الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

استعجال الكبير عيب

 

استعجال الكبير عيب

 

    (ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع عن شيء إلا شانه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. عفواً الشيخ العبيد ود بدر إنا نحسب اننا نكلم بالسمع.

عدة مواقف محرجة وقع فيها رجال ونساء جلسوا على مواقع كبيرة لا تشبه تصرفات رجال الدولة ونساء الدولة (مضطرين نقول ونساء الدولة بعد التمدد النسائي) والمؤمل في الرجل الأول او المرأة الأولى أن تتروى كثيراً حتى تقول كلمة وتتروى أكثر حتى تتحرك وتتصرف تصرفاً غير محسوب العواقب. في ذاكرتي بعض الأمثلة دون الرجوع الى مراجع او استشارات صحفية مما يعني اننا لو بحثنا الأمر لوجدناه ظاهرة، ان لم نقل وباء، كل موقف من هذه المواقف يدل على عدم الدربة الإدارية.

الحادثة الأولى من أمثلتي:

 شاحنة دقيق منتصف النهار وبشارع علي عبد اللطيف يعني قلب الخرطوم تنزل جوالات دقيق بيضاء على سيارة بوكس يذهب أحد العباقرة ويبلغ الشرطة بأن عملية تهريب دقيق تتم الآن تتحرك الشرطة ويأتي الوزير أي والله وزير التجارة والصناعة ليتصور مع مدير قسم الشرطة بمناسبة ضبط تهريب دقيق مشيداً بدور المُبلِغ والشرطة. وأخيرا يتضح ان العملية ليست تهريباً ولا حاجة وانما حصة جزيرة توتي التي لا يمكن ان تدخلها شاحنة ضخمة وانما تعطى حصتها دائما في سيارات نقل صغيرة كل أسبوع. ويخرج السائق بعد حراسة وبهدلة ومش عارف هل طأطأ الوزير رأسه خجلاً ام لا. كنا ننتظر من الوزير صفقات صناعية مع اليابان وألمانيا.

الحادثة الثانية:

    وزيرة المالية المكلفة تتحدث عن ضبط محطة كهرباء ضخمة تخص أحد المواطنين في مخزن بالمنطقة الصناعية وتشكو المواطن والعهد البائد للرأي العام ومن استعجالها نسيت طرحتها وخمارها، على ما اعتقد، ونسيت انها خارج بيتها وربما تقابل رجالاً وكاميرات. وبعد التحقيق يتضح ان المحطة تخص أحد مصانع الاسمنت تعرضت لحادث أثناء الترحيل ولم تعد صالحة ومعلوم امرها لكل الجهات الرسمية وشركة التامين والشركة الموردة والامر في طور التقاضي. وبعدين يا هبة.

الحادثة الثالثة :

    الجمعة 24/7/2020 م ومساجد الخرطوم الكبير، وفاروق والجامعة تمنع فيها الصلاة خوفا من التظاهر. ويحدث التظاهر في غيرها ليس هذا موضوعنا ولكن من لهم غرض يعتقلون بعض الطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعة افريقيا العالمية (أزهرنا الجديد الذي نعتز به) ولحاجة في نفوسهم يقبضون على طلاب أجانب منهم يمنيان لم يشاركوا في مظاهرة ولم يكونوا قريبين منها وتنشر الصور ويعمم الخبر والواقع غير ذلك تماماً.

   هذه الأخطاء كلها منبعها ليس العجلة والخفة والرواشة وانما عدم تشغيل جهاز الأمن الذي أصبح جامع معلومات وتحليلها وحتى هذا الجمع لم ينتظروه. كيف نبني دولة المؤسسات التي هدفها الإصلاح والبناء وليس التشفي والانتقام. حتى التشفي والانتقام يحتاج التروي والاتقان.

روقوا المنقة يقول تعالي: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)

 

ليست هناك تعليقات: