الجمعة، 26 يونيو 2009

الجفوة بين العلماء والسياسيين

صديقي وبلدياتي الدكتور عبد الله حمدنا الله علق على هذا العمود ( استفهامات ) بأنه ذو طابع خاص ويكتب فيه ما يراه الكاتب في يومه مشاكل طرق ،مشاكل مزارعين ،مشاكل تعليم ،الجبايات ،الحفر في طريق مدني الخرطوم ، قضايا اقتصادية وقليل من السياسة. وللخروج من هذه التهمة نريد أن نطرح موضوعاً يشغلنا وأتمنى أن يكون شاغلاً لغيرنا ويعطى اهتماما ويحدث حراكاً.
يبدو انه من مشاكل هذه البلاد الجفوة بين النخب، والنخبة التي نريد ان نقف عندها اليوم هم العلماء والسياسيين. يمكن تعريف العالم بمؤهله بان نقول حملة الشهادات العليا ماجستير دكتوراة وما فوق والباحثين في شتى ضروب المعرفة. ولكن يصعب تعريف السياسي في السودان.
الذي ألاحظه أن السياسي والعالم كل منهم يتعالى على الآخر وهذه من علل السودان إذ الأصل أن يتكاملا ويستفيد كل منهم من الآخر. فعلى العلماء البحث لحل المشاكل وعلى السياسيين التنفيذ. فلا يعقل أن يكون منتهى بحث العالم المتعة الخاصة دون إنزاله لأرض الواقع ونشره على الناس. كما لا يمكن للسياسي أن ينفذ مزاجاته دون دراسات وكل همه أن يأتي بجديد وان هو أتى به نسفه خلفه في أول يوم لخلافته له وبدأ من جديده هو أو ما يعرف في السوق برزق اليوم باليوم.
والذي ألاحظه إن العالم حين يصبح سياسي يفقد كثير من علمه ولا يبقى له منه إلا اللقب الذي أمام اسمه. ولا تحضرني حالة سياسي تحول إلى عالم.
استفهام أيهما أكثر العلماء أم السياسيين؟ وهل هناك مؤهل محدد أو تجربة بعينها من اجتازهما أصبح سياسياً ؟ وهل يدخل في السياسيين الذين حملوا السلاح وفاوضوا ووقعوا الاتفاقيات مطالبين بمناصب سياسية وتعطى لهم ومن ثم يبحثون على من يملأ هذه الشواغر؟
إلى متى سينظر السياسي للعالم على انه مترف وهارب من الواقع؟ إلى متى ينظر العالم إلى السياسي بأنه فاقد الموهبة ويتكسب من السياسة؟
مصيبة العالم الذي يصبح سياسي تكمن في استغلال ما تعلم للكيد السياسي والذي ضرره اكبر من نفعه وعندها نكون فقدنا عالما ولم نكسب سياسي محترم ووطني غيور.
هذه خواطر مشاهد ليس سياسي وليس عالم فمن ينزلها مكنها ويعطيها من وقته كدراسة تستحق الوقوف ويكون جميلاً لو بدأها واحدٌ من طلاب الماجستير بدراسة حالة معينة يحدد اسما وزمانا ومكانا ويخرج لنا بما يفيد الفريقين علماء وساسة.
د.عبد الله أتراني وفقت أم أعود لحفر طريق الخرطوم مدني ونقاط مروره وجباياته؟؟؟
مايو 2006

ليست هناك تعليقات: