السبت, 19 تشرين2/نوفمبر 2011
تحويل كلية الزراعة بأبو حراز إلى «بخت رضا» ولاية الجزيرة
في إطار اهتمام الدولة بالتعليم ممثلاً في الإعداد للمؤتمر المشترك لوزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي المزمع إقامته قريباً، هذا مقترح أبادر به، وآمل أن يجد القبول والتبني لسد حاجة الولاية من المعلمين المؤهلين.. المؤكد في تقديري أن الاستثمار الضخم في التعليم هو الخطوة الأساسية لأي مشروع نهضة وطنية.. لذا فإن الحاجة ملحة إلى تدريب المعلمين الجدد وإعادة تدريب المعلمين الذين هم في الخدمة الآن في عملية جادة وهادفة ومستمرة باعتبارها وسيلة فعالة لتحقيق التطور التربوي .. فتطوير المقررات الدراسية واستعمال الوسائل وإعداد الخطط والبرامج تقل فاعليتها كثيراً في غياب المعلم المؤهل ..مثلاً: مطلوب من المعلم تقويم الأطفال لمساعدة الطفل ليحقق قدراً من النمو بأقصى ما تسمح به قدراته كي يفهم موقعه في العملية التربوية.. فهل يمكن أن يقوم بهذه المهمة خريج لم يجد وظيفة فلجأ للتعليم؟ الشاهد أن قيام مثل معهد تدريب المعلمين المقترح هذا ليغطي حاجة الولاية من المعلمين بالمواصفات المطلوبة هو ضرورة آنية مُلحة.
المعلوم أن من أهداف تدريب المعلمين أثناء الخدمة: زيادة كفاءة المعلم ورفع مستوى أدائه.. وتجديد وتحديث معلومات المعلمين.. والتدريب يعظم قدرة المعلم على مواجهة المشكلات المختلفة داخل المدرسة.. تقويم الأطفال. ويمتاز العصر الذي نعيش فيه بسرعة التطور وخاصة في المجال التكنولوجي، بما فيها أدوات وأساليب التربية والتعليم، فمطلوب زيادة قدرة المعلم على استخدام المواد والوسائل التكنولوجية الجديدة التي استجدت بعد الالتحاق بالخدمة.. وتنظيم العلاقات الإنسانية بين المعلمين لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.. واتاحة فرص التجديد والابتكار للمعلمين، حيث أن البرامج التدريبية مناخ مناسب لتقبل أفكار المعلمين الجديدة وتشجيعها، كما تتيح الفرصة للمعلمين لكي يختبروا جدوى أفكارهم الابتكارية ومردودها العلمي، وإذا ثبتت صلاحيتها يتم نشرها بين المعلمين.. وتجديد الدوافع الذاتية للمعلم المتدرب، حيث يساعد تحسين آدائه ورفع كفاءته العلمية على اتاحة فرص الترقي التي تسره وترضي طموحاته. ومن المعلوم أيضاً أن البرامج التدريبية تتعدد وتتنوع، مثلاً يمكن أن تصنف من حيث الشكل «برامج التدريب الرسمي وبرامج التدريب غير الرسمي»، ومن حيث المضمون «التدريب الإداري والتدريب الإشرافي والتدريب التخصصي». ومن حيث إعداد المتدربين «التدريب الفردي والتدريب الجماعي والتدريب وجهاً لوجه والتدريب عن بعـد». أما في ما يتعلق بالأساليب التدريبية فمنها المحاضرات النظرية.. الندوات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات.. طريقـة تمثيل الأدوار. وذلك حتي تؤدي هذه الأساليب إلى: المشاركة الفعالة.. التحفز.. مراعاة الفروق الفردية.. مراعاة التتابع.. نقل الخبرات الشخصية. ومن كل هذا يتضح أن أي مركز تدريب معلمين بهذا الهدف يتطلب بنية أساسية ممتازة .. ومن هنا كان اقتراحي هذا لتحويل كلية الزراعة بأبو حراز لتكون مقر هذا المعهد «المماثل لبخت الرضا» لمعلمي ولاية الجزيرة.
وكلية الزراعة بأبو حراز اُفتتحت عام 1975م، وكانت تتبع لجامعة الجزيرة. ومنذ عام تقريباًَ أصبحت تتبع إدارياً لجامعة البطانة الوليدة. والكلية بها بنية أساسية ممتازة .. ولظروف خاصة بالكلية لم يتم القبول بها خلال الثلاثة أعوام السابقة، وبها الآن دفعتان فقط وعلى أبواب التخرج تتبعان لجامعة الجزيرة .. فلأهمية قيام معهد تدريب المعلمين هذا يمكن توفيق أوضاع أساتذة الكلية بشكل مرضٍ وتحويل الكلية لـ «بخت رضا» الجزيرة.
مجمل القول أنه بقيام هذا المعهد تقوم الولاية بتدريب معلميها في الخدمة الآن للوصول بهم للمواصفات التي ترجوها .. كما أنه لا يسمح لأي خريج بالتقديم لوظيفة معلم بالولاية ما لم يتحصل على شهادة هذا المعهد، أو تقوم الولاية بتدريب من تعينهم قبل بدئهم التدريس بمدارسها.. وتشارك في المعهد وزارات التربية والتعليم «الولائية والاتحادية» ووزارة التعليم العالي «جامعة البطانة وجامعة الجزيرة» لربط التعليم ما قبل الجامعي بالجامعي.. وبنجاح التجربة يمكن أن تتبناها باقي الولايات.. وعندها ستعود للمعلم هيبته العلمية والتربوية ودوره الفاعل في نهضة مجتمعه، وستعود أرباح الاستثمار فيه أضعافاً مضاعفة.
والله من وراء القصد.
د. عادل الخضر أحمد بلة
تعليقنا: نبصم بالعشرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق