أثار حديث السيد وزير التربية والتعليم عن
الكتاب المدرسي الكثيرين مرةً سلباً
والأخرى ايجاباً. الاولى يوم قال انه خاطب عدة دول عبر وزارة الخارجية
طالباً منهم اعانته بورق لطباعة الكتاب المدرسي. ولم تتصدق عليه إلا دولة واحدة
تبرعت ب 30 الف دولار وردها لهم مشكوراً. (للسعوديين مثل يقول : شحاد ويشرًط . أي يشترط)
يبدو
كُثر الحديث عن هذه الشحدة التي أعادت القرعة فارغةً اضطرت السيد الوزير ليبوح بما
باح به في منتدى كباية الشاي الذي تقيمه صحيفة التيار كل خميس صحفية التيار تمارس عادة حميدة في دور للصحافة
لم تمارسه الا التيار (إيه رائك في كسير التلج دا يا صديقي عثمان ميرغني). السيد الوزير قال أنه طلب من وزارة المالية
15 مليون دولار لطباعة الكتاب المدرسي
وحفيت قدماه او قدما من يرسلهم لوزيرة المالية ومافيش فائدة وأضاف: ولكن طلبات
القصر تجاب فورا مهما كان حجم الطلب.
دعونا نقول إن السيد الوزير وضع يده على
علة السودان الحقيقية التي لا يريد سياسي الخوض فيها وهي مخصصات الحكام من رئيس
ووزراء ونواب برلمان وخلافه وامتيازاتهم. هذا البند مما يجعل العمل السياسي جاذباً
وجعل من السياسة مهنة منذ الاستقلال الى يومنا هذا. منذ ان يصل السياسي هذه
المراتب يودع الفقر والشقاء طيلة حياته، وقد ينسى هموم المهمومين يرفع الدعم عن
الوقود والسيارات المخصصة له ولاسرته مؤشرها في الاف F))
دائماً ولا يدري بكم هو. علاجه مؤمن له ولأسرته وشرطا بالخارج بنص القانون ولا يدري كم هو المهم
على المالية ان تدفع نفقات علاج الحاكم. والأكل والمشرب من نثريات المكتب التي
ربما تكون بلا سقف (طيب المرتب يعمل بيه شنو؟).
يقال ان الرئيس الامريكي له 100 مليون دولار في
السنة لا تزيد سنتاً وله راتب محدد ومعروف ما عدا ذلك لا يحق له أكل سندوتش من
الخزينة العامة. وكذلك كل الرواتب بكل شفافية معلومة لكل الشعب ولا يستثنى من
الضرائب أحد مهما بلغ.
ما
لم تبدأ العدالة من هنا تصبح شعار فارغ وحكي وتسلية. بداية بناء الدولة سلطة
متقشفة لا تطالب ب 35 سيارة انفينتي والشعب ينوم امام الافران وآخرون لا يرون
الغاز بالشهور.
ما لم يكن مرتب الرئيس معروف وكل الوزراء وكل
مخصصاتهم محددة بدقة وليس هبر فلن تقوم لهذه البلاد قائمة اذ التنافس على السلطة
الآن ليس لبناء الدولة ولا حلحلت مشاكل الشعب وانما الهدف من السلطة هي النوم على
السرائر المخملية في روتانا وما شابهها والامتيازات والبدلات والسيارات وكل ما يتمناه السياسي
يجده.
نريد قدوة مثل الرئيس الجنوب امريكي الذي لم
يغير سيارته الخاصة وكانت فلوكسواجن (قعونجة) نريد قدوة مثل مهاتير محمد يحاسب على
كل صغيرة وكبيرة.
ما
لم يستحي الحكام من الصرف على الجكومة لذواتهم لن يبدأ بناء دولة محترمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق