الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

الوقود وقود ثورة

 

الوقود وقود ثورة

 

       من طرائف الواتساب صورة تاكسي أصفر قديم لا لوحات له ولا زجاج خلفي وينال نصيبه من البنزين حسب الصف الذي بقي فيه اياماً. معلوم هدف هذا البنزين لن يساهم في نقل طالب ولا مريض فهو ليس وسيلة مواصلات اصلاً. ستباع هذه الحصة في السوف الاسود . ولماذا السوق الاسود؟

  حيلة امنية درجت عليها الأجهزة الأمنية كلما ارادت ان ترفع سعر سلعة غاز او بنزين او جازولين أحدثت ندرة فائقة فيها لترى بعض الناس يشترونها باضعاف سعرها ، ويكون رد الجهات الامنية : ما دام مستعدين تشترونها بهذا الثمن ما رائكم ان نوفرها لكم بسعر اقل منه ولكنه ضعق السعر القديم؟

منطق امني في رأيي غير مدروس اقتصادياً وحل فطير.

     الآن ومنذ اكثر من اسبوعين أزمة وقود حادة وصفوف تخجّل ، طبعاً الحكومات لاتخجل ولا تعتذر، وهم كأفراد أمورهم ماشة. هل رايتم سيارة حكومية قاطعة بنزين؟

   هل يهلم القائمون على الأمر ، طيب الراقدون جنب الأمر، هل يعلمون مضاعفات هذا التصرف البائس وفي كم من المشاكل تسبب؟ والذين يتحدثون عن رفع الدعم وتحرير سوق المحروقات بنزين وجازولين هل حسبوا ما يترتب على ذلك من التضخم والغلاء وفقدان العملة لقيمتها يوم تنتشر الشركات المستوردة للوقود في الاسواق لشراء الدولار من السوق الاسود وكم سترفع قيمته لتربح؟ وما أثر ذلك على الحياة وغلاء الاسعار وانعدام المواصلات وقلة الانتاج وتسيب الموظفين الذين خدعوهم بزيادة الرواتب 569 % ووجدوها اقل من القديم بعد اشتعال الاسواق والغلاء الذي طال كل شيء. وما عادت تكفي بند المواصلات.

   هل في القوم اقتصاديون بحق ام هواة؟ لماذا تكرار الخطأ؟ وتجريب المجرب؟ الا توجد حلول أخرى؟ وما المانع من تنفيذها؟

    انتاج الذهب وحده اذا ما أُحسن استغلاله كفيل بتغيير وجه الاقتصاد في هذه البلاد؟ مقدرة بنك السودان على شراء كل الذهب ومن يقف عائقا ضد ذلك؟ هل هناك مستفيدون من الذهب وهم اقوى من الحكومة او للحكومة مصلحة في تصدير الذهب بهذه الطرق التي لا تعود على البلاد بفائدة؟

    اذا ما احسن (الراقدون) على الأمر ووحدوا كلمتهم واصبحوا حكومة حق ، يمكن ان يرشد انتاج الذهب والذي بلغ في سنة من السنوات 200 طن لم تستفد البلاد منها شروى نقير وذهبت الى غير مكانها الطبيعي. والفطامة قاسية سيحرس اقوام مصالحهم بالجيوش والتاتشرات.

الحلول الاقتصادية معروفة  مهما حاول البعض تحججاً بالحصار يا ما دول انكفت على نفسها اقتصادياً سنوات واصبحت مارداً اقتصاديا يحسب العالم له الف حساب. ولكن قادها رجال لا يعرفون الا الوطن ولا يخافون الا الله وبعضهم يخاف التاريخ.

 اي تهور وزيادة في اسعار الوقود ستكون نهاية الزراعة ونهاية الزراعة تعني نهاية التجارة وتتراصع قطع الدمينو . والانهيار.

زيادة أسعار الوقود هي القشة التي ستقصم ظهر العنز.

 

ليست هناك تعليقات: