يوم الثلاثاء الماضي رفع الأستاذ حسين خوجلي الفاتحة معزياً أهل الجزيرة في وفاة ولايتهم.لم يخطئ عزيزنا حسين خوجلي ونشكره لتبكيره للمجي للعزاء كما كان يفعل المرحوم إسماعيل الأزهري وهو سيد وجعة ومن أصحاب العزاء.ولكن عناية الله كانت أكبر فولاية الجزيرة لم تمت بعد ولكنها في غرفة العناية المكثفة ICU والمريض في هذه الحالة كثيراً ما تخرج الإشاعات بموته.
التشخيص الخاطي دائماً يقود لعلاج خاطئ ومضاعفات أكبر وتكون أمراض المريض قد زادت والوجع بقى وجعين ويتعب الطبيب والمريض وأهل المريض.
نعم ولاية الجزيرة الآن في حالة مزعجة وبدلاً من عقد كونسلت طبي لبحث هذه الحالة وكيفية تجاوزها بسلام نجد أن الأخصائيين والاستشاريين لا يعرفون عن المرض والمريض كثير شيء وكلما ذكر هذا المريض جاءوا بتقارير قديمة يوم كان المريض شاباً فتياً يقفز من فوق الحصان من جانب لآخر دون أن تمس رجليه شعرة من شعر الحصان. ولكن الاختصاصيون والاستشاريون لا يعلمون أن الوهن قد دب في ذلك الشاب وما عادت مدارسه إلا خرابات وصحة البيئة تبكي على أيام كان في كل قرية عمال نظافة يدفعون أمامهم دراجة عليها حاوية صقيلة لجمع القمامة.ولا يعلم الاستشاريون أن جنوب الجزيرة أنهكته البلهارسيا وان شمالها يدمره المسكيت. ولاية الجزيرة الآن 13000 خريج عاطلون عن العمل لم يقدم صندوق تشغيل الخريجين إلا 112 مشروعاً وبقي 12888خريج (يحومون) في شوارع القرى والأسواق وأسرهم عقدت عليهم من الآمال ما عقدت وخاب رجاؤها.
واقع تعليمها يشكو من نقص في المعلمين كبير وميزانيتها دائماً لا تسمح.صحتها معظم خيرها في مدني .زراعتها كما يقول أخونا شبونة (أعوذ بالله)إن هي أنتجت لم تسوق وإن هي سوقت عجزت عن تفريغ القمح وإن هي باعت القطن زهرة أو شعرة ليس للمزارع فيه إلا مسحة الشنب كما يقول السماسرة.
يا حسين ما بالك والجزيرة هذا واقعها يريد المركز أن يزيدها ( تغطيساً) في قسمة موارد هذه الميزانية.كانت الولايات تدعم من المركز وفق معايير عدد السكان وكثافة الخدمات ومعايير أخرى وهذه المرة حدد لدعم الولايات مدى يبدأ ب 6% الى 35% (من ماذا لا ادري ؟) ولكن رغم ذلك حددوا لولاية الجزيرة الحد الأدنى 6% ( المرجع خطاب والي الجزيرة أمام المجلس التشريعي ).
ولاية هذه حالها والمركز يريد ان يعاملها بالحد الأدنى 6% مما يعني وقف التنمية تماماً.
لماذا يصر المركز على أن الجزيرة بخير؟ هل مقياسه عدم تمرد أهلها؟بائس هذا المقياس فعلم أهل الجزيرة وتحضرهم وإيمانهم بالله عصمهم من التمرد ورفع السلاح. ( إلى متى أيضاً لا أدري؟)
نسأل الله أن تخرج ولاية الجزيرة من غرفة العناية المركزة وتعود حمالة شيل وصمام أمان ودار جاذبة لأهل السودان جميعاً.وعندها نذبح الذبائح كرامة.
إن قلت هذا كل ما أعلم هل تصدقونني؟
مايو 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق