الخميس، 10 ديسمبر 2020

أقمح بلا ري

 

       كان التربويون يقولون صورة خير من الف كلمة، مثمنين وسائل الايطاح. بدلاً من تحدث الصغار عن حجم الفيل وطول خرطومه في كلام كثير اعرض عليهم صورة الفيل. والاعلاميون كانوا يقولون الصورة لا تكذب ، هذا طبعا قبل الفوتوشوب والحيل الكمبيوترية.

   ليت الاعمدة الصحفية تتطور وتصل مرحلة استصحاب الصور. لكنت اليوم صورت لكم عشرات الترع في مشروع الجزيرة مغطاة تماماً بالحشائش (من القيفة للقيفة) صراحة لا اعرف مصدر هذه الكلمة.

     زراعة القمح وكل زراعة المدخل الاول هو الري ولا زراعة بلا ري. ومقولة الزراعة مواقيت لكل المحاصيل  ولكنها كانها خُلقت للقمح اذ له موعد زراعة اذا تجاوزه لا ينتج وان انتج تكون الانتاجية ضعيفة جداً. قد لا تسدد ما صُرف عليه هذا عندما كانت المدخلات الاخرى معقولة السعر اما اليوم فكل العمليات الفلاحية الاولية تضاعفت عدة مرات بسبب رفع الدعم على الوقود.طبعا ناس الحكومة وتحديدا وزارتي المالية والطاقة سيقولون لم يطل رفع الدعم جازولين الزراعة وسنقول لهم كلام صحيح ولكن اصحاب الالات يتحججون بذلك وقد رفعوا كل الاسعار على طريقة رفع الدعم وربما معهم حق لان هذه الآلات تستهلك بطاريات وايطارات وزيوت وكل ذلك طار السما. بالمناسبة حدثني ثقة ان الجمارك على اطارات التركترات والالات الزراعية 30 % وعلى كفرات (لساتك)   السيارات 10 % طبعا ناس الجمارك عليهم بالحجم ولا يهمهم الايطار المنتج والايطار للرفاهية.

  كل هذه مؤشرات سالبة لا تشجع على زراعة القمح وخصوصا عدم ضمان الري. القمح يحتاج الى ريات لا تقل عن السبعة ويفضل ثمانية ريات والترع (المحششة) التي نراها يومياً لن تسقية أكثر من رية او ريتين. لذا اقترح على وزارة الري ان لم تستطع تنظيف الترع ان تساهم مع ادارة السجون في توسعة السجون التي يحتاجها المعسرون من المزارعين بعد ان يدفنوا كل الاسمدة والتقاوي في ارض لم يصلها الماء. ( انه القمار الحلال).

      شد ما يزعج في موضوع القمح اشارات تلتقط من هنا وهناك بان الحكومة لا تريد القمح المحلي ووجع راس سعر التركيز وربما يتوفر لها فمح مجاني من (الاصدقاء) الجدد ، بالله العالم دا فيه من يدفع بلا اجندة وسداد فواتير تحت الطاولة. تقول العرب تموت الحرة ولا تأكل بثديها. لماذا بعض الحكومات تاكل بثديها وفخذيها كمان؟

   اذا ما صح ان الحكومة عينها على الاعانات والهبات القمحية وزاهدة في القمح المحلي تكون (كمن دفق موية على السراب) او لو قارنت القمح المشبع بالإشعاع  ورخص سعره وما تدفعه للمحلي تكون لا بتعرف اقتصاد ولا صحة.

    كتبت قبل سنتين  في مثل هذه الايام مقالاً بعنوان (أقمح بلا ماء) وبعدها بيومين جاء وكيلا الزراعة والري وعدد من المهندسين ووقفوا على الواقع وعالجوا الأمر بسرعة يشكرون عليها كان ذلك  في ديسمبر 2018 م.

هل سيتحرك وزير الري و وكيل الري ليروا باعينهم الحال أم ما لهم وما الخلاء والشقاوة.

هي الكراكة دي شنو؟ وبتعمل شنو؟

ليست هناك تعليقات: