الخميس، 15 أبريل 2010

قنابل في الساحة السياسية

أحقاً ما نسمعه ونقرأه؟ هل وصل القوم إلى هذه الدرجة من البجاحة والمجاهرة بالفساد؟ هذه الأموال المتحركة من الحزب الرائد الحزب الكبير للأحزاب العجوزة بالمناسبة عجوز وكبير ألا تعني نفس الشئ؟ أموال بالمليارات تدفع بقوة عين وتستلم بعين أقوى منها وتحدثوننا عن الوطنية، تباً لكم الدافع والمدفوع له. أموال منْ هذه؟ أموال اليتامى، والجوعى، والمرضى تحركونها بينكم وكلكم لا يريد إلا كعكة الحكم. لن أسألكم كيف ستقابلون ربكم؟ يبدو أن هذا السؤال ليس في حساباتكم؟ ولكن، ماذا تقولون لأنصاركم؟ وما هي شعاراتكم؟ ما هي برامجكم التي يرتجيها هذا الشعب؟ هؤلاء الساسة كل يوم يصغرون في عيون شعبهم هذا الشعب الأبي المسالم الكريم الصبور ابتلاه الله بمدمني السياسة هؤلاء الذين هم داخل الحكم والمتطلعون إليه جلهم أنانيون ومشاريع فساد ويقتاتون من مال الشعب African style بجد. مصيبتنا في هذه الأحزاب التي لعبت على الشعب زمناً طويلاً وتصر أن تلعب في عصر المعلومة المشاعة. حسناً فعلت الصحافة بأن أصبحت العين المفتحة وحسناً فعل الممغوص من قلة ما أعطي له مقارناً بما أعطى لخصمه وليس نزاهةً ولا ورعاً كشف اللعبة، وأصابنا بالغم ولا أقول فقدان الأمل فمسيرة الديمقراطية بدأت ولن يوقفها أحد بإذن الله، والويل كل الويل لمن شعاره ( خلوها مستورة) وما من لعبة على هذا الشعب إلا وستجد طريقها إلى النشر. أقسم المتهم لسيدنا عمر بأنها المرة الأولى. فرد عليه سيدنا عمر لا والله إن الله يسترك في الأولى وفي الثانية أما الثالثة فلا؟ فلا يقسم لنا الحزب الكبير بأنها الأولى فقد ستره الله مرتين وعندما لم يخافوه فضحهم {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم : 42]. من أين للحزب بهذه الأموال؟ الذي يدفع المليارات بهذه الطريقة كم رصيده؟ ومن أين جاء به؟ هل من الخزينة العامة التي غذتها دموع اليتامى والأرامل، وطالبات الجامعات اللاتي تأكلن وجبة طعمية واحدة؟ بالله كم تطعم هذه المليارات والت ي يقال في رواية أنها اثنتان وفي رواية أنها أكثر وما لم ينطق به الآخر يقال أنه ثمانية مليارات. هل من سلعة السكر التي ليس لها مثيل في العالم؟ رغم المصانع التي تنتج مليون طن؟ هل للحزب شركات باسمه لها من الامتيازات ما جعلها تغنى على حساب آخرين؟ من أين لهذا الحزب بهذه الأموال؟ قد تأتي إجابة خير منها الاعتراف، هذه اشتراكات الأعضاء(خلاص صدقتم). أرجو أن لا يحدث حزب بعد اليوم من الأحزاب القائمة بأنه سيقيم فينا ديناً ولا يحرق أعصابنا بأنها لله لا للسلطة ولا للجاه، أصدقهم الحزب الشيوعي الذي لم يقل سأقيم فيكم شرع الله. ما المخرج؟ كفى غفلة لابد للأغلبية الصامتة من تنظيم نفسها في السنوات الأربعة القادمة وتطرح البديل أجيالاً لم تلوث بسخف السياسة المتوارث، ولم تتخذ السياسة وسيلة ارتزاق تكون أهدافها أكبر من الذات وقابلة للتبادل والمحاسبة وبشفافية. هذا إن بقى سودان لأربعة سنوات قادمة.

التيار 14/4/2010 م

ليست هناك تعليقات: