج لقاعدته التي منها أتى أبد الدهر. وللمقارنة كانت عهود ما قبل الدستوريين تجعل من السياسي شعرة بينه والجهة التي منها أتى ليدخرهم ليوم الانتخابات ولكن حتى هذه ما عاد يحتاجها الدستوريون الذين لا يحتاجون لتجديد مواقعهم بالانتخاب. ومن الدستوريين من تكفيه الفترة والفترتان في الموقع ويغنى بعدها غنىً لا يدانيه فقر أبداً.
أغرب ما في الأمر أن عدد هؤلاء الدستوريين يصعب تحديده فهم في كل ساعة يمكن أن يزيدوا اثنين ثلاثة أربعة. فلا تمرُّ، ما كان يعرف بنشرة الأخبار، حتى تسمع خبراً يقول أصدر الرئيس مرسوماً بتعيين عدد من الوزراء أو الولاة أو المستشارين أو المساعدين أو المفوضين، المهم كل من حمل سلاحاً أو عارض بكلمة يضمن أنه سيكون من الدستوريين في يوم قريب. حيث بلغ عددهم في سنة 2012 م. آسف لا يمكن تحديد العدد بالسنة ولا بالشهر ولا باليوم فلك أن تقول بلغ عدد الدستوريين كذا في الساعة كذا من يوم كذا لأن هذا العدد قد يتغيّر بعد ساعة واحدة.
لم ينته الفصل ولكن انتهى الحس الوطني.

الدكتور عبد الرحمن السميط

أن تكون كويتياً فأنت أكثر عباد الله دخلاً، زادنا الله وزادهم من فضله. وكيف إذا كنت طبيباً كويتياً؟ تخيل الذين يسرقون شعوبهم ليبنوا الفلل الفاخرة والعمارات الشاهقة، ويعيشوا العيش الرغد بلا وخز ضمير، وليستمتعوا بالسفر إلى البلاد الراقية متنكرين لمجتمعاتهم، وليس في حسابهم أن كل حياتهم التي يتعبون من أجلها ليعيشوها سعادة، حسب ظنهم، هي سنوات معدودة أقصاها 8 عقود، وإن زادت هي والموت سواء، وآخرون يبنون لحياة لا نهاية لها يرمز لها في الرياضيات بهذا الرمز.
الدكتور عبد الرحمن السميط الكويتي لو أراد أن يعيش أسبوعاً في الكويت وأسبوعاً في سويسرا لاستطاع بكل سهولة، ولكن الرجال لا يبحثون عن المتعة والترفيه الزائلين. هذا الرجل قضى كثيراً من وسنواته الأربع والستين في إفريقيا، وهو مؤسس جمعية مسلمي إفريقيا، وسأنقل لكم شيء عن سيرته ومواقفه وأعماله التي نسأل الله أن يتقبلها. اللهم اشفه وامدد في عمره، وأخبار هذا الأسبوع تتحدث عن أنه في العناية المكثفة، وبين الحين والآخر تجد خبراً يقول إنه توفي اللهم اشفه. وما أحسب أن أمثاله يخافون الموت، فقد أشبع حياته بعمل الخير نسأل الله له القبول، تقول المواقع إن من أدخلهم الإسلام لا يقلون عن سبعة ملايين شخص، وفي رواية «11» مليوناً.. يا  الله لم يهد الله به قلب رجل واحد الذي خير من حمر النعم، ولكن ملايين البشر. لله درك يا أيها الشيخ الصميط جعلت لحياتك طعماً وهدفاً.
هذا الرجل قدم لنفسه أولاً، وقدم لدعاة الإسلام مثالاً يصعب السير فيه إلا لقليلين مثله لا تلهيهم تجارة. وانقل اليكم أعزائي هذا الجزء من سيرته الذاتية.
«رجل عظيم بدأ حياته بجد بهمة ونشاط. رجل عاش لهم أمة، هم الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في الأرض.. دخل على يديه الإسلام أكثر من «10» ملايين شخص.. ترك مهنة الطب التي برع فيها، وربما يستطيع أن يجني من ورائها أموالاً طائلة.. وترك حياة الرفاهية وسط أبنائه وعائلته الكريمة في الكويت مقابل حمل أمانة الدعوة الإسلامية الثقيلة، والدخول في عالم المجهول وسط غابات إفريقيا وأدغالها المليئة بالمخاطر والصعوبات، معرضاً نفسه للموت عدة مرات في سبيل دعوته، هذه الدعوة التي استمرت لأكثر من «30» عاماً وأثمرت إنجازات تعجز دول عن أن تقوم بها، منها:
 ــ بناء حوالى 5700 مسجد ــ حفر حوالي 9500 بئر ماء.
ــ إنشاء حوالى 860 مدرسة ــ إنشاء 204 مراكز إسلامية.
ــ كفالة 15000 يتيم تقريباً، لا بالإطعام فقط وإنما بالتربية الإسلامية والتعليم الأكاديمي.
يقول الدكتور السميط عن حال الأمَّة الإفريقية: «سألتُ، قلت لهم: أيش دينكم؟ قالوا: الحمد الله نَحن مسلمون بروتستانت! قلتُ لهم: كيف تكونون مسلمين بروتستانت؟ قالوا: أجدادنا قالوا لنا: إنَّنا مسلمون، لكنَّنا لا نعرف كيف نصلِّي، ولا كيف نصوم، فجاءنا البروتستانت ــ جزاهم الله خيرًا! وعلَّمونا كيف نصلِّي، وبنَوْا لنا هذه الكنيسة ــ وأروني الكنيسة ــ وأعطونا الإنجيل»!  «من الانترنت من موقع الشيخ العريفي».
 

رؤية جديدة لمؤتمر التعليم

الأخ/ أحمد المصطفى حفظكم الله
أخي أحمد نتمنَّى لك القوة والمنعة كما نتمنَّى لجريدة (الإنتباهة) التوفيق والصمود والصدع بقول الحق.
أخي أحمد جريدة (الإنتباهة) نقتني منها يوميًا 4 نسخ؛ لأن الزوجة والابن والابنة والصديق كلهم يحمل إليك جريدة (الإنتباهةلأنك تقرأها فأصبح لنا منها فضل زاد نتكرَّم به على الإخوة والأصدقاء ومعجبي (الإنتباهة).
أخي أحمد عندما نقرأ (الإنتباهة) نسرع في تناول الصفحة الأولى والثانية والثالثة ثم نقفز إلى الصفحة الأخيرة لنتطلع على «قشرة بصلة» إسحق فضل الله ثم الطيب مصطفى ونحلي بالرزيقي ثم ندلف راجعين إلى صفحات المقالات نتجول مع سعد أحمد سعد ومحمد وقيع الله والكرنكي وهويدي ونقف مع صديق البادي ونستريح مع الأخ أحمد المصطفى، ونقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وفي كل موضوع أخي أحمد المصطفى تكتب فيه عن مشروع الجزيرة أو مؤسسة الأقطان أو غيره نقول اليوم نكلم الأخ أحمد مساندين أو معضدين أو مقدمين إضافة متواضعة مثل الشولة أو النقطة؛ لأن الجوهر مكتمل من طرفكم ولكن كالعادة نقول خلاص ما في داعي أما موضوع التعليم فلقد حرك كل القوة الخاملة أو الكسلانة فنشطت الذاكرة فمسكت القلم وحبّرت على القرطاس..
أولاً: لا بد أن أذكر الأخ محمد الكامل فضل الله بخير بأن وزارة التربية والتعليم في عهده حقَّقت كثيرًا من الإنجازات وما ذلك إلا لأن الأخ أحب تلك الوزارة وأخلص لها وتواضع مع معلميها وكان ذلك العطاء وبوجودي في تلك الوزارة لتتفضل علي بأن أكون في المجلس الوزاري للوزير الذي لم يجتمع إلى أن غادر الوزارة أم يكون قد اجتمع وأنا غُيِّبت كما أنه زاد فيه الخير وضمني للجنة الإعداد لمؤتمر التعليم بولاية الجزيرة ولم يتم ذلك إلا لأن الأخ يعرف عنا شيئًا والمثل بقول (الما بعرفك ما بعزك) المؤتمر أعلاه نحن الذين في لجنته لقد تم استدعاؤنا قبل يوم من الانعقاد لأمر تنويري مع ذوي الاختصاص الذين يوكلون بكل شيء وعندما حضرنا بعد الشكر والتقدير سألنا هذا السؤال (هل هذا المؤتمر من أجل التقييم للفترة السابقة أم هو رؤى للتعليم في المستقبل في السودان) الإجابة كانت هذا وذاك فهمت ما كان هنالك مجال غير أن نقول فهمنا ربنا يوفق.
   حضرنا للمؤتمر وأظنك كنت حضورًا، المؤتمر كان أقرب للمؤتمرات النقابية المطلبية عندما تصعد لتقول إن المعلم هو حقيقة هو العمود هو أهم عنصر تضج القاعة ثم تمر على بقية الأشياء بكل سطحية أظن لا يفوت عليك قصة تلاميذ مدرسة مدني الذين جاءوا ليتكلموا عن بيئة مدرسة ود مدني.
   أخي أحمد المصطفى مؤتمر التعليم إن صار بتلك الطريقة يكون «كلام كتير وورق كتير والنتيجة فالصو».
اقتراح:
   عليه يا أخ أحمد اقترح عليكم في جريدة (الإنتباهة) أو منبر السلام العادل عقد مؤتمر للتعليم مثل مؤتمر الدستور الدائم تُقدَّم فيه رؤية مستقبلية للتعليم في السودان ونحن في وحدة المحيريبا سوف نعقد مؤتمرًا به ما بين 50 إلى 100 معلم ذوي مقدرة وكفاءة في مجالات التعليم المختلفة وإدارة نقاش حي ولا نحتاج لإضافة أو ترحيل في كلية المحيريبا التقنية نعطيك فيه كتابًا لمستقبل التعليم في السودان في تجربتنا وتجارب الآخرين وبنفس الطريقة يمكن لك أن تعقد مؤتمرًا بوحدة المسيد بنفس العدد أو يزيد وتكون الحصاحيصا والكاملين وما أظن تقصر رفاعة والمناقل وجنوب الجزيرة، وسيكون هنالك مجلد ضخم من ولاية الجزيرة للسودان ويمكن أن تتبعه ولايات السودان الأخرى وهذا العمل نريد أن يكون صدقة جارية عند الله فأن نصيب فلنا أجران وإن لم نصب فلنا أجر. والله ولي التوفيق..
عوض الجيد علي إبراهيم
معلم سابقاً/ بخت الرضا
عضو سابق بمؤسسة الرؤية العالمية

رحيل الأقارب من بطش العقارب

للمغتربين المهاجرين من سورتود.. هجرتان:
الهجرة الأولى: حينما تركوا قراهم الصغيرة «تحت» وهاجروا لـ «فوق» حيث لا ماء ولا كلأ ولا همبريب.. بل غابات من الأسمنت والطوب والحديد.. والحجارة.. وسموم الخماسين..
و«تحت» تعني جنات تجري من تحتها الأنهار وتحفها النخيل الباسقات والمروج الخضراء وغابات السنط الكثيفة والحلفاء والعشر..
الهجرة الثانية: الاغتراب عن الوطن الكبير.. السودان.
وشتان بين الهجرتين.. الأولى هروب إلى شظف.. والثانية هروب من شظف.
وكنت من أبرز المناهضين للرحيل لـ «فوق» حيث عانينا كثيراً ونحن نقارع الحجة بالحجة مع شباب جبرونة والهجيرة والذين كانوا يصفوننا بالمتقوقعين الذين يعيشون في الأحراش والغابات مع البهائم والعقارب والبعوض.. ولا غرابة في ذلك فتلك المخلوقات بدورها تسعى للعيش في الأماكن الطيبة الرطبة والتي بها مقومات الحياة.. إلخ..
إلا أني اعترف «وبعد مضي 30 عاماً على ذلك» بأن لهم بعض الحق في ذلك.. وما يذكر اسم العقرب حتى يقشعر كل جسدي وينتابني ما ينتاب الصغير حينما يشاهد الأفلام المرعبة المخيفة.
فالعقارب «وللعلم ـ العقرب الأنثى والعقربان الذكر هي محور الشر» أيام زمان.. حيث لا إيدز ولا سرطان ولامصائب ولا.. أوكامبو.. والعقارب كانت تمثل كل ذلك.. هي الصهيونية والإرهاب كما نفهمه نحن.. لا بالمفهوم الغربي.. ولا فرق بين الصهيونية والعقارب؛ فالعقارب تسعى بكل الطرق للاعتداء والأذى والضرر ويسخر لذلك خادمته العميلة «الكهندارة الخنفساء» وقبحها الله أكثر مما هي عليها.. والكهندارة طابور خامس وعميلة بجدارة للعقارب فهي لا تعصي لها أمراً وتقوم بإرشاد العقارب لأماكن الأرجل والأيدي الممتدة على الرمال ليلاً لتقوم العقارب المجرمة بتنفيذ مخططاتها باللدغ والفرار.. ثم بعد ذلك تؤمن لها الكهندارة الفرار بالسلامة، وأينما تجد الكهندارة بكثرة في أي مكان تيقن أن بالمنطقة عقربان فالكهندارة تقوم بالاستطلاع والتجسس لسيادته.
ووجه الشبه بين الصهيونية والعقارب جلي.. في الدهاء والاعتداء.. وكما تسببت الصهيونية في اغتصاب الأراضي من أهلها وترحيل الأهالي من القدس وحيفا ويافا والناصرة.. الخ.. كذلك فعلت العقارب بنا حينما ساهمت في ترحيل أهالي الهجيرة «تحت» والحسيننجي «القدس الشرقية» والكوابي والحمرنجي والعقالنجي.. الخ.
وكما تستهدف الصهيونية النشطاء من حركات المقاومة الوطنية.. كذلك وعلى سبيل المثال استهدفت العقارب أحد الأقرباء وأبرز النشطاء «بحلة الكوابي تحت» باللدغات المتعمدة والمستمرة والمتوالية ليضطر لترك منزله العامر ويرحل بدكانه ويستقر به المقام في أعالي جبرونة.. ثم تبعه الآخرون..
والعقارب تحترف الإجرام.. وكما يفسر المختصون في مجال الجريمة من أن المجرم والجاني يتردد لمكان الجريمة بعد حين ليشاهد ردة الفعل وربما ليطمئن نفسه.. كذلك العقارب بالضبط تتردد على مكان الجريمة بعد يوم ولنفس الهدف.. سبحان الله.
وكما يشتاق الفلسطينيون المبعدون من أوطانهم.. لأوطانهم.. كذلك نحن نشتاق إلى «تحت» تلك الديار الطيبة المباركة الوديعة الهادئة.. تلك الديار التي ترعرعنا فيها.. وما زالت ذكرياتها منحوتة في البال والخاطر «ولي قصيدة في ذلك.. عاجز عن ذكر مقطع منها لأنها بالرطانة».
وأصبح حلم العودة للبلد ولـ.. تحت «سالمين» حلماً.. كحلم الفلسطينيين للعودة واستعادة الأراضي المسلوبة.. فهل يتحقق الحلمان؟
>  حاشية:
سورتود قرية جنوب دنقلا بحوالى 8 كلم
الكهندارة برطانة الدناقلة الخنفساء
الكوابي «أي أهل الكوة وهم أصول أهل الكوة في النيل الأبيض «والحسيننجي» أبناء الحسينيين «والحمرنجي» الحمر «والعقالنجي» أهل العقال أسماء أحياء في سورتود باسم بيوتات»
 بقلم: عبد المجيد نور الدين حسين
أجدابيا ـ ليبيا
> تعليق: أليس هذا مشروع أديب يخلط الفصحى بالعجمة؟

مطلوب ثورة تعليمية

قبل أن ندخل في موضوعنا أين مؤتمر التعليم؟
إعلام مكثَّف عن مؤتمر تعليم قادم ملأ السماء في الشهور الماضية وفجأةً خفت الصوت وما عُدنا نعلم متى هو؟ هل صرف القائمون عليه النظر أتمنَّى ذلك.. قل لي لماذا؟
أجيبك: كثير من الذي قيل لا يحقِّق الطموحات وهو ترميم لما بين أيدينا من تعليم خلاصته تعليم أكاديمي طلاب في فصل وأمامهم مدرِّس.. صراحة هذه طموحات متواضعة لبلاد بكر إن لم نقل بلاد فطيرة.
حشر كل البشر في نظام تعليمي موروث من عشرات السنين ولا ينظر للتعليم إلا بعين بخت الرضا تلك التجربة التي آتت أكلها في ذلك الزمان وقطعًا ليست صنمًا يُعبد لعشرات السنين.. هل ننتظر أن يموت كل من يبكون على بخت الرضا حتى نفكر في بديل؟ هل لهؤلاء «القوة» على حبس عجلة الزمان في بخت الرضا وقدسيتها إلى هذا الحد؟
يا سادتي نريد ثورة تعليمية حقيقية.. يقوم عليها خبراء شجعان وتقف خلفها إرادة سياسية قوية تصرف عليها كما تصرف على الأمن وكما تصرف على الحرب هذا إن لم نخرج من هذا الجد ونقول كما يصرف على الاحتفالات والمهرجانات.
ثورة تخترق كل ما بين أيدينا من نظم تعليمية لم تورثنا إلا جيوش العطالة. والزراعة والصناعة والتجارة يديرها من لم يتأهل لها في نظام تعليمي لذا نرى صناعتنا وزراعتنا وتجارتنا متذبذبة.. ما لم تجد الحرف حظها ليس مجاملة بل أن تقدم لمحترفها ما تقدمه له من احترام وعائد مثل مهنة الطبيب والمهندس التي يهرول لها المجتمع، نتمنَّى أن تكون المنافسة على أشدها بين أخوين في بيت واحد هذا طبيب وذاك مزارع من حيث الدخل والمكانة الاجتماعية ولن نصل لمرحلة مثل هذه وتعليمنا بهذه الحال النمطية.
من العاجز عن القيام بهذه الثورة التي هي مخرج هذا السودان؟ من العاجز العلماء أم السياسيون؟ الإجابة لا تحتاج تخصصاً ولا بحثاً السياسيون هم العاجزون عن رؤية بعيدة تستغل القدرات البشرية الهائلة وما نراه من حركات خجولة ومحدودة مثل وزارة لتنمية الموارد البشرية لا يوصلنا إلى هدف في زمن قريب وما هذا إلا طبطبة على جرح غائر ولن تعالج الواقع.
الواقع يحتاج همة عليا لإعادة صياغة الإنسان السوداني مما جميعه تربية وطنية حقيقة تخرجه من نفق القبلية والجهوية، تربية اقتصادية تعلمه الحساب تربية دينية تعلمه علاقته بربه وكيف يعبده، تربية تجعل من الإنسان السوداني يعرف قيمة الوقت ويودع هذا الترهل في الحياة وهذا الخمول.. نريد إعادة صياغة للإنسان السوداني صياغة جديدة حتى يصبح كالياباني أو الماليزي من حيث التأهيل والنشاط وحب الوطن وإطعام نفسه والآخرين.
كل هذه الطموحات لن يحققها مؤتمر التعليم القادم الذي أعد له الحرس القديم والذين لا يرون من تجربة تستحق الخلود غير تجربة بخت الرضا.
هل ترونني أحلم بخير؟ أتمنى أن تكون الإجابة نعم.

محمد علي دنيا ينتفض


سألت أكثر من مرة عن أين ورثة الأستاذ الفاتح النور صاحب أول جريدة خارج الخرطوم ( كردفان) ورثته في إخراج الصحافة من احتكار الخرطوم لها وأن تجد الأقاليم حظها من الصحافة الإقليمية . ودائما ما كنت أعقب ذلك بمثال آخر هو محرر صحيفة (دنيا) الحائطية اليومية بمعهد المعلمين العالي الذي أصبح كلية التربية في سنة 1974 م ومحررها هو الأستاذ محمد علي عبد الرحمن. الشهير ب(دنيا) اسم صحيفته. يبدو ان إبرة محمد ما بتشيل خيطين فكان خيطها خلال الأربعة عقود الماضية هو التربية والتعليم واليوم تقاعد الرجل وجاءكم.
وهذه الأولى:
الأخ الكريم / أحمد المصطفى ( استفهامات)
أولاً جزيل شكري وتقديري على إطرائك على محرر جريدة دنيا اليومية (معهد المعلمين العالي 70 -74 ) فقد أعدت إلي ذكريات جميلة كادت ان تندثر .
ثانياً : بما أنني قد بلغت سن المعاش وترجلت بعد خدمة 42 عاماً. وبما أنني لم أنتم إلي أي حزب سياسي رغم متابعتي لكل ما يجري في السودان سياسياً منذ أن كنت تلميذاً بالمرحلة المتوسطة (62-66) حيث أنني كنت استعير جريدة الثورة (عبود) من أستاذي آنذاك ابراهيم محمد ابراهيم ( د. دقش الآن ) هذا الرجل له أفضال كثيرة علينا بمدرسة سنجة الأميرية الوسطى .. حيث نورنا كثيراً وفتح آفاقنا على الدنيا ( متعه الله بالصحة والعافية وجزاه خير الجزاء).
ثالثاً : بما أن الأخ رئيس الجمهورية قد تحدث عن حكومة عريضة يشارك فيها جل السودانيين .. وبما أن 60% من الشباب هم خارج نطاق الأحزاب وأعتقد أن أكثر من 20% من الجامعيين أيضاً غير منتمين للأحزاب السابقة فقد ساورني شك بأن الأخ الرئيس سوف يشرك هذا الكم الهائل من المستقلين في الحكم .. وبالطبع طمعت في منصب بولاية سنار ( وزيراً أو مستشاراً للوالي ) خاصة وأن عدداً كبيراً من دفعتي بالثانوي ( 66  70 ) والجامعة ( 70-74) الآن يتولون مناصب عليا بالدولة .. المهم يا أخي فصلت بدلتين وإشتريت جلابيتين وعمتين من قماش راق ومركوب ، خاصة وأنني من هيئة التدريس ولازم أكون لبيس ، ولكن استولت الأحزاب الصغيرة على كل المناصب ومشكلتي الآن كيف أتخلص من البدل والقمصان ؟ حيث أنني لم ألبس بدلة إلا في العرس وخارج السودان .
وسأطالب مؤسسة الرئاسة بالتعويض .. ما رأيكم دام فضلكم ؟
أخوك محمد علي عبد الرحمن
مدير عام التربية والتعليم بولاية سنار سابقاً
> تعليقنا:
لن تعوض ولن تعين الا إذا حملت السلاح او خرجت على القانون. مؤدبين ومتعلمين هذه مؤهلات بايرة

الشعب يريد الرقم الوطني

وينقص الحكومة الإلكترونية اثنين قاعدة بيانات لكل الشعب وهذه لبنتها الأولى الرقم الوطني، وتنقصها الإرادة المنفِّذة إذ المتضررون من الحكومة الإلكترونية كثيرون لا يريدون شفافية ولا ضبطًا وهم مستفيدون كالمستفيدين من الجهل السياسي الذي ينقلب عليهم طال الزمن أو قصر.. أمور تافهة صارت تقضى من المنزل في كثير من بلدان العالم إذا ما استخدمنا ما بين أيدينا من اتصالات ستبور البصات وستنتهي أزمة المواصلات.. ولكن كيف ذلك وكل موظف في إدارته هو الملك فيها ويريد الناس أن تقابله من الشباك ليكشر في وجوههم وهمه ما بجيوبهم. فوائد الرقم الوطني لا تُحصى ولا تعد حيث سيصبح إنسان السودان معروفًا أحي هو أو ميت؟ أساكن هو أم ظاعن؟ هذا غير ما ييسره من خدمات نفتقدها الآن حتى الآن يضيع الإنسان السوداني وقتًا غاليًا في أمور يمكن أن تقضى من داخل المنزل عبر شبكة الإنترنت. «هسة يقوم واحد يقول لي تتكلم عن الإنترنت وما عارف كيلة العيش بقت بي كم؟». وإدارة السجل المدني تتمنى أن تنجز عملية الرقم الوطني وتجتهد ليل نهار في إزالة العراقيل التي تؤخره وتزيد من مراكزها وأحيانًا تذهب إلى الناس في بيوتهم كل ذلك في الخرطوم فقط والأقاليم والولايات نائمة.
من هنا ندعو ولاية الجزيرة أن تهتم بشمالها قليلاً وأن تضع في حسابها أن مواطن بتري الذي يبعد عن الخرطوم 20 كيلومترًا لا يمكن أن يقطع 160 كيلومترًا لورقة بسبب أن مدني هي عاصمة الولاية.. ماذا لو أقامت ولاية الجزيرة مركز خدمات في المسيد أو الباقير أو جياد قوامه عدد من النظاميين لا يتجاوز الخمسة بدلاً من سفر آلاف الناس للخرطوم أو مدني لتسجيل الرقم الوطني أو استخراج ورقة ثبوتية لا تزن جرامين يضيِّع لها إنسان ولاية الجزيرة من عمره وماله الكثير.. والفوائد من ذلك على قفا من يشيل.
يا ولاية الجزيرة إما أن تُطعمي شعبك أو  تتركيه يأكل من خشاش الأرض.. هذه الخرطوم على مرمى حجر من شمال ولاية الجزيرة إما أن تقدِّم ولاية الجزيرة خدمات مثل الخرطوم لمواطنها أو سيطالب بالانفصال وينضم للخرطوم حيث الخدمات تأتي إلى المواطن ولا يبحث عنها.
ومرد ذلك كلما نقول الحكومة كبرت وعقلت الا ونجدها في غيها القديم لا تسمع ولا تخدم الا الخرطوم.

وظائف في مشروع الجزيرة

يبدو أن قانون «2005» يُطبخ على نار هادئة جداً جداً ولا أدري هل الطبخ على نار هادئة هل هو دائمًا محمدة أم بعض الأكلات تحتاج إلى النار السريعة وربما يحتاج إلى أفران المايكروويف التي تسخِّن الأكل في ثوانٍ.. كان بالمشروع في يومٍ ما أكثر من «3000» موظف وعامل كل هؤلاء ليس عليهم كبير أثر في الإنتاج وإنما موظفون اكتسبوا هذه الوظائف كحق مشروع مثلهم مثل موظفي الخدمة المدنية في أي مكان يوظَّف أولاً ثم يُبحث له عن عمل ربما يجدون له عملاً أو يقاسم آخر في عمله وتستمر عملية تقاسم العمل إلى أن يصل من يقومون بعمل كان يعمله موظف واحد يُقسَّم على سبعة أو عشرة موظفين فيما يُعرف بالعطالة المقنّعة.. اللهم ارحم الشريف حسين الهندي مبتكر هذه البدعة.
كثرة الموظفين في مشروع الجزيرة مع عوامل أخرى مقاولين وتجار مدخلات واتحادات فرعية ومركزية كل هؤلاء ليس فيهم مسؤول عن نتيجة الزراعة.. مقاول السماد يحضر السماد ويأخذ ربحه ويذهب وكذا المقاولون الآخرون.. أما الموظفون فيريدون رواتبهم وامتيازاتهم ومخصصاتهم على دائر المليم ومعاشاتهم كمان دون أدنى مسؤولية عن الإنتاج لا تحديث ولا ترقية ولا ابتكار ولا إضافات.. المزارع وحده يغني مع وردي وقبضت الريح.. حتى تأمين شيكان لا يهمه المزارع وفي كل مرة يجد حجة تُخرج المزارع من التعويض، البنك الزراعي وحده هو من تضمن له شيكان حقه. بعد الدخول للموقع ترى هذه الوظائف المعلَن عنها موصوفة بدقة كبيرة كل وظيفة لها وصف محدَّد ما المطلوب من شاغلها وما هي مؤهِّلاته ومن المسؤول عنه ومكانه وعلاقته بالعملية الإنتاجية.
هل سيكون الموسم المقبل هو موعد الإقلاع؟
سيكون بشروط منها ضمان تحديث الري، فالمشروع الآن يهزمه الري، كل مرة نسمع العطش و«دخلت» الطلمبات الساحبة في السنوات الأخيرة بصورة لافتة للنظر هذا إن لم نقل مزعجة حساً ومعنىً.. كما علينا كمزارعين أن لا نقرِّر في المساحات المزروعة ولا نطالب بالرجوع للدورة القديمة رباعية أو خماسية فهذه مسؤولية الخبراء القادمين الجدد فهم الذين يقرِّرون المساحة التي يجب أن تُزرع؟ وبماذا تُزرع؟ ومتى تُزرع؟ وكيف تُزرع؟ وكم ستكون نتيجة كل محصول إذا ما طبّقنا كل ما حدّده الخبراء بدقة.
أتمنى أن تختفي حكاية (زرعنا مساحات مقدرة من الفول) أو عبارة (وستكون النتيجة جيّدة بإذن الله)، الاحتجاج هنا ليس على بإذن الله وإنما على إنشائية الجمل، نريد جملة مثل: المساحة المزروعة من القطن هي 369321.2 فدان وستكون إنتاجية فدان العينة بركات 12.4 قنطار.. أي كل شيء محسوب ومعروف النتائج.
عندها سينسى السيد علي محمود حاجة اسمها بترول.

ماذا يفعلون لأبيهم

كانوا عدة إخوة في غاية الأدب وحسن السلوك، الكل يسلِّم عليهم باحترام ويقابلهم من يقابلهم وكلهم خوف ووجل من أن يعيِّرهم أحد بصنيع أبيهم. أبوهم رجل شجاع وشهم ولكنه عندما يعاقر الخمر وكثيرًا ما يعاقرها لا يستطيع أن يمسك لسانه يشتم هذا ويسيء لهذا وفي كل مرة يعاقر فيها الخمر يدخلهم في حرج شديد يتعبون أياماً كثيرًا ليعتذروا لهذا ويعتذروا لذاك ممن أصابهم لسان والدهم ويكلّفهم محو أخطائه الكثير من الجهد والمال والوقت.
ومن أدبهم لم يستطع أحد منهم أن يقول لوالدهم يا أبتي اتقِ الله في نفسك وفينا، فعمرك لا يسمح لك بشرب الخمر والتفوه بمثل هذه الألفاظ، وفي كل مرة يقرأ أبوهم ما في عيونهم ويعتذر لهم  عن الحرج الذي أدخلهم فيه ويعدهم بأن تكون هذه آخر مرة.
حاول الوالد كثيرًا أن يضبط نفسه ولا يحرج أولاده ولكن ضعف النفس الإنسانية يغالبه كل مرة. هنا لم يحتمل الولد الكبير وجوده في مجتمع يعيره بأبيه فهاجر وترك له البلد برمتها حتى لا يَرى ولا يُرى.. الآخرون ظلوا بالقرب منه منهم من يحاول أن يصارحه بأن يكفَّ عن هذه العادة الذميمة ولكن الحياء يمنعهم. دعونا نبحث عن علاج آخر، ماذا لو قلنا لأبينا نحن على استعداد أن نحضر لك «الهباب» هنا واشرب في ستر لا تشمت فينا الجيران ومارة الشارع. ولكن هذه أيضاً لم يستطيعوا أن يفعلوها ووالدهم في غيِّه وفي كل مرة يستصغرهم ويعلو عليهم لم تهزمه السنين ولا الدروس السالبة.
قالوا يا عالم امتد ضرر عادة أبينا  لغيره وما عاد الأمر خاصاً به وترتب على ذلك آثار اجتماعية أخرى لم يكونوا يحسبون لها أي حساب. ما عاد يزورهم أحد في بيتهم ولا يستطيعون أن يزورا أحدًا فأصابتهم عزلة مردها فعائل أبيهم، حتى احترام الآخرين لهم قلَّ وصار بعض الذين كانوا يحترمونهم بمعزل عن فعائل أبيهم تخرج منهم الكلمة والكلمتان.
شعر الأب بكل هذا وفكّر في علاج الأمر بطريقة أخرى ليست اعتزاله الخمر  ولكن بدا في تحسين صورته للمجتمع ليمسح عاره. قرَّب إليه من لا وزن لهم وصار يغدق على الفقراء ليقفوا معه ويدخلوا داره ويخرجوا منها حتى يحسّنوا صورته وصورة بيته أمام الناس، ولكن العقلاء وقفوا بعيداً بعيداً يفكرون في علاج ناجع.
أخيراً شخصَّ الأطباء الحالة بأنها حالة إدمان سيكلف علاجها كثيراً.

عابدين مظلوم من شيكان


لبعض البدو في الخليج أسماء نستغربها. وكان من بين تلاميذي تلميذ اسمه براز.. واستنكرنا الاسم ونظرنا اليه باستغراب كيف يسمى هذا الاسم؟ولكن رد التلميذ على استغرابنا وقال: يا أستاذ ما هو اللي على بالك وإنما براز الحرب.
وأقول عابدين اليوم وشيكان اليوم ليست اللي على بالكم، وإنما هذا عابدين آخر وشيكان أخرى. اتصل بي عابدين الحاج عبد الله عدة مرات يريد مقابلتي، وكان في اتصاله صعوبة لكلينا، ويوم طلب موعداً نلتقي فيه تمنيت أنني لم أحدد الموعد، ولو كنت أعلم أنه في هذا العمر لذهبت إليه بنفسي في بيته. شيخ تعدى الثمانين يمشي بصعوبة ويسمع بصعوبة أكثر. هذا الشيخ من عشر سنوات مظلوم من محلية شيكان. واليكم القصة.
منح هذا الشيخ في عام 2000 م قطعة أرض في سوق الصالحين بالأُبيض ليشيد عليها «زريبة حطب» مساحتها 300 م م، وبدأ في إجراءات استلامها خطوة خطوة، وقبل أن تكتمل الإجراءات استولى على القطعة أحد الضابط الإداريين لمصلحته الخاصة وباعها بمبلغ 23000 جنيه «23 ألف جنيه»، ومنذ ذلك اليوم وعمنا هذا إن لم نقل جدنا يتردد على حكام ولاية كردفان منذ ولاية أبو كلابيش إلى ولاية معتصم ولا نتيجة. ويقول إن الذين يعرفون قصته يحاولون عرقلة وصوله للمسؤولين حتى لا تنكشف قصة استيلاء الضابط الإداري.
القضية من الناحية الإدارية فساد ذمة يجب أن يؤدب فاعله، ويُخرج من هذه المهنة المرتبطة بمعايش الناس، وحتى لا يلوث سمعة نفر نعزهم هم الضباط الإداريون الذين جعل منهم قانون الحكم المحلي حكاماً بلا أموال ولا سلطة.
وسأحكي قصة:
للأمير نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية يوم لمقابلة الجمهور، يتقدمون فيه بطلباتهم وشكاواهم. أحد زملائنا المعلمين كانت أسرته تقيم في الرياض وأمه هنا بالسودان، وعزَّ عليه ذلك وأراد أن يجمع شمله ليبر أمه. وكان الاستقدام للمملكة صعباً جداً في ذلك الزمان. وذهب صاحبنا إلى مجلس وزير الداخلية، وكان السوداني الوحيد في المجلس بزيه الذي لا تخطئه عين. وبه بدأ الأمير قائلاً: الأخ السوداني ويش عندك؟ قال: سمو الأمير إن هو حق أريد حقي وإلا تفضل به عليَّ.. أريد استقدام أمي. ابتسم الأمير ومن حوله وقال أبشر، واستقدم أخونا أمه.
يا والي كردفان ما أحسبك أقلَّ كرماً من الأمير نايف، فإن كانت الزريبة حقاً اغتصب منه فرد له حقه، وإلا فتفضل عليه بها، وما أوسع الأرض في سوداننا هذا. ولكن قول الشاعر: لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
والله لو والي الخرطوم يدق صدره ويقول ليه الأبيض هذا جاء عندي فقطعة أرضه عليَّ، أكون سعيداً في غاية السعادة.
الواليان معتصم وعبد الرحمن أكرما هذا الرجل في آخر عمره وأريحاه أراحكما الله.