قبل الأمس كتبنا (إلى الولاة الجدد .. وأخص الزبير) وطلبنا منهم تغيير كثير من المظاهر السالبة التي نحسب ان الزمن تجاوزها وضربنا مثلاً بإهدار الوقت في الاحتشاد والاحتفالات والافتتاحات (وكمان جابت ليها تدشينات).
دُعيت الى مؤتمر صحفي لوالي ولاية الجزيرة لم يكتب الله لنا حضوره لوصولنا متأخرين ولكن كثير من الأخوة الصحفيين كتبوا عنه بالأمس. بعد المؤتمر – في عصر ذلك اليوم - كان هناك خطاب للوالي يحضره جمع كبير من قيادات الولاية هكذا الدعوة. دخلنا القاعة التي اكتظت بالقيادات ولم تسعهم الكراسي إلى أن استعين بكراسي صغيرة على الجنبات من كثرة الحاضرين.
المنصة مزدحمة بشاشات الكمبيوتر والمايكرفونات، البروجيكتر يتدلى من السقف ويعكس ما بالشاشات للقيادات.في الممرات مايكرفونات مما يدل على ان المشاركين سيكون لهم دور.
مر علينا أخ ووزع لنا نسخاً من خطاب الوالي الذي سيقرؤه. جاء الوالي وبعد أن اخذ موقعه من المنصة بعد التكبيرات المعهودة قرأ مقرئ آيات من كتاب الله . تلا الوالي خطابه من شاشة الكمبيوتر ونفس الشاشة مكبرة عبر البروجيكتر والأوراق بيدنا. انتهى الوالي من القراءة وقرأ مقري آيات من القرآن وانفض السامر. لم يسأل احد ولم تحدث مشاركة تفاعلية. ملخص الخطاب كان شكر كل من شارك في الانتخابات وما ألقت من مسئولية على المنتخبين.
قلت لماذا جيء بكل هذا الجمع ألا يمكن أن يبث مثل هذا الخطاب عبر التلفزيون أو الإذاعة أو نشره في الصحف او في كل هذه الأجهزة جميعاً؟ ما الغرض من حضور هذا الجمع؟
وعلى صعيد آخر كما يقال في نشرات الأخبار.
الشعب السوداني الآن في انتظار حكومات جديدة اتحادية وحكومات ولايات. كيف ستختار حقائبها ومن سيختار الحقائب مجموعات أم أفراد؟ ونخص الجزيرة مرة أخرى . هل ستضع مواصفات الوزير أو المعتمد أولاً ثم يُبحث عمن تنطبق عليه المواصفات مهما كان قربه أو بعده من المطبخ السياسي؟أم سيُختار الشخص أولاً ويُبحث له عن وزارة تفي ببعض طموحاته وخبراته وتكون له مصدر رزق؟
هنا المحك. أسأل الله ان لا اسمع كلمة موازنات ولا كلمة ترضيات ولا كلمة جهويات. ماذا لو انطبقت كل مواصفات الوزراء والمعتمدين من محلية واحدة ما الذي يضير.
يروى أن لجنة من قيادات المؤتمر الوطني أوكل لها يوماً تكوين حكومة ولاية الجزيرة. أخذ كل من باللجنة وزارة لنفسه - بدءوا بأنفسهم – ثم بحثوا عن الآخرين. ( بالله شوف الإيثار دا قدر شنو؟).
أتمنى أن توضع مواصفات دقيقة لكل وظيفة ثم نبحث على من تنطبق مقرونة ببرنامج المرحلة القادمة إذا كنا نروم تغييراً لحال الجزيرة المائل أما الجري وراء الغنائم فقد هد حيل هذه الولاية.
أجمل ما سمعت من الوالي قوله : دقت ساعة العمل.
التيار ابريل 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق