العبارة ليست جديدة فقد سبقتها ( كنس آثار مايو).
الآثار التي نعنيها نوعان آثار حسية وآثار معنوية.
نبدأ بالآثار المعنوية.
على (الفائزين) أن يحتفلوا بأخلاق،لا داعي للذبائح الكثيرة التي بدأنا نسمع بها، عشرات الجمال وعشرات الثيران ومئات الخراف ذُبحت أو في طريقها الى الذبح. قد يقول قائل: أنها تُهدى (للفائزين) ولا يشترونها. في النهاية هي ثروة حيوانية مهدرة، وهؤلاء الذين يقدمون الهدايا هم مشاريع مستفيدين هذا إن لم نقل إنهم مشاريع فساد ، وهكذا يبدأ الفساد بعطاء يسمونه - دلعاً - هدية وهو في الحقيقة رشوة.
ثم آثار أخلاقية كثير من المرشحين وعد وعوداً نفذ جزءاً منها وفي نفسه انتظار النتيجة إن أوفى المنتخبون بما وعدوا أوفى هو وإن هم اختاروا غيره {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ } .
يصعب على (الفائز) في هذه الانتخابات رد هدية من هذا النوع في مجتمعنا هذا الذي لا يخلو من عيوب.والمجتمع السياسي أخصب ارض لزراعة الفساد.خلاصة القول رفقاً بثروتنا الحيوانية و ( بئس الطعام طعام الوليمة).
الآثار الحسية هي هذه الملصقات التي ملأت الجدران والأسواق والأبواب والحوائط ( لا أعني حوائط الفيس بوك) شوارع القرى والمدن والأسواق كلها طالتها آثار الانتخابات هذه صورة لفلان وهنا صورة لعلان وهنا برنامج ذاك من الورق وهذا من البلاستيك .
هل ننتظر عامل الزمن ليمحو هذه التشوهات؟ طبعا بعوامل التعرية وحرارة الشمس ستختفي هذه الملصقات من شوارعنا بعد عدة سنوات. لكن هل نصبر على هذه المناظر المؤذية كل هذا الزمن أليس هناك حل آخر؟
البلديات هل من واجبها إزالة كل هذا الكم الهائل من الملصقات؟ ومتى ؟ وبمقابل ام بدونه؟ ومن سيدفع لها؟ المرشحون الفائزون أم الخاسرون ؟
غير أن من الآثار السيئة التي صاحبت هذه الانتخابات الإحباط الذي أصاب الكثيرين من المليارات التي تحركت بين الأحزاب فقد كانت فاجعة حرمت هذه الأحزاب من أي حديث لاحق عن الصدق والأمانة والتجرد والفضيلة والوطنية. بعض الأحزاب أضاف لشعارات مثل ( تهتدون) شعاراً آخر ( تبلعون) وآخر أضاف شعاراً (تغمتون). صراحة هذه الآثار لا علاج لها الا البتر، بتر هذه الأجزاء النتنة من الجسد السياسي. (يا ربي كان بترنها بفضل في الجسد السياسي شنو؟).
صراحة لا عزاء إلا أن هذه الانتخابات بداية ولها عمر وستكون هناك انتخابات كل أربع سنوات مرة نطورها حبة الى ان تصبح انتخابات بلا آثار سالبة لا حسية ولا معنوية ولا أخلاقية.
وقد تصل للمعاير الغربية يوماً ما وقد يراقبها يومها حفيد كارتر.
صحيفة التيار 22 ابريل 2010 م
هناك تعليق واحد:
salam ahmed
iam fine because winter is gone i hope that will not come back again
how is sudan after election i think next election you and rashad must be elected and one of you be the presdent of suda
brother
emad
إرسال تعليق