السبت، 25 يوليو 2009

فرعون الكهرباء ولا ( وليدو)

يحكى أن أحد الفراعنة ضاق ذرعاً بدفن الموتى فرادى في القبور، ورأى في ذلك تبديداً للأرض، وأمر أن يدفن الموتى جماعياً كل عدد في قبر واحد، وبينما الناس في تبرمهم من الفرعون مات الفرعون وخلفه ابنه، وفي أمر الموتى والمقابر كان له رأي آخر إذ لم يكن يعجبه رأي أبيه وتوفيراً للأرض صاح فيهم ما هذا التبذير ادفنوا الموتى وقوفاً وليس على جنباتهم. وقال الناس، ما صار مثلاً، «فرعون ولا وليدو"
ما المناسبة؟
سكتنا عن الهيئة القومية للكهرباء طويلاً إحتراماً للتطور الذي حدث في الإمداد ونسي الناس حكاية الكهرباء قطعت الكهرباء جات شغل الجنريتر بطل الجنريتر. كل ذلك مقدر ويشكرون عليه من مكاوي إلى أصغر عامل فيها. ونتمنى أن تعم كل السودان بفضل من الله والقائمين عليها ولا ينكر الاستقرار في الإمداد الكهربائي إلا مكابر أو سقيم. وكان النقص في الإمداد الكهربائي يصل لمرحلة الفضيحة لذلك وقفت عليها الدولة ممثلة في الهيئة القومية للكهرباء ونجحت بنسبة كبيرة «كبيرة هنا مقارنة بالماضي ولكن المفروض. وين أنت يا محجوب فضل؟رطبتَ!؟
نعود للكهرباء ومن مبتكرات الكهرباء الجديدة أن أدخلت شركات فرعية للجباية تقوم نيابة عنها بالتحصيل من المواطنين والى هنا ليس في الأمر عجب. والعجيب أن هذه الشركات أطلقت يد موظفيها في المواطنين غرامات وعنتريات ما رأينا لها مثيلاً في سلطة. من أعطى هذه الشركات حق تفتيش البيوت؟ ومقاضاة المواطنين وغرامات بالملايين لا تنتظر فيها مرافعة ولا يقبل فيها عذراً ولا محامياً، ادفع وبس من الموظف لوكيل النيابة. وصل الأمر بأحد موظفي هذه الشركات أن قال لمواطن عندك «قناية» في بيتك معناها أنت بتسرق الكهرباء وما حله من هذه القناية إلا الجليل الرحيم إلى هذا الحد صار القانون سائباً يمارسه من يعرفه ومن لا يعرفه. وبما إنها المحتكر الوحيد لسلعة الكهرباء ما على الناس إلا الإذعان.
إذا أردت عداداً جديداً «يوروك نجوم الضهر» امشي وتعال المهندس ما موجود عشرات المشاوير ولسة ما ضرّبناها، المحول لا يسمح وقد يسمح بعد ذلك لعدة أسباب، وبالله متى كان التضريب في زماننا هذا يحتاج وقتاً.
أما عن المبلغ الذي هو قرابة المليون وسعر العداد فقط «55» ألفاً كل ما تبقى رسوم إجبارية منها مساهمة شبكة «700» ألف جنيه كيف يسهم بـ «700» ألف جنيه من يسكن في غرفة واحدة من الطين لا تريد إلا لمبة أو لمبتين. والويل لجاره إن هو مده بها فهذه مخالفة غرامتها مئات الألوف من الجنيهات «لا يتصدقوا ولا يخلو البتصدق يتصدق» وبالله كيف الأثر النفسي على أولاد من لا كهرباء له وجيرانهم مولعين. من يرفع ظلم غلاء العدادات؟ والمساهمات الإجبارية وعنتريات موظفي شركات الكهرباء.
أما الأخيرة فسببها معروف فهذه الشركات تحسب أنها تنتمي إلى جهات سيادية تلبس ما تلبس تلك من سلطة وكل ذلك في غياب الوعي الجماهيري «الوعي الجماهيري حقت الجماعة اياهم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» نبدلها بي شنو؟ نقول في غياب الصحوة.
22/12/2004

ليست هناك تعليقات: