نهاية هنودوول .. قصة قصيرة «واقعية»
هدأ الليل وغارت االنجوم وأخذ السبات آل الحسينين وآل آبدول.
ولا أثر لحياة بحلة الحسيننجي إلا إبريق الحاج عبد القادر حسين المنتصب على الرمل المبتل بوضوء صلاة العشاء الفائتة.
ولا صوت إلا زنات «الجرجرتي (jirjirittai» المختبئة في أحشاء نبات الحلفاء.
ولاحركة إلا .. «تسابة» انكفأت تبحث عن خشاش وسط غابة السنط والحلفاء وكأنها في حركتها الحذرة كاشفة ألغام أو باحثة تبر ..
وهنودوول أنهت دوامها وأغمضت عينيها بعد أن رسمت بحركتها مساءً دائرة بحبلها حول مربطها .. تماماً مثل «الفرجار» .. تنتظر الصبح ليأخذها الشيخ نورالدين للمزرعة الخضراء لترتع مطمئنة بجواره .. ولها في العائلة والحلة مكانة وتقدير نابع من اعتناء صاحبها بها وكأنها بقرة حلوب .. عناية تفوق الرفق بالحيوان» إلى الدلع..
فهي تأكل بمواعيد وتشرب بمواعيد وتنهي دوامها في مواعيد..كالمستخدمين مع الأجانب.
تلك الليلة أحست بيد غليظة خشنة توقظها «من غير .. هوش ..أو ..هيل أو .. عردد» وبدون مقدمات.
بيد أيقظتها واقتادتها بقوة إلى مخزن الفول.. علمت وبذكاء الحمير أنها بين يدي لص لم يجد صعوبة في اقتحام المخزن وسرقة ما يكفيه من الفول «في شويويل»..
وينخرط بها جنوباً صوب الربوة المؤدية إلى درب الهجيرة المهجور .. وينطلق بالمسكينة إلى المجهول ...
آذنت شمس ذاك اليوم المشهود للمغيب .. وشاع خبر اختفاء «نورالدين هنودوول» التخوم .. وبدأ التحري والبحث التطوعي في القرى المجاورة شمالاً وجنوباً
تمر الأيام ... وتنسلخ «هموم ناس سورتود» عنهم بانسلاخ الليل من النهار .. إلا حديث الناس عن «خطف الهنودوول» باق لا يغطيه ليل ولا يمحوه نهار ..
المكان :- الموقف الجنوبي بسوق دنقلا العرضي .. الزمان منتصف النهار.. الموضوع :- خبر عاجل ... اتكأ أحد مواطني غرب لبب على المزيرة القابعة أمام دكان محجوبة ومن حوله مجموعة من رواد السوق من سورتود ولبب غرب وشيخ شريف بجلاليب السوق الخاصة والشبه نظيفة .. («أيوه .. والله أنا شفت بي عيني .. حمارة ميتة من العطش ومربوطة تحت قصر ودنميرى في شجرة .. ليها كم يوم .. ») ..
كل شيء .. بيد الله ..
اللص المعتوه أخذ شوال الفول وربط المسكينة بإحكام ولحق ببصات أوربي..
وسافر إلى حيث أتى ..
لا تركها طليقة تأكل من أعشاب الأرض وتشرب من مياه النيل ولا تركها تعود الكرة لديارها..
هذا الخبر.. ركب في بص عبد الحفيظ مع الركاب ونزل بمحطة لفة الحسيننجي «تحت » ..
صعقت الحلة حزناً للفاجعة ..
إلا أن الشيخ الحليم كان أكثرهم حزناً وتحملاً .. فهو على يقين بأن دولاب الحياة لن يتوقف بفقد «هنودوول » .. فقد احتاط لذلك .. تلك سنة الحياة وتلك «هنوونتود » خليفة هنودول وشبيهتها «بالضبط » في الانتظار لتأخذ مكان أمها .. بعد قليل من الترويض .. وكانت كما رسم .. والحمد لله ..
ختاماً .. أرتين حسبر«.. artin hasabir» ..*
حاشية :-
آل الحسينيين وآل آبدول :- سكان حي االحسينجي
الجرجرتي :- الجندب
تسابة :- البعشوم
هنودول :-الحمارة الكبيرة ...
هنونتود :-الجحش
الهجيرة :- حي من أحياء سورتود وهي قرية جنوب دنقلا
محجوبة :- خياط ذو قرابة بسكان سورتود شيخ شريف ولبب محله ملتقى لهم
قصر ود النميري :- قصر أثري لجد الرئيس الأسبق جعفر نميري
أوربي :- قرية جنوب دنقلا
أرتين حسبر:- عبارة وداع أي في رعاية الله
عبد المجيد نور الدين حسين
أجدابيا - ليبيا
التعليق: أرجو أن يأتي التعليق منكم
هدأ الليل وغارت االنجوم وأخذ السبات آل الحسينين وآل آبدول.
ولا أثر لحياة بحلة الحسيننجي إلا إبريق الحاج عبد القادر حسين المنتصب على الرمل المبتل بوضوء صلاة العشاء الفائتة.
ولا صوت إلا زنات «الجرجرتي (jirjirittai» المختبئة في أحشاء نبات الحلفاء.
ولاحركة إلا .. «تسابة» انكفأت تبحث عن خشاش وسط غابة السنط والحلفاء وكأنها في حركتها الحذرة كاشفة ألغام أو باحثة تبر ..
وهنودوول أنهت دوامها وأغمضت عينيها بعد أن رسمت بحركتها مساءً دائرة بحبلها حول مربطها .. تماماً مثل «الفرجار» .. تنتظر الصبح ليأخذها الشيخ نورالدين للمزرعة الخضراء لترتع مطمئنة بجواره .. ولها في العائلة والحلة مكانة وتقدير نابع من اعتناء صاحبها بها وكأنها بقرة حلوب .. عناية تفوق الرفق بالحيوان» إلى الدلع..
فهي تأكل بمواعيد وتشرب بمواعيد وتنهي دوامها في مواعيد..كالمستخدمين مع الأجانب.
تلك الليلة أحست بيد غليظة خشنة توقظها «من غير .. هوش ..أو ..هيل أو .. عردد» وبدون مقدمات.
بيد أيقظتها واقتادتها بقوة إلى مخزن الفول.. علمت وبذكاء الحمير أنها بين يدي لص لم يجد صعوبة في اقتحام المخزن وسرقة ما يكفيه من الفول «في شويويل»..
وينخرط بها جنوباً صوب الربوة المؤدية إلى درب الهجيرة المهجور .. وينطلق بالمسكينة إلى المجهول ...
آذنت شمس ذاك اليوم المشهود للمغيب .. وشاع خبر اختفاء «نورالدين هنودوول» التخوم .. وبدأ التحري والبحث التطوعي في القرى المجاورة شمالاً وجنوباً
تمر الأيام ... وتنسلخ «هموم ناس سورتود» عنهم بانسلاخ الليل من النهار .. إلا حديث الناس عن «خطف الهنودوول» باق لا يغطيه ليل ولا يمحوه نهار ..
المكان :- الموقف الجنوبي بسوق دنقلا العرضي .. الزمان منتصف النهار.. الموضوع :- خبر عاجل ... اتكأ أحد مواطني غرب لبب على المزيرة القابعة أمام دكان محجوبة ومن حوله مجموعة من رواد السوق من سورتود ولبب غرب وشيخ شريف بجلاليب السوق الخاصة والشبه نظيفة .. («أيوه .. والله أنا شفت بي عيني .. حمارة ميتة من العطش ومربوطة تحت قصر ودنميرى في شجرة .. ليها كم يوم .. ») ..
كل شيء .. بيد الله ..
اللص المعتوه أخذ شوال الفول وربط المسكينة بإحكام ولحق ببصات أوربي..
وسافر إلى حيث أتى ..
لا تركها طليقة تأكل من أعشاب الأرض وتشرب من مياه النيل ولا تركها تعود الكرة لديارها..
هذا الخبر.. ركب في بص عبد الحفيظ مع الركاب ونزل بمحطة لفة الحسيننجي «تحت » ..
صعقت الحلة حزناً للفاجعة ..
إلا أن الشيخ الحليم كان أكثرهم حزناً وتحملاً .. فهو على يقين بأن دولاب الحياة لن يتوقف بفقد «هنودوول » .. فقد احتاط لذلك .. تلك سنة الحياة وتلك «هنوونتود » خليفة هنودول وشبيهتها «بالضبط » في الانتظار لتأخذ مكان أمها .. بعد قليل من الترويض .. وكانت كما رسم .. والحمد لله ..
ختاماً .. أرتين حسبر«.. artin hasabir» ..*
حاشية :-
آل الحسينيين وآل آبدول :- سكان حي االحسينجي
الجرجرتي :- الجندب
تسابة :- البعشوم
هنودول :-الحمارة الكبيرة ...
هنونتود :-الجحش
الهجيرة :- حي من أحياء سورتود وهي قرية جنوب دنقلا
محجوبة :- خياط ذو قرابة بسكان سورتود شيخ شريف ولبب محله ملتقى لهم
قصر ود النميري :- قصر أثري لجد الرئيس الأسبق جعفر نميري
أوربي :- قرية جنوب دنقلا
أرتين حسبر:- عبارة وداع أي في رعاية الله
عبد المجيد نور الدين حسين
أجدابيا - ليبيا
التعليق: أرجو أن يأتي التعليق منكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق