الجمعة، 17 مايو 2013

منْ يطور التعليم؟

  الأحد, 12 أيار 2013

هل يعقل أن يدرس الحفيد كما درس الجد؟
نفس الفصول، نفس السبورات، كتب مع تغير فيها، للأحسن أم للأسوأ هذا مختلف عليه، المدرسون والمدرسات توارثوا الطريقة والنمط ولا اختلاف إلا في الأسماء. كم عدد وزراء التربية؟ بقدر عدد الولايات «بالمناسبة حتى عدد الولايات ما عدنا نجزم به فكل يوم تولد ولاية»  قلنا عددهم بقدر عدد الولايات زائداًَ الوزير الاتحادي ووزير الدولة وربما وزراء الدولة. من منْ هؤلاء أو من سبقهم وضع بصمته على التعليم؟
هؤلاء الوزراء هل وظيفتهم تنفيذ ما ورثوا والمشي فوق خطوات من سبقوهم خطوة خطوة وتوقيعاً توقيعاً؟ هل مؤتمر التعليم الذي انتظره الناس طويلاً من توصياته تطوير التعليم؟ كم من توصيات ذلك المؤتمر نفذ؟ أشهر توصياته رفع سن المعاش إلى «65» سنة وحتى هذه على ظهر سلحفاء. وتوصية أخرى إرجاع السنة التي حذفت يوماً ما، وما زال الخلاف على أين توضع وكيف؟ منهم من قال تضاف لمرحلة الأساس ليصبح تسع سنوات، ومنهم من قال تضاف للثانوي ليصبح أربع سنوات.
ليست هذه علة التعليم التي نحن بصددها اليوم، ولكننا نسأل عن من المسؤول عن تطوير التعليم؟ وما مؤهله لذلك وما صلاحياته؟ وقبل ذلك هل في وزارة التربية الاتحادية قسم لتطوير التعليم؟ قطعاً يوجد قسم ومدير لهذا القسم وسكرتارية وموظفون وسيارة وحوافز وهكذا مثله مثل أية إدارة لا تملك خطة ولا صلاحيات وربما يكون الذي على قمتها جاءها بحكم التدرج الوظيفي. «والله لا أعرف منهم أحداً».
هل واقع تعليمنا اليوم يناسب هذا العصر وهذا المتعلم. مثال على تخلفنا التعليمي، في التعليم الحديث مرفق تربوي اسمه مركز مصادر التعلم، وكلما حاضرت في هذا العنوان سألت هل في هذا السودان الواسع مركز مصادر تعلم في أية مؤسسة تعليمة خاصة أو عامة، لم أجد إجابة ولم أجد مثالاً، وبارك الله في الانترنت التي تقرب الصورة. ما عادت المكتبة المدرسية القديمة تفي بالغرض، وما عاد الكتاب مصدراً وحيداً للمعرفة ووسائل العصر الحديث يجب أن تكون من معينات التعليم، وطالب اليوم بارع فيها وتلبي طلباته ولانتشار المعرفة واتساعها ما عاد الوقت المدرسي يكفي، فلا بد من مضاعفة الجهد ليحاول الطالب اللحاق بمعرفة العصر. والتعليم لم يعد كافياً فلا بد من التعلم.
اسأل الله أن يفتح على قلب الوزيرة أو صديقنا الوكيل الأستاذ محمد أحمد حميدة، ليخرجوا من الروتين اليومي توقيع تصديق اجتماع، ويضع أنموذجاً واحداً لمركز مصادر التعلم في كل ولاية حتى يكون قدوة، وينتشر في كل مرافقنا التعليمية. والأمر ليس مستحيلاً ولا غولاً ولا عنقاء ولا خل وفي، هو بيئة تعليمية أكثر تطوراً من المكتبة المدرسية، به عدة أماكن للتعلم الذاتي والجماعي وعدد من الأجهزة وتصميم خاص يتيح حرية كبيرة ويبارك الوقت والجهد ويفتح الآفاق.
ثم الأمر ليس أجهزة فقط، فكثير من المدارس بها أجهزة حاسوب تخلفت وهي في كراتينها ولم يستفد منها أحد لأن الأمر بلا خطة والأجهزة لا تعمل بفائدة إلا داخل منظومة متكاملة.
الذين همهم المؤتمر الصحفي لنتائج الشهادة لن يعجبهم هذا، فهؤلاء يحملون مكابس شحن يشحنون بها رؤوس الطلاب لتذاع المدرسة في العشرة الأوائل. بئس التقييم هذا؟

ليست هناك تعليقات: