الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

أدب الاصطفاف

 

أدب الاصطفاف

 

هل وقفت في صف وجاء من لا يعبه بالواقفين وتجاوزهم بكل أنانية ليأخذ الفرصة الأولى ولسان حاله يقول أنا مهم أكثر منكم وزمني أقيم من زمنكم. في محطة تحصيل رسوم الطرق السريعة يحدث ذلك دائماً عشرات السيارات في صف ويأتي من يتجاوز الصف ويقدم مقدمة سيارته عنوة أمام السيارة الأولى ليضعهم أمام الأمر الواقع وأحيناً يمد يده مستأذناً وكأن الحق هو حق الأول فقط وليس حق كل الواقفين في الصف.

لو علم هذا المتجاوز للصف تقييم الناس له ولو في سرهم أقله صفة أناني أو جاهل أو مفتري لما فعل تجاوزهم.

ادناه المشاركة التي ألهمتني هذا الموضوع رسالة واتساب من صديق عزيز تعليقاً على صورة وقف فيها الرئيس إسماعيل الأزهري في الصف مع عامة الناس.

الأستاذ أحمد: الوقوف في الصف و الاصطفاف لقضاء الأمور الحياتية في معظم مناحي الدنيا ثقافة راسخة عريقة و عرف يستوجب من ( يتخطاه ) عقوبة افتراضية رادعة لا توقعها محكمة و لا سلطة قضائية سوى سلطة اصحاب الحق الواقفين في ( الصف ) لإنجاز امورهم .

رأيت بام عيني كيف يكون الاصطفاف ثقافة بل و علم يتماهي في جينات الناس عندما زرت و اسرتي أمريكا قبل عامين ، عدت من بلاد العم سام بكثير من المشاهدات و لكن شد ما لفت نظري تعلق الناس بالصفوف فما ان يجتمع اثنان لإنجاز امر الا اصطفوا له ، لا حصانة هناك و لا تمييز إجابى الا بحقه ، وحقه لا يكون سوى حاجة إنسانية ( اعاقة مثلاً ) او ( حاجة شخصية ) يقدرها صاحبها و يستعد ان يدفع لقاء حصوله علي هذا التمييزFast Track  مبلغ إضافي من المال يذهب ريعه في الغالب الي مشاريع خيرية او الي خدمات إضافية الي اصحاب الحق الأصيل الواقفين في الطابور ( الاصل )

 

اقول ذلك و في بالي تجربة فريدة طبقت في واحدة من الشركات  بصرامة شديدة ووقفنا علي إنفاذها  وهي الاصطفاف للحصول علي خدمة ( المصعد ) ، فلا يستطيع كائن من كان ان يتجاوز هذا الصف ، فلا حصانة لأحد و لا تمييز إيجابي الا لذوي الإعاقة ،، عانا المنفذون كثيراً في البداية للتجاوزات و خاصة من الموظفين الصغار عولجت بالتنبيه و لفت النظر ثم تطور الامر تدريجا  الي اخراج من تجاوز دوره من المصعد و إعادته الي آخر الصف ووصل الامر الي ( الطرد ) من الشركة ،، و الان انظر الي ثقافة الاصطفاف في تلك الشركة  رسخت و تمكنت و أصبحت شيء عادي  ، فلا تجاوز للصف و ان حدث فهنالك اصحاب الحقوق ينبهون المتجاوز و يحثونه علي الالتزام !!

الاصطفاف استاذي احمد ثقافة، نشرها يقع علي (عاتق) الاعلام أولاً ،، و لنبدأ بنموذج يتيم ثم ثاني و ثالث الي ان تنشر هذه الثقافة و تنتشر.  

وما أكثر الصفوف في أيامنا هذه.

 

ليست هناك تعليقات: