إن كان السياسيون لا يرون في ابريل القادم إلا الانتخابات، فهناك من لا يرى فيه إلا البصات الجديدة القادمة على ولاية الخرطوم. أصحاب الحافلات تحسسوا من القادم الجديد وهو عند بعضهم ( قطع رزق ) رغم إن الأرزاق بيد الله ولا تموت نفس إلا بعد أن توفى رزقها.
وبعضهم يراه تطور طبيعي ولكل تطور ضحايا هم الذين لا يواكبون ويريدون الحياة أن تقف عند خبراتهم غير المتطورة، وما أكثر هذا الصنف خصوصاً في الخدمة المدنية.
نعود للبصات.. كثير من مدن الدنيا ليس فيها موقف حافلات في وسطها كما عندنا وذلك لعدة أسباب حيث البصات أو قطارات الأنفاق او المترو في حالة حركة دائمة ولكل راكب محطة صعود ونزول تختلف عن الأخرى .أما في خرطومهم هذه فكل الركاب لهم محطة نزول واحدة هي وسط الخرطوم وبعدها يبحثون عن وسيلة أخرى لمحطة أخرى.
أول الأسباب في ازدحام الخرطوم نفسها هو التنمية غير المتوازنة حيث كل شيء في الخرطوم ، لذا ترك الناس الولايات وجاءوا يهرولون نحو كرش الفيل التي احتكرت جل المال ( في مطلع التسعينات حيث غُيرت العملة كان 70 % من الكتلة النقدية بالخرطوم. في تغيير العملة الأخير سكتوا عن هذه النسبة ويبدو أنهم وجدوها 90 %). وخلل داخلي في الخرطوم نفسها ويجب أن يُبحث علمياً لماذا الزحام في وسط الخرطوم وما الذي في وسط الخرطوم وليس في أطرافها أو المدن الأخرى حتى يحج الناس إلى منى هذه كل يوم؟ ( منى الحقيقية 3 أيام في السنة أو اربعة)
لماذا الأسواق نهارا فقط ؟ كانت هناك حجة في السابق عدم انتظام الكهرباء ولكن ما شاء الله الكهرباء عال العال الآن.لماذا لا يتسوق الناس ليلاً ولماذا وسط الخرطوم مخيف ليلاً؟ مكاتب الدولة معظمها في وسط الخرطوم ، الحكومة الالكترونية إذا رضي المكنكشون والمستفيدون من عدم تطبيقها (ناس الإيصالات البيضاء والدعم السائب والملف الإجباري) لو طبقت الحكومة الالكترونية لقضى الناس معاملات كثيرة من بيوتهم أو من أطراف المدن ولا حاجة للمجيء لوسط الخرطوم المزعج.
وعودة أخيرة للبصات الجديدة هل سيكون لها موقف وتنظر الدور والكمسار يصيح بحري نفر بحري نفر؟ أم ستكون في حالة حركة دائمة ودائرية؟ الاولى نظام تقليدي هو الذي جعل آلاف الحافلات كلها متجهة لوسط الخرطوم صباحاً وتظل الساعات الطوال واقفة في انتظار الدور ، بالله بأي اقتصاد حر سُمح لهذه الآلف لتعمل في جزء من اليوم؟
ثالثاً هل ستكون مكيفة ومريحة كما في معظم مدن الدنيا أم سيكون السائق هو الحاكم الشمولي فيها، يشغل التكييف كما يريد أو يتعلل بأن التكييف سيهلك الماكينة؟ سائق أم مهندس مصمم؟
اخيراً هل المقصود منها الربح؟ أم ترقية السلوك الحضري؟
حلوة يا يوسف عبد الفتاح ، مش؟
صحيفة التيار 30 مارس 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق