السبت، 13 يونيو 2009

يسألونك عن التأمين الزراعي.

ألف الناس تأمين السيارات لأن قانون المرور ربط حركة السيارات بالتامين وقد كان ذلك منذ زمن بعيد قبل التامين الإسلامي.( شفت الزوغة دي كيف من قولة تامين محرم).
وبتطور الحياة احتاج الناس لعدة أنواع من التامين ووجدوا لها الفتاوى التي تجعل التامين حلالاً مثل ان يكون التامين تكافلي بمعنى كأن هؤلاء المؤَمنين اتفقوا على أن يدفعوا مبلغا من المال يعالجون به الضرر الذي يلحق بأحدهم وبعد خصم كل المنصرفات الإدارية والتعويضات يعود على الشركاء ما بقي من مال أو يدفعوا حين يكون الناتج سالبا ( وهذا نادر). بهذه النظرة المتطورة فقها وواقعا كان لابد أن يأتي الدور على الزراعة وجاءت شيكان لتدخل مجال التامين الزراعي لتصبح الزراعة جاذبة ( ما هي حكاية جاذبة جاذبة التي دخلت حياتنا هذه الأيام وحدة جاذبة زراعة جاذبة) ويتكافل المزارعون فيما بينهم ليهونوا مصائب بعضهم بعضا.
مما يؤخذ على تجربة شيكان
1 - أنها بدأت بالمخاطر غير المزعجة وتركت المخاطر المتكررة والمزعجة جدا مثل العطش والغرق في مشروع الجزيرة ويبدو أنها أرادت أن تجعل مسالة التامين الزراعي جاذبة لتقنع به مجلس الإدارة ( برضو جاذبة؟؟).
2- أنها بدأت بأكثر الأقسام في مشروع الجزيرة نجاحا وقوة أقسام الأوسط التي لا تشكو من شيء.وتركت أطراف المشروع البعيدة حيث كل الآفات والمخاطر على الزراعة والإنسان.
3 – أنها ارتكبت نفس خطأ شركة الأقطان بان جعلت اتحاد المزارعين وكيلا عن المزارعين في حقوقهم.الاتحاد ليس وكيلا في الحقوق وإنما هو جهة تفاوضية وتنسيقية يجب أن تعود بين الحين والآخر لقاعدتها للتشاور هذا إذا كان الاتحاد يحترم قاعدته ويحتاج لهذه القاعدة في الأيام السودة أيام الانتخابات ولكن إذا ضمن الاتحاد عودته المكررة بالحلال والحرام سيفعل ما يريد . هذا إذا نسي يوم الحساب الأكبر.
نعود لتفويض الاتحاد في الحقوق هذا كسل من الشركة ليس إلا ، إذا وثقت الشركة من أدائها فسوف يؤمن كل المزارعين أن لم يكن اليوم فغداً هذا اذا ضمن المزارع علاقته مع الشركة وفتحت له حساب منفصل وكثرة عدد المزارعين ليست حجة ابد إذا أخذنا مثالا عدد مشتركي الكهرباء أو عدد مشتركي المياه أو مشتركي الهاتف وأجهزة الكمبيوتر حلت كثير من المشاكل ويسرت أقسى الأعمال.
4 – عدم مقابلة الشركة لقواعد المزارعين ولا تنويرهم إما تعاليا وترفعا او كسلاً وكلاهما لا مبرر لهم فقواعد المزارعين فيها من الكفاءات ما يمكن التفاهم معه وإذا كان كسلا فقليل من الهمة إما أن تفاوض وتنور الشركة ( نخب المزارعين) فقط ، ففي ذلك شبهة يجب أن تربأ بنفسها عنها.
ورغم كل ذلك مرحبا بشيكان في أطراف المشروع حيث المخاطر اكبر ومرحبا بالتامين الزراعي وقد ندعو لهم بالتوفيق إن هم ردوا الحقوق لأصحابها يدا بيد وليس عبر وكلاء.وان هم أحسنوا التقديرات على الفدان وذلك بعد أن تكون عندهم خبرات متراكمة.
هذه بعض الخواطر عن موضوع هام وجديد في حياتنا الاقتصادية وما هي الا حجر في هذه البركة الساكنة فهذا الموضوع كان يناقش في الخفاء مما يدعو للريبة رغم حيويته ونبل مقصده.

مارس 2006

ليست هناك تعليقات: