الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

عودةٌ للهم

 

عودةٌ للهم

 

 

بعد انقطاع عن الكتابة لشهر تقريباً، لظرف خاص، أجد أنه شهرٌ ليس حميداً أشك أن يكون هناك من يحمد هذا الشهر أو هذه السنة 2020 وما أصاب الناس بها من ابتلاءات، كورونا ثم فيضانات وسيول شردت آلاف الأسر الى ان أعلنت السلطات السودان منطقة كوارث طبيعية وفرضت حالة الطوارئ. كان الله في عون المتضررين من الفيضانات الذين فقدوا منازلهم وما بها.

هذا غير الغلاء والانفلات الأمني وظواهر الخطف وعصابات النقريز في العاصمة وكلمة العاصمة هنا مجازاً إذ ليس فيها ما يجعلها عاصمة وليس بها ما تُشد الرحال له. ولن نسأل عن أماكن الترفيه لكن حتى الضروريات لم تعد سهلة المنال. هذا غير الغلاء الذي ضرب كل شيء اللهم الا الهواء الحمد لله مازال مجاناً. هنا لابد من شكر حملة البرق الخاطف للشرطة التي جمعت مئات المواتر. لنا عودة 

غير ان شد ما زاد المعاناة انهيار قطاع الاتصالات والتي اعتمد الناس عليها في كثير من حياتهم وصارت مهمة لدرجة تدرجها بعد الطعام وقبل المواصلات والتي صارت هاجساً للجميع.

ما من أحد الا ويشكو من رداءة الشبكات وضعفها هذا في المدن ولقد ظللنا في القرى نشكو من هذا الضعف سنين وبحت اصواتنا ولكن شركات الاتصالات أصرت ألا تساوي بيننا وأهل المدن. إذ يوم صار أهل المدن يشكون من ضعف الشبكات صرنا نشكو من خروجها من الخدمة تماماً. من يصدق أن هذه الشركات التي كانت تصرف على الإعلانات والتنافس لجذب العملاء إنفاق من لا يخاف الفقر وتكرار لدرجة الملل ما عادت تهتم حتى بممتلكاتها واصولها. هل يعقل أن يعمل برج ولمدة شهرين بالمولد الاحتياطي لأن محول الكهرباء المغذي له تعطل؟ كيف يصمد مولد الكهرباء الاحتياطي والذي يفترض ان يعمل لحظات انقطاع التيار الكهربائي العام (بالمناسبة لحظات هنا في الدول ذات التيار المستقر ولكنه هنا صار القطع يومي ومبرمج) سيقول لك أي ميكانيكي دارس او ممارس لا يمكن ان يدور هذا الموالد باستمرار لشهرين وقطعاً سينتحر وقد كان أخيراً صمت مولد الطواري عن برج زين في منطقتنا ولا من شاف ولا من دري. كانوا يحدثوننا عن الرصد والجودة والمستهلكين وكثافة المشتركين وكل ذلك يرصد من رئاسة شركة زين اليوم لا رصد حتى لبرج كامل خارج عن الخدمة ولا متابعة.

أما سوداني وخليك سوداني فأمرها عجب قرابة العام وكيبل الالياف الضوئية مقطوع ولا يوجد من يسأل عنه وعندما الححنا في ذلك تم ربط برج سوداني بالمايكرويف، تقانة القرن الماضي، كثير الانقطاع. وبرج سوداني لا يعمل بعد انقطاع التيار الكهربائي الا ساعة زمان. البرج الآن خارج الخدمة لأكثر من أسبوع.

لو كنا في دولة محترمة وقاضينا الشركتين "زين" و"سوداني" على انقطاع الخدمة وما سببته من اضرار نفسية واجتماعية وتجارية وأكاديمية لحصلنا على تعويضات بملايين الدولارات. هل مازالت زين تردد (زين عالم جميل). نرفع هذه الشكوى للهيئة القومية للاتصالات.

بالمناسبة الدولار هذه اللحظة بكم؟

                                                                                                               

ليست هناك تعليقات: