إعلام مكثَّف عن مؤتمر تعليم قادم ملأ السماء في الشهور الماضية وفجأةً خفت الصوت وما عُدنا نعلم متى هو؟ هل صرف القائمون عليه النظر أتمنَّى ذلك.. قل لي لماذا؟
أجيبك: كثير من الذي قيل لا يحقِّق الطموحات وهو ترميم لما بين أيدينا من تعليم خلاصته تعليم أكاديمي طلاب في فصل وأمامهم مدرِّس.. صراحة هذه طموحات متواضعة لبلاد بكر إن لم نقل بلاد فطيرة.
حشر كل البشر في نظام تعليمي موروث من عشرات السنين ولا ينظر للتعليم إلا بعين بخت الرضا تلك التجربة التي آتت أكلها في ذلك الزمان وقطعًا ليست صنمًا يُعبد لعشرات السنين.. هل ننتظر أن يموت كل من يبكون على بخت الرضا حتى نفكر في بديل؟ هل لهؤلاء «القوة» على حبس عجلة الزمان في بخت الرضا وقدسيتها إلى هذا الحد؟
يا سادتي نريد ثورة تعليمية حقيقية.. يقوم عليها خبراء شجعان وتقف خلفها إرادة سياسية قوية تصرف عليها كما تصرف على الأمن وكما تصرف على الحرب هذا إن لم نخرج من هذا الجد ونقول كما يصرف على الاحتفالات والمهرجانات.
ثورة تخترق كل ما بين أيدينا من نظم تعليمية لم تورثنا إلا جيوش العطالة. والزراعة والصناعة والتجارة يديرها من لم يتأهل لها في نظام تعليمي لذا نرى صناعتنا وزراعتنا وتجارتنا متذبذبة.. ما لم تجد الحرف حظها ليس مجاملة بل أن تقدم لمحترفها ما تقدمه له من احترام وعائد مثل مهنة الطبيب والمهندس التي يهرول لها المجتمع، نتمنَّى أن تكون المنافسة على أشدها بين أخوين في بيت واحد هذا طبيب وذاك مزارع من حيث الدخل والمكانة الاجتماعية ولن نصل لمرحلة مثل هذه وتعليمنا بهذه الحال النمطية.
من العاجز عن القيام بهذه الثورة التي هي مخرج هذا السودان؟ من العاجز العلماء أم السياسيون؟ الإجابة لا تحتاج تخصصاً ولا بحثاً السياسيون هم العاجزون عن رؤية بعيدة تستغل القدرات البشرية الهائلة وما نراه من حركات خجولة ومحدودة مثل وزارة لتنمية الموارد البشرية لا يوصلنا إلى هدف في زمن قريب وما هذا إلا طبطبة على جرح غائر ولن تعالج الواقع.
الواقع يحتاج همة عليا لإعادة صياغة الإنسان السوداني مما جميعه تربية وطنية حقيقة تخرجه من نفق القبلية والجهوية، تربية اقتصادية تعلمه الحساب تربية دينية تعلمه علاقته بربه وكيف يعبده، تربية تجعل من الإنسان السوداني يعرف قيمة الوقت ويودع هذا الترهل في الحياة وهذا الخمول.. نريد إعادة صياغة للإنسان السوداني صياغة جديدة حتى يصبح كالياباني أو الماليزي من حيث التأهيل والنشاط وحب الوطن وإطعام نفسه والآخرين.
كل هذه الطموحات لن يحققها مؤتمر التعليم القادم الذي أعد له الحرس القديم والذين لا يرون من تجربة تستحق الخلود غير تجربة بخت الرضا.
هل ترونني أحلم بخير؟ أتمنى أن تكون الإجابة نعم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق