الثلاثاء، 24 يناير 2012

المسئوول والمخبول


أستاذي الفاضل/ أحمد المصطفى إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
في واجهة أخبار اليوم أن دولة الجنوب قررت وقف إنتاج النفط، ونحن في الشارع من الخرطوم إلى أم درمان ومع أن اليوم السبت وهو عطلة حكومية، إلا أن الذي يلفت الأنظار تلك الكمية المهولة من العربات ذات اللوحات الصفراء «هذه القدام عيونا وممكن نقول عربات حكومية» غير التي تحمل لوحات عادية وهي حكومية، وكلها لها مخصصات يومية من البترول.. فرجعت بذاكرتي إلى استفهاماتكم في يوم الخميس الموافق 17/11/2011م بعنوان «لم يشتر بنزيناً منذ 1994م»، وقلت ماذا أقول لقومي حتى يلتفتوا لهذه الظاهرة، ولنبدأ:
خرج المسؤول إلى الشارع في رحلة البحث عن صدى زيادة البنزين التي أسقطها البرلمان مشكوراً.
دلف مسؤولنا إلى مكان تتطاير منه سحب الدخان معلنة بداية النهضة !! كما ظن صاحبنا، جلس إلى جانب شخصين يتبادلان الابتسامات دون أن يتحدثا، فتعجب من أمرهما وقال: ممكن أقعد معاكم؟
قال الأول للثاني: عمك دا نضيف كده مالو باين عليهو مرتاح.
رد الثاني: يا خوي شوف جلابيتو بتطقطق كيف من الهواء.
الأول: أمك !! يعني قصدك ده هوا؟
الثاني: أظن كده لكن أنا شكيت.
الأول: إنت مخبول ولا شنو ؟ لابس ليك عراقي وسروال وداير تشك كيف؟ وينو الحزام؟
تدخل المسؤول: يا جماعة ما تخافوا أنا داير أسألكم وماش.
الأول: يا زول إنت عديم شغلة؟ نحن شغالين وما تشغلنا.
المسؤول: شغالين شنو؟
الثاني: شغالين مستشارين رئيس !! إنت عميان نحن يا عمك شغالين نتكيف!
المسؤول: ما بأخركم هو سؤال واحد بس.
الأول: سؤال واحد وتتفكفك
المسؤول: حاضر.
الثاني: أسأل.. وسكت برهة ثم استدرك قائلاً: لكن إنت منو؟ ما عرفتنا عن نفسك؟
المسؤول ضحك وقال: أنا المسؤول الفلاني في الحكومة.
الأول للثاني وهو ينهره بصوت عالٍ: برضو تقول لي أظن !! أبلع سيجارتك دي وأقلع سفنجتك عشان أعمل فيها شغال ورنيش.
قهقه المسؤول وقال: ما تخافوا والله العظيم بسألكم وبمشي.
الأول وهو يمسح في السفنجة: أسأل لكن عليك الله خلوهو سجن لأنو الجلد في الشتاء دا حااار.
تبسم المسؤول وقال: ما تخافوا لا ده ولا ده، انتو رأيكم شنو في زيادة البنزين؟
الثاني: إنت شايفنا بنشم ولا ماسكين سيجارة.. ما عندنا رأي
الأول مقاطعاً: إنت قصدك الزيادة البتكلموا عنها دي؟
المسؤول: أيووه
الثاني: ما فارقة معانا.
الأول: قبل ما نقول.. لو البنزين زاد موية الفول بتزيد؟
المسؤول: لا
الثاني: أكان كده ما فارق معانا لو زدتوا البنزين، والحكومة ما قصرت خلت الفقرانين والغنيانين واحد.
المسؤول: كيف؟
الثاني: إنتو ما بتشتروا بنزين ولا نحن.
المسؤول: ولو الحاجات زادت؟
الأول: ويعني شنو ما بدون بنزين هي كلو يوم زايدة.
الثاني: صبرك يا عمك.. إنت ما بتركب مواصلات .. ولا أنا.. انت ما بتشتري حاجات من السوق.. ولا أنا
قاطعه الأول: طيب يا عمك ممكن أسألك سؤال علمي؟
المسؤول: بغضب آها اتفضل
الأول: متين الواحد بيكون سعيد في بيتو؟
المسؤول: لما الأسرة تكون متفاهمة وأحوالهم المادية ميسورة.
الثاني: قصدك ماسورة!!
الأول: كضباً كاضب.. لما يسكن جنبك مسؤول في الحكومة زيك كده.
المسؤول: ما فاهم ؟
الأول: يعني شارع الزلط لحدي خشم الباب.. اللمبات في الشارع تولع ليك الحوش.. جامع عشرة نجوم، الكهرباء ما بتقطع، الموية بدون موتور، الحرس بره وحرامية نهي..
فقام المسؤول مهرولاً وهو يقول: أنا مجنون البسأل لي مخبول.
مجاهد النعمة
تعليقنا: كان عنوان العمود الذي لم يذكره الأستاذ مجاهد كاملاً تأدباً منه «محمد يوسف لم يشتر بنزينا منذ عام 1994م».

ليست هناك تعليقات: