دول أوروبا عن بكرة ابيها متضايقة من المهاجرين اليها من دول العالم الثالث في افريقيا وآسيا متناسية أنها كانت دول مُستعمِرة لهذه الدول ونهبت خيراتها- وما زالت تنهب – بلا مقابل وظلت المستعمرات في جهلها وتخلفها طوال فترة الاستعمار وبعد استقلال دول العالم الثالث -نظريًا – الا ان الهيمنة على الدول مستمرة وتجبر بطرق غير مباشرة الا يحكم هذه الدول وطنيون يقومون ببناء دول حقيقية انسانا وبنى تحتية وتربية وطنية وإنتاج واكتفاء واستغلال مواردها لخير أهلها.
مازالت الدول الغربية لها ذراع طويل، وخصوصا فرنسا في كثير من الدول الافريقية،وتتدخل عسكريا إذا ما هُددت مصالحها بكل سفور وقوة عين وتبعد كل من ينوي اصلاحًا وبالقوة. وكثيرًا ما جهر الافارقة بظلم الدول الغربية في وجوه رؤسائها وقالوا: ان خير بلدانكم ونهضتها من ثروات بلادنا ولم تقدموا لنا إلا ما تسمونه بالمساعدات التي تعطى لاتباعكم وعملائكم في تلك الدول وسريعًا ما تعود المساعدات الى منشأها الدول المانحة. وتظل الدول المتخلفة متخلفة ومديونة. في انتظار اعفاء الديون التي هي أقرب للفخ.
لوصدقت الدول الغربية مع مستعمراتها واستخرجتالثروات وتقاسمتها مع أهلها وبنت لهم دولا متقدمة لما هاجر لأوروباأحد. ولكنه الاستعلاء واستغفال الشعوب التي ستصحو يوما لا محالة اما ان تلحق خيراتها التي نهبها المستعمر وبنى بها اوروبا او تصلح حالها بعد طول عناء ومقاومة.
كذا حال مصر مع السودان لم تساعد في بناء السودان يومًا بل دائمًا تستثمر في كثير من خيراته الخام ان لم اقل كل خيرات السودان تصدر خامًا لمصر برماد القروش ان لم يكن بلا فلوس أحيانا وتصدر بعشرات اضعافها تحت عبارة (صنع في مصر) واحيانا تعاد الينا مصنعة بأضعاف ما اشترتها به منا. لم تساعد مصر يوما في صناعة ولا معينات صناعة ولا زراعة ، وما دخلت الى الكوميسا الا لتزيد من خيرات السودان بامتيازات الكوميسا. ولو كانت صديقة او جارة تريد ودا لزمن طويل لساعدت في نهضة الصناعة السودانية ولكنها مستفيدة من التخلف السوداني وعدم الاستقرار السياسي والذي كثيرا ما تكون هي عنصر فاعل فيه او مساعدا لتضمن ولاء بعض ذوي الذمم الخربة للحفاظ على مصالحها.
مصر لا تثبت للسودان جميلًا قط، ولو كان ارض النوبة ومدينة حلفا التي قام عليها السد العالي وغمرت حضارة آلاف السنين ولم تقدم حتى التعويض القليل الذي وعدت به. نسيت كل ذلك وسطت على حلايب وشلاتين. واعلامها هذه الأيام يشن حملة على السودانيين الذين في مصر والمقدر عددهم بخمسة ملايين.
بنفس منطق الافارقة في أوروبا انهم يطاردون خيراتهم المنهوبة. كل منتجاتنا خام الى مصر بثمن بخس، مصر لا تعين السودان على تقدم اقتصادي ولا سياسي.
الاستغفال لابد له من نهاية أو ردة فعل وهذه هي ردة فعل استغفال الساسة المصريين للشعب (الطيب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق