بداية علاقتي بفصول اتحاد المعلمين كانت في سبعينات القرن الماضي وقد كنت يومها مدرساً في حنتوب الثانوية ( بالله حنتوب تحتاج إلى تعريف أو وصف بالثانوية) وفي عصر كل يوم نركب الرفاس إلى مدني حيث لم يكن هناك كبري وقتها. وكانت هناك مدرسة ندرس فيها الذين لم يجدوا مقاعد في الثانوية الحكومية أو طلاب لم يحصلوا على ما يؤهلهم لدخول الجامعات. ولا زلت أذكر ذلك الطالب وهو من العمال وكان اكبر منا بكثير وكنا نحترمه غاية الاحترام.
بهذه الفكرة بدأت فصول اتحاد المعلمين لزيادة دخل المعلمين، والذي ما كان يحتاج زيادة في ذلك الزمان،ونبل غايتها. الفصول منفصلة تماما عن الفصول النظامية وإدارتها منفصلة تماماً وزمانها منفصل أيضاً.
واقع فصول اتحاد المعلمين اليوم هو فصول مليئة بكلاب( أردتها بطلاب وارد الله أن تخرج كلاب لتقارب الطاء والكاف في لوحة المفاتيح وتركتها) رسبوا في الامتحانات وغالبا ما يكونون قليلي الرغبة في التعليم وهم مجبورون من أسرهم أو مجتمعهم يحشرون في نفس فصول المدرسة النظامية وفي نفس زمانها ويقتطع لهم المدرس من زمنه الرسمي الذي يفترض ان يكون للطالب النظامي تدرسيا في الفصل ، تربية ، مناشط ، تصحيح ، تذليل صعاب تفهيم متخلف عن التحصيل لغياب أو لفروق فردية.
وقت المعلم في المدرسة لا فراغ فيه إرشاد، تربية، مناشط ،زراعية، مسرح،مكتبة،كل خطوة يخطوها هو فيها مصلح ومعلم ومربي. لماذا يشغل اتحاد المعلمين هذا المعلم بفصول خارجية؟ كانت حجتهم في ذلك رفع دخل المعلم ولعمري منطق مرفوض أن يرفع دخل المعلم على حساب كل العملية التعليمية وتحديدا على حساب التربية هذه سرقة علنية إنهم يسرقون وقت غاليا ليمارسوا فيه إلا تربية.
واقع فصول اتحاد المعلمين اليوم يقول هو إفساد للنظاميين والاتحاديين ( الاتحاديين هنا هم طلاب اتحاد المعلمين وليس ذلك الحزب الانشطاري على وزن القنابل الانشطارية إذ انه ليس في حاجة إلى إفساد) نقص في زمن النظاميين واختلاط هؤلاء الطلاب بالنظاميين مفسدة للنوعين.بالله هل وجدتم في فصول اتحاد المعلمين اليوم مثل ذلك الذي في عمر أبائنا؟ ما عادت ملاذا للطموحين بل هي مركم قمامة تربوي.
إن كان بقاء هذه الفصول بهذا الواقع ناجم عن قوة النقابات فعلى التربية السلام. وإذا كانت النقابات تحمي قواعدها بهذا الظلم الفاضح لكل العملية التربوية فعلى التعليم السلام . أليس لأعضاء النقابات أولاد وبنات وإذا خُير النقابي بمئات الآلاف وخروج ابنه فاشلا للشارع فماذا يختار؟
يجب مراجعة هذا الخلل الذي يسمونه فصول اتحاد المعلمين كبداية لمراجعة التعليم في هذه البلاد وما عادت مهنة التعليم طاردة مئات الآلاف المنتظرين على الرصيف وكليات التربية حبلى بكل جديد!!
مايو 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق