أ.محمد ابراهيم الامام.... على الخط
الاخ
الكريم استاذ احمد...لك التحية والتقدير.
استمعت
الى المربى الكبير الاستاذ محمد الشيخ مدنى عام 2001 في مؤتمر في ولاية الجزيرة
وقد كان يعرض فيه تجربته (المدارس النموذجية) مقابل تجربة ولاية الجزيرة (تركيز
بلا تميبز) .التى اعلنتها الاستاذة الفاضلة عليها رحمة الله ليلى احمد سعيد.
قبل
ان اتناول التجربتين احب اقول ان مناقشة تجارب الولايات في مؤتمرات كهذه كانت
ظاهرة صحية جدا. بكل اسف افتقدناه خلال هذا العام الدراسي المضطرب من عمر الحكومة الانتقالية.
بالرغم من ان ما طرح خلاله من قضايا مصيرية اكثر خطورة من التجربتين موضوع حديثي..
في
بلادي تحارب التجارب دون تقييم. وتلغى المناهج وتقزم بالقص والحذف دون ان تعرض على
احد وهي الان تطرح للتنفيذ لتسرق بها ايام العام الدراسي الذى. لن يكون اكثر من
120 يوما بدلا عن 210 يوم.
استاذ
احمد المساحة لا تكفى ان ابوح لكل ما اريد قوله في هذا المجال الذى ارى انه يساس
ويدار بالعشوائية.
استاذ
احمد ما جرى في التجربتين السابقتين وما يجرى الان .القاسم المشترك في فشله هو النَفَس القصير وعدم التخطيط السليم
الذى لا بقف عند الخطة فقط بل مدى توفر معينات النجاح لتلك الخطة والا اصبح الامر
اهدارا للوقت والموارد ايا كانت. بما فيها اللوائح والقوانين ومهام المؤسسة والوصف
الوظيفي لكل العاملين.
تجربة
المدارس النموذجية في الخرطوم. وبما فهمته. من الاستاذ. قد كانت الخطوة الاولى
للانطلاق الى جعل كل مدارس الولاية نموذجية. وكان راي الشخصي ان النموذج لن يكون عاما. وعليه بهذا المعنى كنت
استسيق فكرة تركيز بلا تمييز أكثر من فكرة المدارس النموذجية.
تخيل
استأدى الى ان يحقق استاذنا الجليل هدفه ماذا سيحدث للمدارس الحكومية الاخرى؟ .
اعتقد الاجابة كانت واضحة. و هي الهجرة من المدارس العادية. الى الفصول الخاصة في
النموذجية والى المدارس الخاصة. في ظل تمييز غير إيجابي.
الغريبة
في رده على احد اسئلتى اقر استاذ محمد بان تجربة الجزيرة هي التي تحقق العدالة
والاستمرارية.
تجربة
الجزيرة كانت تهدف الى تركيز اهتمام الولاية بالنهوض بكل المدارس دون تمييز. ولكن
كما اشرت سابقا ان ما يعيبنا. اننا نطلق الفكرة هكذا ونشرع في تنفيذها دون ان
نخضعها للدراسة للوقوف على فرص النجاح والتحديات..
ودون
اي اعتبار للمدى الزمنى للخطط. طويلة متوسطة وقصيرة. بل نبدأ هكذا ونخلط بين
مكونات ومطلوبات الفترات متعجلين النتائج ومصدرين الاحكام
لو
كانت الجزيرة قامت بحصر كل الاحتياجات ووضعت الحكومة جدول اولويات والتزمت بما
تخصصه من ميزانيات لكنا قد استطعنا ان ننجز شيئا ذا قيمة...بكل اسف نحن نعيش
العشوائية في التخطيط وفي ترتيب افكارنا وادارة مواردنا بكل اسف.
تجربة
المدارس النموذجية كان يمكن الاستعاضة عنها بمدارس الموهبة والتميز .اذا لم تكن قد
انحرفت عن اهدافها.
تجربة
المدارس النموذجية. أجهضها السلوك الإداري لبعض الوزراء والإداريين الذين جعلوا
منها موردا ماليا بدعوى تطوير هذه المدارس ولكنه ذهب الى جيوبهم. بينما كان يمكن
ان تؤهل كل مدرسة نموذجية مدرسة وبالتالي خلق بيئة نموذجية في كل المدارس. ولكن
عدم وضوح الرؤية والقوانين هو افة النجاح في هذا البلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق