استطراد بديع
صديقي الحاج أحمد المصطفى المذيع والإعلامي الشهير والذي يناديني بأبي بحكم
الاسم لا بحكم العمر في بكائي على ضعف شبكات الاتصالات في الريف التقط جزئية تلفزيون ولاية الجزيرة وشبكة المايكرويف وأبدع في
الذكريات بلغته الرشيقة وذاكرته المتقدة ادامها الله عليه. ومن باب الايثار أقدم
لكم هذه التحفة الأدبية.
استاذي
وابي
لك التحية حيا الله تلفزيون الجزيرة الريفي
والذي كنا نتحلق حول شاشته في مدينتي الحبيبة الدويم إبان تبعيتنا للإقليم الأوسط
والولاية الوسطي عقب الإنقاذ. اقول أحييت فينا ذكري ذلكم الجهاز السحري الذي كان
يصلنا عبر شبكة المايكرويف ابيض واسود التي لومتها وهي تتعثر اليوم في إيصال صوت شبكة سوداني لهاتفك وهي قد شاخت وأدت ما عليها كانت تنقل برامج
تلفزيون الجزيرة الريفي والذي ينضم بعد ذلك للتلفزيون القومي تصلنا من مدني
للمناقل ف24القرشي فمعتوق ليعبر الارسال النيل
الابيض لمحطته الاخيرة في حلة البحر او الحي الاول في شرق الدويم ومنها لمنازلنا
اقول كان التلفزيون عزيزا وهو ينقل لنا مباريات القمة وبرنامج سينما سينما ومحراب
الفنون والصلات الطيبة علي صاحبها ملايين الرحمات ودوبيت ومسادير ومحراب
الفنون وفرسان في الميدان ومسابقات
المدارس وتلي ماتش وغيرها وغيرها من برامج الزمن الجميل وكم من مرة حرمنا انقطاع
التيار الكهربائي في ذلك الحي الذي تتبع له المحطة من متابعة مباراة أو حلقة في مسلسل
أو برنامج هام فلعنا حظنا أو حرمتنا
بانقطاعها في منزلنا بوسط الدويم لنهاجر
ونضرب اكباد المدينة عسي أن نحظى بمشاهدة ولو غبشاء لأحد ميسوري الحال ممن تفننوا في احضار جهاز تقوية للإرسال ليلتقط
الشارة ولو ضعيفة من معتوق وكل ذلك قبل انتشار الجهاز السحري المسمى بالرسيفر
والذي اراحنا من عناء المحطات التلفزيونية وجعلها تاتيك طائعة عبر قطعة بلاستيكية
تسمي الريموت.
لقد كانت الدويم وقتها تعاني مثلما تعاني هذه
الأيام في الانقطاع المتواصل والمتكرر للتيار الكهربائي ....اعدت لي استاذي ذكري إذاعة الاقليم الأوسط
من ود مدني التي ارتبطت بها بحكم عشقي للإذاعة حتي توجته بانضمامي للإذاعة
السودانية في بداية حقبة التسعينيات وهيجت فيَّ ذكري برامج هنا ود مدني وعلى
رأسها برنامج ملتقي الأصدقاء للمرحوم
المهندس صلاح طه اسماعيل ومن بعده للدكتورة عواطف سر الختم ليخلفها الزميل الصادق
ساتي ومولانا حسن عبدالعزيز وفتاويه وطاقم المذيعين ممن رحلوا عن دنيانا الفانية
عبدالماجد عبدالرحمن محجوب وحسن القاضي
ومحمد الحاج علي وممن انتقلوا لإذاعة ام درمان أو خارج الوطن عبود سيف الدين ومحمد
حمد النيل وغازي الفاتح والطيب قسم السيد ومصطفي محمد صديق وابتهاج قوي ونجم الدين
يوسف السعيد وعماد ولقمان همام ومبارك خاطر
وغيرهم وغيرهم ...حيا الله مدني التي تعلمنا منها في بواكير صبانا فنون
العمل الإذاعي والإعلامي وكم نقلنا لها عبر رسالة الدويم ما يدور من نشاط في بلدي
الحبيبة فأنصتت لنا كل مناطق الاقليم وقتها من الكرمك جنوبا حتي الباقير شمالا وودجار
النبي غربا وتندلتي في الحدود مع كردفان
كانت الدويم تشكل عقدا فريدا مع
بقية المحليات يسمي الاقليم الأوسط ...حفظ الله مدني والدويم وغيرها من مدن
السودان واعاد لهن القهن وبريقهن الذي فقد
بعد أن جار عليهم الزمان ...ولك مودتي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق