هذه حرب من نوع آخر.
كثيراً ما سُئلت لماذا لا تكتب في السياسة؟ وإجابتي دائماً السياسة هي الغموض والأسرار، وما نراه وما نشاهده منها لا يمثل إلا 1 % تقريباً، لكن رغم ذلك أريد اليوم أن أكتب في السياسة وبطريقتي. وليغفر لي المتمرسون كاتمو أسرار السياسة سذاجتي.لمدة عقود والحرب بين إسرائيل والعرب قائمة والهزائم أيضاً قائمة، ولا نصر إلا في أكتوبر، وحتى نصر أكتوبر أو رمضان قيل فيه ما قيل من أنه تمهيد مصنوع لكامب ديفيد، وما ذكرت كامب ديفيد ومقاطعة العرب لمصر إلا وذكرت نكتة الرئيس أنور السادات وسخريته من الرؤساء الذين قاطعوه، حيث قال: أقطع دراعي لو كان الشاويش علي عبد الله صالح عارف كامب ديفيد راجل ولا ست.
ولكن حتى ولو سلمنا بنظرية المؤامرة، لن ينكر أحد دور الدعاة الإسلاميين في رفع الروح المعنوية للجيش وإعادة ثقته في نفسه بعد هزيمة 67م أو النكسة أو حزيران كما يحلو لأهل الشام أن يسموه حسب شهورهم السريانية.
غير أن مثلاً عربياً مشهوراً يقول: ولكل شيء آفةُ من جنسه حتى الحديدُ سطا عليه المبرَدُ. والحرب القادمة هي ما لم يتخيله حتى انشتين، ويقال إن انشتين سئل مرة عن الأسلحة التي تستخدم في الحرب العالمية الثالثة قال: لا أدري عن أسلحة الحرب العالمية الثالثة، ولكن أسلحة الحرب العالمية الرابعة هي الحجارة والعصي، في إشارة إلى أن العالم سيبدأ من الصفر. نقول لانشتين إن الحرب العالمية الثالثة هي حرب الكترونية، وكما يتحدث البعض عن الطائرة بدون طيار والأسلحة الموجهة بالأقمار الاصطناعية، فاليوم غزا المدعو «أواكس عمر» السعودي الجنسية، حسب ما لنا من معلومات سبقنا وقدرناها بـ 1 % من الحقيقة، هذا الغازي الذي اخترق المواقع الإسرائيلية وفعل فعلته الاولى، وكشف آلاف بطاقات الائتمان التي تحسب عالية الحماية، إذ فك شفرتها يعني التلاعب بالمال كما يشاء ويفقد الاسرائيليون ثقتهم في دولتهم التي يعتبرونها الاقوى.
اليوم غزا اواكس عمر ليس بطاقات الائتمان وإنما البورصة الإسرائيلية وأعادها لبورصة متخلفة بين عشية وضحاها. وزاد الشعر بيتاً واخترق موقع شركة الطيران الإسرائيلية «العال» وعطله تماماً. وجاء رد العال على الخبر غامضاً انظر «العال تدرك أن الحرب الالكترونية تصاعدت ضد إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، والشركة تراقب عن كثب نشاط القرصان السعودي».
وهناك عشرات الاحتمالات، ويمكن أن يكون الفعل حقيقياً ويمكن أن يكون لعبة إسرائيلية لابتزاز السعودية التي طالبتها إسرائيل بتعويضات عما لحق باليهود في صدر الإسلام.. تخيل وصبرا وشاتيلا وغزة لم يمر عليهما ثلاثين سنة.. «بالله شوف جنس الحقارة دي».. بالمناسبة الحقارة إذا قرئت بالدارجة السودانية خير وبركة، ولو قرئت بالفصحى أيضاً خير وبركة، وكله في محله. ولا نملك إلا أن نقول لله درك يا «أواكس عمر» حاربوهم بأسلحتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق