الخميس، 3 نوفمبر 2011

الجلود،الجلود قبل العيد

الأربعاء, 02 تشرين2/نوفمبر 2011

ليس لي من مدخل لهذا الموضوع إلا هذا الحوار الطريف بين رجل وابنه الصغير:
الأب: يا ولد أقفل بابا الحوش
الابن: ليه يا بابا
الأب: على الأقل ما يدخل علينا كلب.
الابن: يا بابا عليك الله شفت ليك كلب دخل بيتنا غير يوم عيد الضحية.
وقبل أن يقول لي قارئ ظريف: هي وينا الأضحية لما تكتب عن جلدها؟
إلى المضحين ـ تقبل الله منهم مقدماً ـ بين يديكم ثورة عظيمة ربما تكون أغلى من الأصل تلكم هي جلود الأضاحي. ولست بصدد لمن تعطى ومن يحق له أن يجمعها ويستفيد من ريعها رغم أن كثيرين يجعلونها موسماً يملأون منه جيوبهم بغير حق وأيضاً هذا لا يهمني اليوم كثيرًا، وأياً كان الجامع لها منظمة طوعية أو جمعية أو مركز شباب أو لجنة شعبية كائناً ما كان كل هذا لا يهمني بقدر ما يهمني اليوم بندان اثنان. الأول الاعتناء بها حيث تسلخ بخبرة حتى يستفاد منها الفائدة القصوى ولا تترك للهواة والمتدربين على السلخ الجدد.
والأمر الثاني أن يعنى بها ولا ترمى حتى تتعفن بل أن توصل إلى منتهاهها عند ذوي الخبرة بسرعة حتى يتمكن الذين يعرفون طريقة حفظها حفظاً جيدًا إما بالملح أو بالدباغة «هل تخلو مدينة من حي بهذا الاسم؟؟ أم درمان ومدني في ذهني الآن». وتصبح مدخلاً قومياً قابلاً للتصدير.
من المتوقع أن يبلغ عدد الجلود في عيد الأضحية «3» ملايين جلد من الضأن. في كثير من الأحيان يكون الفاقد منها 50%، بالله كم من ملايين الدولارات يضيع على هذه البلاد بسبب كسل بسيط في توصيل الجلد إلى منتهاه أو أن يتعلم في السلخ صبي يصيبه بعدد من الخروق تفقده قيمته؟
وإليك هذه المعلومة من الإنترنت:
تفقد البلاد أكثر من 10 ملايين دولار سنوياً بسبب العيوب المختلفة التي تبلغ 50% من صادر الجلود السودانية. إنتاج الجلود بالبلاد يبلغ حوالى 22 مليون قطعة من جلود الأبقار والضأن والماعز سنوياً ويبلغ الصادر حوالى 7 ملايين قطعة سنوياً بمتوسط سنوي حوالى 35 مليون دولار.
10 ملايين دولار تضيع سنوياً لعدم الاعتناء بالجلد!! مبلغ ضخم يبني 20 مدرسة فاخرة.
ربما يبدو هذا الموضوع غير مهم لكثيرين ممن لا يريدون إلا أن يقرؤوا في السياسة ولكن هذا موضوع اقتصادي مهم، ومشكلة تتكرر كل سنة ويجب أن ينتبه لها كل من بين يديه جلد لم أقل كل من له جلد فكلكم لكم جلود منها التخين وغير ذلك.
ساهموا في الحفاظ على صدارة السودان في هذا المجال وارفدوا البلاد بثروة ليست قليلة من الدولارات.
أتراني دللت على وعيي البيئي كما يقول الدكتور محمد عبد الله الريح؟ أتمنى.

التعليقات

# ود الحاج 2011-11-02 10:57
بالمناسبة يااستاذ احمد وين بركات
رد | رد مع اقتباس | اقتباس


# mohammed alamein 2011-11-02 12:25
والله ي استاذ والله العظيم لو قالو في جائزة افضل كاتب صحفي ف العشرة السنوات الاخيرة لاخترناك انت ي استاذ
ربنا يديمك لقرائك
رد | رد مع اقتباس | اقتباس


# الصديق 2011-11-02 18:17
والله يا استاذ بالرغم من أن الوالد كان جزاروكان يولي الجلد أهمية أكثر من اللحم ولاجرحه ولا خرم وما كنت حاسب الحساب الذي حسبته ده يادوب عرفت أن الوالد كان له حق .
رد | رد مع اقتباس | اقتباس

ليست هناك تعليقات: