السبت، 25 يوليو 2009

أعادلة هذه الحكومة؟!

مما يروى عن الخليفة عمر بن عبد العزيز، انه وطئت قدمه رجلاً فقال له الرجل: أمجنون أنت؟ رد عمر بن عبد العزيز؟ لا. فأراد الجند بالرجل شراً. فقال عمر مالكم؟ سألني أمجنون أنت؟ وأجبته بلا) أ.هـ . كم انفقت هذه الحكومة من الوقت ـ ولا أقول من المال ـ على السياسيين؟ وكم تمثل نسبة هؤلاء السياسيين من مجموع الشعب السوداني؟
ولنأخذ لهم مثلاً مبارك الفاضل منذ ان كان معارضاً ـ باحثاً عن ميراثه ـ مروراً بتحريضه للاميركان بضرب مدينة جياد بعد ضرب مصنع الشفاء. وبعد عودته ودخوله حكومة البرنامج الوطني ومنصب مساعد الرئيس إلى يوم إعفائه، كم من الوقت صرفت عليه ولا اقول كم من المال. وعلى ذلك قس التجمع وأخيراً وليس آخر كما يقولون حركتا دارفور.
ونكرر كم نسبة هؤلاء من الشعب السوداني؟ تقديرا ان مجموع السياسيين لا يزيد عن 3% أي 100 ألف سياسي. مقابل شعب ـ في آخر احصاء له 30 مليون، كان ذاك عام 93 ـ والحكومة مشغولة حتى عن احصاء شعبها. لو صرفت الحكومة جهد هذه السنين واموالها على قواعد هؤلاء السياسيين، أما كانت أنستهم من يتاجرون باسمهم. ماذا يمني هؤلاء السياسيون قواعدهم؟ أيمنونهم غير بئر ومدرسة ومركز صحي وطريق وماء زراعة وأحياناً وعد بالجنة.
فلتبن الحكومة المدرسة ولتحفر البئر وتعبد الطريق وتهتم بالزراعة وتؤدب الفاسدين، ترى ماذا يريد الشعب منها غير ذلك؟. بلغة اخرى فلتسحب البساط من تحت اقدام السياسيين، اللهم إلا اذا كانت هي ايضا متلذذة بلعبة السياسة من اجل السياسة. كما بعض السياسيين متلذذين بالمطالبة بالديمقراطية من اجل عيون الديمقراطية كمعبودة لذاتها والمؤتمر الجامع. ربما يقول قائل امر السياسة يتطلب الخوض مع هؤلاء لتأثيرهم الكبير في العامة واشباه العامة. واقول لتمارس الحكومة معهم هذه اللعبة على طريقة فرق الكرة بعض اللاعبين للدفاع وآخرون للهجوم وحارس مرمى، اما ان تكون الحكومة كلها تلهث وفي حالة استنفار ومفاوضات لا ارى فيها طابع التخصص.. مثلاً ما علاقة وزير الزراعة بالمفاوضات السياسية؟ هناك خطأ إما في كونه وزير زراعة او كونه مفاوضاً سياسياً. (او مركب مكنتين) .وبنفس القدر ما علاقة وزير الحكم الاتحادي بالمفاوضات السياسية؟ ام ان هذه الوزارات لا تحتاج وزيرا كاملا؟ طيب لماذا وزراء الدولة بها؟
الشعب يريد حقه من هذه الحكومة، فلتشكل فريقا يوزن هذه اللعبة هجوم ودفاع وحارس. (بالمناسبة من هو الحكم؟
بعملية حسابية 3% هم السياسيون يستحوذون على 97% من وقت الحكومة و97% هم الشعب لا يجد من وقتها غير 3%. وحتى هذه جاءت بجهد شخصي كما في حالة المتعافي والي الخرطوم ونائبه المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وما يقومان به من كثير عمل وقليل كلام. وقطعاً ليسا وحدهما. وهما هنا مثالا فقط لقائمة طويلة لم نرها في غير مما يسرها الله اليه. وفي المفاوضات القائمة ارجو أن يضاف لتقسيم الثروة والسلطة تقسيم الوقت، فهو ذو قيمة لا تقل اهمية عن السلطة والثروة.
وماذا لو انفقت هذه الحكومة جزءا من وقتها لوضع اللوائح والأسس وتوصيف الوظائف. وتكون بذلك قد ارست دعائم دولة لا يؤثر فيها فقد احد. ولا يكون المزاج الشخصي هو طابعها. وكلما جاء وزير نسف كل ما قبله وبدأ من الصفر. وكلما احتاجت لوفد نظرت أكثرهم جاهزية وأقربهم منزلاً وأحسنهم هنداماً.
وهو ما سنطالب به يوم يأتي دور ولاية الجزيرة في تقسيم الثروة والسلطة والوقت.
حاشية: رب قائل من أين لك هذه النسب؟ أجيب الناس على دين حكوماتهم تقديراً.

20/11/2004م

ليست هناك تعليقات: