الثلاثاء، 3 يناير 2012
مرحبا اسماعيل هنية
الإثنين, 02 كانون2/يناير 2012
اختفت عادة استقبال الرؤساء. وكان في زمن سابق عندما يزور الخرطوم رئيس دولة تخرج «أو تُخرج» الجماهير لاستقباله، ومازال استقبال الملك فيصل وجمال عبد الناصر لحضور القمة العربية الرابعة يرن في الآذان. وكان ذلك في 29 أغسطس 1967م بالخرطوم، حيث اجتمع قادة دول الجامعة العربية بحضور الرئيس جمال عبد الناصر «المهزوم»، وخرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي قبل أن يعود الحق لأصحابه. وعرفت هذه القمة بمؤتمر الخرطوم أو مؤتمر »اللاءات الثلاثة«.
يا ربي ماذا بقي من هذه اللاءات الثلاثة. وهل عاد الحق لأصحابه؟
اختفاء عادة استقبال الرؤساء لماذا؟ هل كثرة الزيارات حالت دون خروج الجماهير أو إخراجهم؟ أم هي أصلاً كانت عادة متخلفة غير مسبوقة انفرد بها الشعب السوداني زمناً قبل أن ينعتق عنها والحمد لله. غير أني تمنيت اليوم لو استقبلت الجماهير السودانية إسماعيل هنيَّة رئيس حكومة حماس بقطاع غزة المنتخبة بنسبة أزعجت أصحاب الديمقراطية المروجين لها. يوم تأتي بمن يريدون هي ديمقراطية، ويوم تأتي بغير ذلك، الفائزون إرهابيون وسيضرون العالم «طبعا العالم في نظرهم هو أمريكا وإسرائيل».
أقول وبالفم الملآن مرحباً إسماعيل هنيَّة الرئيس الذي صدق مع نفسه وشعبه، وقبل ذلك نحسبه صادقاً مع ربه. إسماعيل الذي يصلي بشعبة الجمعة ويقف على المنبر بلا ورقة في زمن عزَّ أن تجد فيه خطيباً، وعزَّ أن تجد رئيس دولة خطيب جمعة وبلا ورقة.. وهذه لها أسباب نتجاوزها الآن. فهذا الرجل يجبرك على احترامه وتدعو له بظهر الغيب. لماذا؟
أريد أن أريكم طرفاً من بعض أقواله أو مواقفه التي لا يجرؤ عليها الكثيرون المتدثرون بالدبلوماسية.. خذ هذه الأقوال: «ما بين العلامات له وما بعدها لي».
«أنا شخصياً بصفتي رئيساً للوزراء أتشرف بالانتماء إلى حركة المقاومة الإسلاميـة حمـاس»، يا للقوة يوم أصبح الانتماء لحماس يهرب منه كثيرون ويكلف الناس حياتهم.
وقـال أيضاً: «بصفتي رئيساً للوزراء أتشرف بالعيش في مخيم الشاطئ للاجئين»، يا للتواضع.
وقال أيضاً: «لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل»، رااااااجل.
في خطابه في الذكرى الـ «21» لانطلاقة حركة حماس قال هنيَّة: «سقطت يا بوش ولم تسقط قلاعنا، سقطت يا بوش ولم تسقط حركتنا، سقطت يا بوش ولم تسقط مسيرتنا». صدقت ورماه اليهود كالخرقة القديمة وأنت تنتظر النصر من الله. «لن يَسقط السلاح، ولن تُخترق الحصون، ولن يَخطفوا منا المواقف بإذن الله تعالى»، ولكنهم يعكرون الصفو.
أهلا بهذا الوجه الوضيء أهلاً بهذا الأسد الهصور في سوداننا. أكرموه أكرمكم الله.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق