السبت، 25 يوليو 2009

آن للإنقاذ أن تحترم شعبها

لست ميالاً للكتابة في السياسة. ولكن كيف نكتب عن مشروع الجزيرة في مثل هذا الوقت أو عن القضايا الاقتصادية والخدمات؟ في وقت صار الأمن من الخوف مقدماً على الإطعام من الجوع. وكيف يأكل خائفٌ؟ هذا الشعب صبر على هذه الحكومة كثيراً ولعدة أسباب منها إنها أول حكومة خرجت من الخرطوم وصارت تعرف أن السودان ليس الخرطوم وليس من العدل أن ترفِّه الخرطوم على حساب السودان. ثم إنها أول حكومة عرفت علل السودان المزمنة وتصدت لها، البنى التحتية وخصوصاً الطرق والطاقة، وثروات باطن الأرض من بترول وذهب وحققت أحلاماً كانت بعيدة إذ نسي الناس الصفوف في الخبز والبنزين وأحياناً الكبريت. وفي التعليم عالجت علة الاختناقات ونسيت لحدٍ ما جوانب أخرى فيه. أما في الصحة فقد كادت ترفع يدها تماماً لولا بعض بوادر التأمين الصحي. هذا بعض مما لها فماذا عليها؟
1- سياسياً حاولت أن ترضي كل زعلان بوزارة اتحادية أو ولائية مما جعل الصرف على الحكم صار هماً وصار الشعب يدفع ليعيل العدد الهائل من السياسيين. وصار السعيد من يظفر بمنصب دستوري لا يصيبه فيه همٌّ ولا رهق، وكل ما يريد بين يديه ولا يُسأل عن ما قدم وهم يُسألون.
2- نصيب الزراعة من هذه الحكومة الإهمال التام وكأن لسان حالها البترول يكفي، والمزارعون هم المزارعون وعلى هذا تعودوا. (إحقاقاً للحق فقد رفعت الضرائب الزراعية الظاهرة وأبقت على الباطنة)
.
3- في التجارة كرَّست للإحتكار في أهم الخدمات ولم تتابع ما يفعله فراعنة هذه الخدمات الكهرباء والهاتف الثابت والسيار مثالاً وعندما تحاول فكفكة الاحتكار تولي الأمر لشركة حكومية تمارس التجارة بيد والسلطة بيد أخرى.
4- في الاقتصاد الشركات الحكومية تخسرنا مرتين وتخرج الكثيرين من المنافسة.
5 - الجبايات فاقت حدَّ الوصف ومن يقررها ومتى تُزاد كل هذا يحتاج مراقبين وأهل حق، ومسؤولية المجالس التشريعية في هذا صفر، وهي إما أن تُجهل أو ترغم على الموافقة.
6- رغم أكيد علمنا بأن كل عمل معه أخطاء ولكن لم نرَّ ولم نسمع محاسبة طالت فاسداً. على كثرة شائعات الفساد. وأخيرا جاء يوم إثبات أن هذا الشعب مع الحق وإنه عاقل يمكنه أن ينسى الصغائر ويقف مع حكومته أمنياً ويبلغ عن كل مخرب. ويحتمل كل الحملات الأمنية ليقِ هذه البلاد الفتن والإحن. وإنه ليس مستعداً لإرضاء الطموحات الشخصية لبعضهم على حساب الوطن.شعب بهذه المواصفات يجب أن تحترمه حكومته وترفع عنه كثيراً من الغبن، وكثيرون يتعكزون بالسلطة والسلطة لا تعلم عنهم كثير شئ، إن نحن أحسنا الظن أو تغض الطرف عنهم وفي حسابها أن الناس لا يعلمون. والله يعلم وكثيرون يعلمون. طهروا صفوفكم وأصلحوا عيوبكم، فالإنقاذ رغم بعض عيوبها فهي أول حكومة مرت على السودان عرفت مواجعه وجعلت منه دولة لها بين العالم مكان

2004/9/30م

ليست هناك تعليقات: