الثلاثاء، 3 يناير 2012
د.العماس و H.T.T.I
الخميس, 29 كانون1/ديسمبر 2011
كتب الذكريات لها طعم خاص. وأعترف أمامكم منذ عرفت الانترنت لم أقرأ كتابا في يوم واحد إلا كتاب د. عمر العماس هذا والذي هو موضوع حديثنا.
موضوع الكتاب معهد المعلمين العالي وكتبتها في عنواني كما كتبها في غلافه وهذه الحروف هي اختصار Higher Teachers Training Institute والعماس أعجبه العلو وكان في كل مرة يعجبه موقف يضيف إليه جداً العالي جداً جداً إلى أن بلغت خمس (جدنات) في آخر الكتاب.
بدأ الدكتور العماس كتابه بسيرة جيله - ولا أقول سيرته وكيف دخلوا المدرسة بالقرعة وكان يمكن أن يكون الدكتور العماس أي شيء آخر إذا خرجت ورقة القرعة التي تؤهله للمدرسة فاضية.( صراحة كان يمكن ان يكون مشروع فنان طمبور رائع ) بالمناسبة لم التق العماس حتى كتابة هذه السطور إلا مرة واحدة وبالهاتف.
في بداية الكتاب كان يسير على مهل ويكتب بلغة أدبية رائعة، تقل رويدا، رويدا وكأنه كان يسابق اليوبيل الذهبي لمعهد المعلمين العالي الذي تحول إلى كلية تربية سنة 1974 م ليجد في الاحتفال من الأجيال التي عاشت معه تلك الذكريات.
بما أني ممن عاشوا في تلك البقعة ( المعهد الكلية) استمتعت بهذا الكتاب أيما استمتاع وأضاف لي كثيرا من ماض لم أشهده ، سألت نفسي سؤالاً ، كيف ينظر طلاب كلية التربية الحاليين، إن هم قرأوا كتاب العماس هذا وهل يلامس أي شيء من واقعهم غير وصف المباني التي ما زالت تحتفظ بكل مسمياتها. إلا أن الداخليات تنسونت او تبنونت ( من نساء وبنات) ولا أدري ماذا صارت الأسماء حيث كانت ، القرشي،وبابكر، وحران ودقنة والثلاثة الأوائل هم شهداء ثورة أكتوبر والتي يظن الكثيرون أن شهيدها واحد هو أحمد القرشي الذي خلدت اسمه أشعار هاشم صديق وملحمة ود الأمين وصوت ام بلينة السنوسي الغريد.
نعود للعماس وسِفره.الكتاب يحتاج مراجعة من حيث التوثيق والتبويب فكثير من الذي ذكر من أسماء يحتاج إضافات وشروح وتسكين في الدُفع ونوع التخصص.حتى الصور بلا أسماء.
قصة الكتاب التي شدت كل من قرأه هي رحلة الامتحانات إلى لقاوة.حمل العماس وزميله ظروف الامتحانات من الأبيض متوجهين للقاوة ليعقدوا الامتحان في موعده حسب نظم الامتحانات لتفتح المظاريف في كل السودان في لحظة واحدة، كما الآن حتى لا يحدث تواصل بين الطلاب ويكشفوا الامتحان. (التقول عندهم هواتف ثريا أو موبايلات يا اخي افرض وصلن بعد عشرة ايام في حد عارف انتو وين في ذلك الزمن؟) لقد تعبا تعباً شديدا ليوصلا الامتحانات في الوقت المقرر وحكى كيف تعطلت سيارة الميركري ( بالله في واحد الآن بيعرف الميركري يا بتاعين الاتوس).وكيف قضوا الليالي بين الغابات والجبال والمطر وكيف قاسموا الممرض غرفته الوحيدة.وما تنفسوا الصعداء إلا بعد أن أوصلوا الامتحانات في موعدها. يا له من إخلاص للمهنة عجيب.
نقطة ضعف الكتاب عندي رغم انه شريط سينمائي رائع،عمل الرقيب على قصقصة كل ما لا يليق فصور العماس طلاب المعهد ملائكة من طينة غير التي وجدنا في مطلع سبعينات القرن الماضي باق منها.
سألني د.العماس بالهاتف، هل وجدت نفسك في الكتاب؟ تعمدت عدم فهم السؤال وقلت له صديق عبد الغني ما فيهو أكون فيهو أنا؟ أما من هو صديق عبد الغني فذاك موضوع آخر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق