الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

نحو هدف جديد للفترة الانتقالية

 

نحو هدف جديد للفترة الانتقالية

 

       من اول واجبات الفترة الانتقالية المتفق عليها الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة. ولا شك ان كلمة نزيهة تدل على ان مصيبة الانتخابات ومنذ زمن طويل عدم النزاهة إن لم تكن في تزوير النتائج ربما في توزيع الدوائر الانتخابية، والممارسات التي تأتي بالكسب لحزب معين كأن يُهَجِّر اتباعه من مكان لآخر ليحدث ثقلاً مطلوباً.

    كل هذا ليس بيت القصيد الآن. هل ستدخل الانتخابات القادمة هذه الأحزاب التي نعرفها والتي لا نعرفها من قائمة الأحزاب المسجلة لدى مسجل الأحزاب وبلغ عددها في يوم ما أكثر من مائة حزب؟ أم سيعاد توصيف الحزب وتعريفه وفق قانون جديد ويعاد التسجيل على ضوئه وبضوابط تحدد عضوية كل حزب وبالرقم الوطني؟

وايضاً هذا ليس بيت القصيد الذي أخطو نحوه. هل ستقدم الأحزاب قبل الانتخابات برامجها للشعب؟ أم تكتفي بأسمائها كماركة مسجلة وتابعيين تقليديين لا يسألون الحزب عن برنامج ولا تحقيق اهداف.

  هل يمكن ان نخضع كل حزب لتاريخه وتجربته في الحكم تقريباً الآن الأحزاب التقليدية جربت الحكم مرة ومرتين وبعضها ثلاثة مرات وتختلف كل مرة ومدتها (أقصرها ثلاثة أيام واطولها ثلاثين سنة). هل يمكن ان تعترف هذه الأحزاب بفشلها في إدارة السودان وأحيانا في إدارة الحزب نفسه؟ وإذا ما رفضت الاعتراف هل سيترك لها المجال لتجرب الحلاقة في رؤوس اليتامى وبموس ميتة الى يوم القيامة؟

 أما إذا ما سُئلت رأياً سأقول كثير من هذه الأحزاب إن لم يكن كلها مفهومها للحكم تمكين الصف الأول من مفاصل الدولة كمغنم ويصفق الاتباع وربما يهتفوا بلا وعي هكذا ربتهم هذه الأحزاب ولم نسمع بحزب نزل الى قواعده وحدد برنامجاً ونال الفوز به وحوسب على تقصيره.

    عمر الاستقلال الآن بضع وستون سنة بالضبط 64 سنة كلها ضاعت بلا برامج ولا أهداف ولم يتقدم القوم رجل رشيد ولا حزب راشد ليحقق تطلعات هذا الشعب ويستخرج له خيرات الأرض التي هنالك كما قال صلاح احمد إبراهيم.

 المطلوب البحث عن ديمقراطية الافراد بعيداً عن الأحزاب، نحن نبحث عن منقذ صادق (الصفة فقط لا الاسم) صادق مع نفسه وشعبه وله معاونون لا يقلون عنه كفاءة وقدرة على العطاء. لا ينتمون لحزب من هذه الأحزاب الصورية الفاشلة التي يتحكم فيها افراد وأسر ويتبعها قطيع.

    هل من الصعوبة ان نجد معادلة تقدم قائمة من علماء هذه البلاد ليقودوها الى حيث دول العالم المتقدم. ألا يوجد مهاتير بيننا ولا اردوغان؟ هل كلنا انانيون ولا نعرف الا ذواتنا واحزابنا والكيد لبعضنا؟ لماذا دائماً نُخير بين السيء والأسوأ؟ نريد ان ننتخب الأفضل والأعلم والأصدق وذو الهمة الذي يقدم لنا برنامجه ومؤهله لا لون حزبه.

    في واحدة من الفعاليات الكورية قدموا لنا فيلماً للسودان وكوريا في الستينات وكم كان الفرق بينهما كبيراً مباني كوريا الجنوبية وقتها اشبه بالعشش والاكواخ وجاء الكوريون في الستينات ليستفيدوا من النظم الإدارية في السودان.

كانوا مهذبين ولم يعرضوا لنا كوريا الجنوبية اليوم والسودان اليوم.

ليست هناك تعليقات: