على طريقة سيرة وانفتحت. قرأت في هذه الصحيفة(التيّار) يوم الخميس مقالاً بعنوان(الطيران المدني اللا مبالاة كتبه كباشي النور الصافي). لفت المقال نظري لأن في ذلك اليوم كان حديث معظم الذين سافروا إلى مروي احتفالاً بدخول الوحدات العشرة للشبكة القومية عن الطائرات التي ركبوها. شخصياً؛ رحلة الذهاب كانت طائرة فوكر تابعة لسودانير، وشهادة لله كانت بحق رحلة ممتعة، ومريحة، وطائرة حقيقية؛ على الرغم من صغرها، وأنها ليست نفاثةً، وبطيئة بعض الشيء. لكن في رحلة العودة كانت طائرةً(صراحة لا تستحق هذا الاسم)؛ روسية مخيفة مما جميعه، لا تكييف يذكر، وقد استخدم الركاب ما بأيديهم من مجلات، ومطبقات( ليتهبّبوا) بها. ليت هذه الشركة صاحبة الطائرة لو ذهبت إلى أم درمان، واشترت(هبّابات) سعف، ووزعتها على ركابها تعيسي الحظ. الماء ساخن تماماً، السماعات يخرج منها صوت غير مفهوم، وهي من ذلك النوع الذي يركب في اللواري، والحافلات. ومربوطة بسلك بزردية. عموماً هذه الطائرة ليست مصممةً لركاب يبدو أنها طائرة عفش؛ تمّ تعديلها في واحدة من مناطقنا الصناعية؛ وقد رأيت آثار شاكوش على قوائم الكرسي، وهو مثبت بمسامير(حقّة المنطقة الصناعية)؛ ليس فيها من الجماليات نصيب. باختصار كان تعليق كل من نزل منها، وركب الحافلة بعدها؛ أن هذه الحافلة أحسن من تلك الطائرة- عشرات المرات-، وأحسن منها تكييفاً. كنا نحسب أننا الوحيدون الذين رمانا حظنا العاثر في هذه الطائرة، ولكن كثيرين شكوا نفس الشكوى؛ بل في واحدة من هذه الطائرات حدثت مشاجرة بين الركاب، ومساعد الكابتن بسبب عيوب الطائرة.الغريب أنني قلت لجاري لأكتبن عن هذه الطائرة؛ فترجّاني أن لا أفعل، وأخرّب للشركة البزنس بتاعها؛ هكذا والله ولم يفكر لحظة في الكارثة التي يمكن أن تحدثها هذه الطائرة، وأمثالها. لماذا مصلحة الفرد مقدمة على مصلحة الجماعة دائماً؟ في رحلة لي قبل عدة أشهر إلى الفاشر ركبت واحدة من هذه الطائرات الروسية؛ وهي المرة الأولى التي أركب فيها طائرة غير البوينج والإيرباص والفوكر. واستغربت ولكن كان رأي جاري أحسن من البصات، واللواري. بلعتها يومها، وسكتُّ، ولم أكتب حرفاً واحداً. لكن يوم مروي هذا لفت نظرنا لهوان هذا الإنسان على هيئة الطيران المدني، كيف قبلت، ورخّصت لهذه الطائرات؟ مطلوب فوراً لجان فنية لمراجعة كيف تم ترخيص هذه الطائرات؛ وإن استدعى الأمر محكمين خارجيين، ولا داعي للمجاملة بحياة الناس، وسمعة البلد. هناك رؤوس أموال محترمة يمكن أن تحل محل هذه المهازل التي تسمى طائرات ركاب، وهي طائرات شحن. على هيئة الطيران المدني أن تعيد الكيفية التي رخصت بها هذه الطائرات، وتشترط أعلى المواصفات حفاظاً على سلامة المواطن، وسمعة البلاد، وستجد البدائل بكل سهولة. أخشى ما أخشاه أن تقول هيئة الطيران المدني:(وبعدين الجماعة ديل يودوا طائراتهم دي وين؟) عندها تكون هذه الهيئة أكلت أم زيت. مصطلح تكينة حصري.
التيار الاحد 11م4/2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق