عفواً أيها القاري العزيز كأني قطعت عهدا بيني وبينك - غير مكتوب - أن لا أخوض في السياسة فالخائضون فيها كثر وعلى طريقتي اذهب إلى ما ينفع الناس بتفسيري.غير أني أجد نفسي اليوم مضطراً للخوض في السياسة أرجو أن أوفق.
أحس باحترام شديد لوزير خارجيتنا الدكتور لام أكول وعوامل هذا الاحترام كثيرة لا داعي لتعدادها وأظن كثيرون يشاركونني هذا الإحساس ولا نملك إلا أن ندعو له بالتوفيق وأشياء أخرى.
في الثانية صباحا من يوم الجمعة 14/4/2006 شاهدت قناة العربية تجري مع وزير خارجيتنا د.لام اكول لقاءاً من ذلك النوع الذي يواجه الضيف بأسئلة محرجة أو جريئة يعتمد ذلك على معد البرامج ومقدمه والإجابات تحتاج حضور الضيف ولباقته وشهادتي لله( عفوا ابننا الهندي لهذه الاستعارة) أن الدكتور لام أكول كان موفقا في كل إجاباته ولكن من الذي جعلنا نكتب في السياسة إجابته:( أن ليس هناك اختلاف بين أهل السودان ولكن الاختلاف اختلاف سياسيين).
هذه إجابة تكتب بماء الذهب الفرقاء في دارفور المتفاوضون منذ عدة شهور مع الحكومة هل كل هذا من اجل الجالسين في المعسكرات وهل ستحل قضايا دارفور إذا ما نصب فلان في منصب كذا ودخل القصر الجمهوري وادعى القسم ( يا سادتي لماذا لا نلغي أداء القسم ونحن نعلم ان بعضهم من كثرة وضع يده على المصحف ما عاد يرتعش ولا تأخذه رهبة انه يعاهد الله وبعضهم من كثرة أداء القسم صار يتعامل معه كتعامله مع الصحيفة ويحنس بقسمه بعد لحظات أو عند إمساكه بأقرب مايكرفون) عفى الله عنهم !!
نعود هل تنصيب فلان وفلان سيحل مشاكل دارفور أو الجنوب أو الشرق أم سيحل مشكلة صاحب التعيين فقط وبعض بطانته. لست ميالا للمهاترات السياسية ولكن بات بما لا يدع مجالا للشك أن كثيراً من الناس امتهن السياسة وصارت من سبل كسب العيش في السودان ومنهم من لا يستطيع ان يكسب قوته الا من السياسة وكنا نظنها محسوبة على البيتين ولكن الامر صار ملكا للجميع.
مالنا لا نرى ولا نسمع ببداية التنمية في الجنوب التي نمنى بها النفس من زمن؟
مالنا لم نسمع عن عقودات الطرق وقد تسلمت حكومة الجنوب اكثر من سبعمائة مليون دولار ونتمنى لها المزيد لكن بالمقابل نريد ان نرى طريق السلام من ربك إلى جوبا ونملي وببداية طيبة مسارين في كل جهة وبعدها ستقوم المدارس والمستشفيات والمصانع وستحفر الآبار. متى متى؟ ام ليس من حقنا ان نسال؟
لا خلاف بين أهل السودان ولكنه خلاف سياسيين واهل السودان يريدون تنمية وخدمات والسياسيون يريدون كماليات انظروا لوارداتنا جلها أثاث مستورد وسيارات وأدوات ترفيه و LUXCARY فارغة ومقدودة.
شكرا د.لام أكول على هذه الإجابة.وها انا اثبت اللقب العلمي رغم تجاهل مقدم البرنامج له طول الحلقة ولو كان د.لام من تلك الدولة لطالبه به ( دكتور من فضلك).
ابريل 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق