الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2011
أخي الفاضل الأستاذ أحمد
أشكركم كثيرا لأنكم أوصلتم صرختي إلى القراء
وقد وردتني محادثات تليفونية كثيرة عن ما ورد في كلماتي.
لم أقول كلماتي لكي أبتغي من ورائها غايات سياسية لأنني أكره السياسة وأعتقد أنها أقرب الطرق للوصول إلى جهنم الدنيا وعذاب الآخرة.
وما قلته عن نقص الحبوب هو حقيقة لا تقتصر على كردفان لأن الأمر ينطبق على النيل الأزرق ودارفور والنيل الأبيض والشمالية كما نعرفها من الجيلي إلى حلفا
أي أن الأمة السودانية كلها عرضة لها.
أما ما ذكرته عن الرعاة في أنهم بدأوا يعرضون ثروتهم للبيع فهو حقيقة لدرجة أنهم يبيعون نعاجهم الحوامل بإنتاج جديد للبيع ولا يفعل ذلك إلا من هو عالم بأنه خاسر في كل الأحوال مع انعدام المرعى والذرة اللازمة لإكمال الدورة الإنتاجية.
الأمر لا يختلف عن إخواننا البقارة وهم في نفس المحنة يضاف إليها ضرورة مراعي الجنوب وهو أمر صعب مع الظروف السياسية وشح المراعي واستحالة مراعي الجنوب الخصبة.
هذا أمر يحتاج إلى خطة إنقاذ عاجلة ولا يمكن الصمت عنه
على أنني أكتب إليكم اليوم في أمر آخر وألتمس أن تتم جميلكم وأن تستعرض اقتراحاً جديدًا
لا يخفي على أحد حتى مع تصريحات المسؤولين أن الأمة السودانية تمر بأزمة اقتصادية حقيقية تهدد بتفتتها
وقد شكلت وزارة ضخمة ضمت على الأقل ستة وستون وزيرًا، تحت هذه الظروف الحالكة اقتصادياً وسياسياً من المفترض أن تكون وزارة للإنقاذ الوطني وحكومة تنتشل البلاد من التخبط، ولابد من أن تتحلى بالمثالية والتجرد في سياساتها ووزرائها وباقي مكوناتها الإدارية
أي أن تكون بداية لإعادة هيكلة إدارية وإصلاح مسببات التردي.
أقترح ما هو واضح جلي لأن تبدأ عملها وهو أن تثبت لأبناء الأمة نزاهتها وتجرد أفرادها عما يمكن أن يوصموا به وهو الرغبات في الكسب والتكسب والكلمتان تتشابهان ولكن لهما معاني مختلفة..
الكسب هو في الراتب الكبير والمخصصات وألتمس من أفراد الحكومة الجديدة أن يعلنوا تنازلهم عن رواتبهم لخزينة الدولة وبصورة نهائية وتوليهم أعمالهم خدمة للأمة بدون مقابل..
التكسب هو الاستفادة من المنصب وعليه ألتمس أن لا يكون المنصب مدخلاً لأي كسب مادي للمطالبة بأي منها شخصياً أو لأي من يعرفه.
برغم عدم وجود حساب أو تقدير اقتصادي للوفر المتوقع ولكني أتوقع أن يكون كبيرًا من الناحية المالية وحافزًا معنوياً يضفي الثقة في أعضاء الحكومة الجديدة،
وذلك على أن ينسحب الأمر على باقي أجهزة الدولة
هذه ليست بدعة وتحدث في دول أغنى وأكثر تقدُّماً من السودان لتعزيز الثقة بين الأجهزة التنفيذية وأبناء الشعب.
وقد حدثت في اليابان بعد حادث الزلزال والكارثة النووية حيث تم تخفيض رواتب كل العاملين في الدولة بلا استثناء بمعدل 10% رغم أن اليابان مازالت تحتفظ بمركزها ورصيدها الاقتصادي واحتياطها من النقد الأجنبي والين يسجل معدلات مكاسب أمام الدولار وعملات حرة أخرى بمعدل 36% .
يا أخي نريد أفعالاً لا أقوالاً
حان وقت العمل، فهل نحن صادقون وجادون
ألف تحية طيبة
بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب
> تعليقنا: يا صديقي البروف في أغنية عنوانها «معقولة بس؟» أما أنا فأطلب منهم فقط أن يشتروا وقود سياراتهم من مرتباتهم وكتر خيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق