السبت، 2 مايو 2009

هوان القطن عليهم

دخل الصمغ العربي إلى السياسة وهذا شي محبط ففي ما قرانا لم نستنتج أن خيراً يراد بالصمغ ولا إشفاقا على منتجيه ولكن مزيد من الوصاية والمصالح الخاصة هذا إذا لم نزد في تشاؤمنا وعملنا بنظرية المؤامرة ونقول إن ملفات الصمغ ليست هنا بل هناك خارج الحدود .
لنترك الصمغ ذلك المحصول الذي يسير بخطىً حثيثة ليلحق باليورانيوم الذي كلما اكتشف في مكان تصارعت الفيلة( أمريكا ، وتابعتها العجوز بريطانيا بلير ،و فرنسا ) وأبادت الحشايش التي تحتها.وجرّت المنطقة إلى حروب وقودها البسطاء وزرفت عليهم الدمع الثخين.
إذا أردت أن تعرف قيمة المحصول في بلادي فلا تنظر للبورصات العالمية والسعر العالمي بل اهتمام السياسيين به بالوكالة أم بالأصالة.
كلما تحدث سياسي بان البترول لن يشغلنا عن كوننا بلد زراعي ( أقول في نفسي يا رب يلحق القول بالعمل ) والتفت ولا أجد لذلك تطبيقا على ارض الواقع لا تخطيطا ولا تنفيذا ولو لا علم الله وحده بالسرائر لزدت وقلت ولا نية.
دعوت قبل عدة سنوات المزارعين لوقف زراعة القطن حتى نعرف المستفيد الحقيقي من القطن الذي هو حتما ليس المزارع كما يتبادر لكل ذهن صافٍ. ولكن دعوتي ذهبت أدراج الرياح لأنني كنت أخاطب مدمنين للزراعة، والزراعة عندهم مظهر اجتماعي وليست نشاط اقتصادي يحسب بالربح والخسارة. واستفادت جهات كثيرة ليس منها المزارع.
ونحن في دوامة القطن والصبر على كل ما يصاحبه من ظلم من فرق الوزن، والفرز المزاجي ،والترحيل البدائي ، والحليج الغالي ، والبذرة المفقودة والبيع للسماسرة وليس المستهلكين الاصلاء.
وجاء قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 وانتظرنا الفرج ولكن تكوين مجلس الإدارة لم يتم ومضت شهور بعد التوقيع والمجلس في رحم الغيب. قبل تكوين مجلس الإدارة زفت لنا بشريات بان القطن سيشترى من (الحيطة) ويسلم المزارع مبلغه فورا وتأتي الجهات المشترية بسرعة البرق لترحل أموالها حتى لا تخسرها بتعدي الحيوانات عليها أو تلوثها بالغبار.
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث والمزارع المسكين وحده يتحمل كل هذه الخسائر وكل هذه الاحباطات وزاد الكيل حشفا بارتفاع تكاليف اللقيط هذا العام لندرة عماله ولجودة المحصول وزيادة إنتاجيته فالمحصول هذه السنة - على الأقل في شمال الجزيرة محير وكأنه امتحان من الله لنرى هل نحن جادون ام امة مهلهلة وكسلانة.
لا أنسى ونحن صغار في المرحلة المتوسطة أيام حكومة عبود 1963 كيف استُنفرنا للقيط القطن الطلاب والجيش. تلك حكومات تحترم محاصيلها.
محصول القطن الآن في خطر من عدم الإفاء بالوعود وهذه لم تكن صدمة للعقلاء .وقلة الايدي العاملة وغلاء اليد العاملة.
هل للقطن من وجيع؟ أيها المستفيدون مدوا أيدكم مرة لهذا الخير الوفير ولا تتركوا المزارع وحده يخربشه الكركعوب. اعتذر عن الشرح حتى يتنازل الفوق ليعرفوا كيف يخربش الكركعوب المزارعين.
فبراير 2006

ليست هناك تعليقات: