بالأمس انسحب ياسر عرمان من سباق الرئاسة أو سحبت الحركة الشعبية ياسر.نترك الأسباب المعلنة وغير المعلنة ونبحث في بقية السيناريو المتوقع.في ظل هذا الواقع السياسي الكئيب وبهذه الحجج سينسحب آخرون وقد تلجأ (القوى) السياسية ان تتجمع ضد واحد وتحصر المنافسة على الرئاسة في اثنين المؤتمر الوطني والمتفق عليه وعندها ستكون المعركة كبيرة جداً وستكون لها عدة وجوه.
غير أني أتمنى أن تنحصر المعركة في ثلاثة مرشحين، مرشح المؤتمر عمر البشير والمرشح المستقل كامل إدريس ومرشح حزب الأمة الصادق المهدي ليكون الأول ممثلاً للحاضر بكل محاسنه وعيوبه . ويكون الثاني ممثلاً للمستقبل بكل مجهولاته ويكون الثالث ممثلاً للماضي المعاصر والمكتوب.
عندها ستنقسم الأصوات الى ثلاثة،المتطلعون الى المستقبل والمحبون للمغامرة ستذهب أصواتهم إلى كامل إدريس ليجربوا مرة رئيس بلا حزب أو ليجربوا أن يحكمهم حامل شهادة دكتوراه.
التقليديون الذين لا يحبون التغيير ولا يرون غير الذي هم فيه، بدافع الخوف من المجهول أو الخوف من تجريب المجرب والراضعون من الثدي الذين لا يقبلون الفطام ,وإن بلغوا سن العشرين، ستذهب أصواتهم لعمر البشير.
عشاق حقيبة الفن و(الزمن الجميل) ويا حليل أيام زمان ولن نصادق إلا الصادق ستذهب أصواتهم للصادق المهدي. غير أن الخوف من فشل الديمقراطية للمرة الرابعة سيكون هاجس المرشح والناخبين.
غير أن سؤالاً مهماً يطرح نفسه من سيكون – مثلاً- وزير الدفاع لكل منهم؟ ما من شك إن وزير دفاع حكومة البشير هو عبد الرحيم محمد حسين بلا منازع .ووزير دفاع حكومة الصادق سيكون هو الصادق نفسه وربما أضاف عليها وزارة الداخلية. ولكن من هو وزير دفاع حكومة كامل إدريس؟ يا ربي يمكن يكون الظافر؟ كيف سيختار المستقل الذي لا حزب له حكومته؟ ومن سيستشير في مثل هذه الأمور،أهل بيته؟ ربما.
بالله أي الخيارات الثلاثة أعلاه لم يكتم نفسك وجعلك تخرج زفرة حارة سمعها من حولك.هذه مثال لأفضل الخيارات تفعل بالنَفَس هذا الفعل وكيف إذا قلبنا الصفحة السوداء؟
رغم كل ذلك نتمنى أن تمضي التجربة الديمقراطية إذ لا مخرج على المدى الطويل إلا هي، وتعلم الكتابة كان يبدأ بضغط الأصبع على أرض خشنة وتدرج إلى أن وصل إلى ضغط على أزرار (الكي بورد). وإرسال الكلمة كان رحلة شاقة كتابة بالحبر ومواصلات وإعادة كتابة ولصق بالصمغ وعملية طويلة حتى تخرج للناس صحيفة.اليوم تتجمع موضوعات الصحيفة من أصقاع الدنيا في ثوان وترتب في دقائق وتطبع في لحظات وتوزع في ساعات
بنفس القدر نتمنى للتجربة الديمقراطية أن تتطور تطوراً كبيراً ليأتي اليوم الذي لا يحتاج الناخب إلا مطالعة البرنامج الدقيق للمرشح ليحدد لمنْ يصوت، وتختفي مظاهر التخلف المصاحبة للانتخابات هذه وضياع الوقت،اثمن راس مال، في توافه لا فرق بينها كبير.
والله المستعان.
التيار ابريل 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق