بناة مجلس المهن التربوية
وردتني رسالة مهمة جداً ليس لأنها من صديق وزميل
دراسة فحسب بل ليرى الذين لا يعرفون عن مجلس المهن التربوية والتعليمية إلا
السيارة الحكومة ومن خلفهم من لا يعرف وظيفة المجلس ويظن كل ما انتهى بتربية مكانه
وزارة التربية والتعليم. الجهل والاستعجال على الغنائم هو أكبر مهدد لاستمرار هذه
البلاد ولا حلم للبناء قريب مع هؤلاء السياسيين المتعطشين للانتقام وكسب الغنائم.
الى رسالة صديقي د. محمد حمد النيل
(لقد عملنا في التحضير لتأسيس مجلس المهن التربوية وتحديد مستويات الكفاية
ما يقارب الستة شهور دون اي حوافز... وكنا نجتمع دون مراوح او مكيفات.. بل ولا حتى
اضاءة سوى لمبة اقتصادية موصلة بسلك طويل من برج المعلم لعدم توصيل الكهرباء... لم
نتذمر.. كنا نجلس على كراسي محدودة جداً ومهترئة والاسفنج الداخلي بارز وواضح..
الخبراء الذين عملوا كانوا ستة لا يجمع بينهم الا العلم
والمعرفة وحب الوطن..
بدانا الاختبارات من حيث انتهى الاخرون، حيث بدانا
بالاختبارات الإلكترونية التي دربتُ عليها الاساتذة في عدد من الجامعات..
الاختبارات كانت في غاية الشفافية حيث ان التصحيح يتم
بصورة الكترونية وبمجرد انتهاء الاختبار تظهر النتيجة امام المُختَبَر مباشرة..
لجنة الخبراء تعد الاختبارات النظرية وتشرف على مراقبتها
كما تنفذ اختبارات الاداء.. ويتم تقديم حافز شهري لا يتجاوز الفا جنيه.. وليس
بالضرورة ان يكون منتظما لان رسوم الامتحان رمزية ولا تغطي تكاليفه..
هل واجه المجلس صعوبات؟
اتفق الخبراء
من البداية على ان يكون المجلس مهنيا فعلا وإذا حدثت اي تدخلات فسيتركون المجلس
جميعا... وحسب القانون لا يتم توظيف اي معلم مالم يجتاز اختبار مزاولة المهنة...
وكل المحاولات لاختراق هذا القانون باءت بالفشل.. ولعل أكبر محاولة تجاوز كانت
لوزير التربية نفسه ولكن لم يستطع، ووصلت محاولات التجاوزات لمجلس الوزراء، حيث
اشتكى الوزير مجلس المهن التربوية ولكن مجلس الوزراء احتكم الى قانون المجلس الذي
يجعله سلطة مستقلة عن وزير التربية..
قام المجلس
باستطلاع اراء مديري المدارس افادوا بان المعلمين الذين تم توظيفهم بناء على
اختبار مزاولة المهنة كانوا من أميز المعلمين خلال العشرين عاما السابقة..
مجلس المهن
التربوية السوداني يعتبر من المجالس الرائدة في العالم العربي.. حيث لم يطبق ذلك
الا في ٣ أو ٤ دول بشكل اختبارات كفايات للمعلمين.. اما فكرة المجلس فهي فكرة
رائدة ولذلك تواصل معه مكتب التربية العربي للاستفادة من التجربة وتعميمها..
سأذكر فيما بعد تجارب المجالس المهنية للمعلمين في عدد
من دول العالم واستقلاليتها لضمان حماية المهنة واخلاقياتها وصولا لترقية مهنة
التعليم.
د. محمد حمد النيل
عضو لجنة خبراء مجلس المهن التربوية والتعليمية
*ملاحظة*
هذا التوضيح لك
يا اخ احمد حتى تكون على المام بجزء من الجهد الذي بذله الخبراء في السودان لبناء
هذا الصرح المهم.
معليش يا دكتور محمد ليكن لكل السودان وليس لي وحدي
وليعرف الناس من الذي يبني ومن الذي يهدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق