الخميس، 10 ديسمبر 2020

في رحيل عبد الحليم

 

       إنا لله وإنا اليه راجعون. السبت الحزين. الفراق المر. نوارة القرية .الذكاء المتقد المروة الفائقة الابتسامة المستمرة يدخل السرور على كل من يقابله . العطاء العام والخاص ، ارسل حكيماً ولا توصه وجدتها عند عبد الحليم لا تكفي هو دائما يضيف لما تتوقع الكثير. ما وقف على عمل الا واعطاه كل ما يملك وما اكثر ما يملك من قدرات. اللهم ارحم ابن عمي عبد الحليم محمد احمد الصديق أو عبد الحليم الجعلي صاحب اليد المعطاة ما خرج من صيدليته فقير بلا دواء وبذلك شهد الناس . كان يعرف القرية كلها تقريباً ويعرف أحوال الكثيرين. وما اكثر معارفه خارج القرية. في ريعان شبابه ان كان البكاء يرجع ميتاً لرجع عبد الحليم.

ويراسلني د.عمر عبد القادر ويقول: السلام عليكم عماه

ما بين انات الحزن ودموع نحاول حبسها فتجري سائلة يراها غيرنا فتسيل دموعه كما النار في الهشيم. لم يكن الموت في هذه الدنيا الا حدثاً متكرراً ولكن كان الفقيد هو الاستثناء .. عماذا اكتب قلب اسد ام ضحكة انسان ام ابتسامة طفل ام ذلك الذكاء الوقاد واللماحية المتفردة والتعليقات التي ترغمك ان تضحك وانت بأي حال.. 

يبدأ صباحنا بسماع صوته من داخل بيتهم فنطمئن ان الدنيا مازالت بخير .. وحينما نلتئم في فطور او مناسبة الا وكان السؤال عنه ان لم يكن حاضراً..لا تكتمل روعة لمة ولا شربة قهوة الا به ويا لمساخة البُن بدونه ويالحسرة الفريق الذي اصبح من بعده يتسربل الحزن..  بفقدنا له نبتت كل كوامن الحزن فينا وأدركنا كم كان عظيما بيننا وكيف كنا سعداء به ونحن لا ندري انه سيرحل سريعاً مثل حلم جميل  

مارأيته الا هاشاً جميل الدواخل والمحيا.. صيدليته كانت محطة الفقراء قبل المرضى فما رجع منها احد خاليا بسبب تقص ماله عن ثمن الدواء واستشاراته في ذات  الشأن   يشهد له بها اطباء الطواريء ومن حوله بكم حادثة انقذها بنصائح لا يجيدها الا من اعطاه الله شيئاً من ( لدن).. وهو المتنقل بين منزله والصيدلية والحواشة صانعا من هذه الثلاثية  مثلث حب لوالديه ولاسرته الصغيرة ولمن حوله.

حينما رن هاتفي بالخبر المفجع عرفت معنى اللوعة وانكسار الخاطر وتذكرت وانا القادم قبل شهر ونيف بالعربية وكانت متسخة دخلت المنزل وخرجت لبعض الشأن فوجدته بالخرطوش يغسل فيها  وعندما راني قال ضاحكاً ( زمان الضيف بيكرموه بعليقة الحمار هسي بنغسل ليه عربيته).. يا لفجيعتنا فيك وانت عاقبنا في الفريق والحلة بم نبكيك وما هي كلماتنا التي توصف فاجعتنا فيك يا ابا احمد ونحن ان احتجنا لك ما كان علينا الا ان ترفع الهاتف وتقول ( يا عبد الحليم عاوزينك  في ....)  ودوما يكون الرد منك مبتدئاً بكلمة ( ابشر)،، اللهم بشره بالفردوس الاعلى من الجنة وجميع امواتنا.

اعزي نفسي ووالديه واخوته واسرته .. والاقربين منه وجدانيا خاله احمد المهل واخي احمد وكل الاهل بالقرية واعزيك انت يا عماه فكم كانت دموعك غالية وانت تغالبها فتغلبك وتهزمنا قبل ان تهزمك فتنهمر من الجميع

الا رحم الله عبد الحليم الجعلي وجزاه عن الجميع خير الجزاء.

ليست هناك تعليقات: