السبت، 25 يوليو 2009

دق دق دق طررررررررررر

( لو انك في أنبوبة من الحديد مغلقة
يهوى عليها من حين لحين بمطرقة
الذي تسمعه أذناك حينذاك
يسمعه أطفال الفيتنام كل مساء)
الأستاذ محمد المكي إبراهيم أو ما علق بالذاكرة من قصيدة 21 طلقة لهانوي
لكننا هذه الأيام نشارك أطفال الفيتنام ولبنان وفلسطين هذا الإزعاج أينما تحركنا في أصوات المولدات الكهربائية كلما انقطعت الكهرباء وما أكثر انقطاعها هذه الأيام.
لا يختلف اثنان في التطور الذي شهده مرفق الكهرباء في السنوات الماضية من استمرار في الإمداد وطريقة الدفع المقدم كبرنامج متطور حل كثير من المشاكل.والذي اذكره ان الكهرباء صارت لا تنقطع لأيام طويلة ويومها فكرت – من شدة تفاؤلي - أين يذهب الناس بكل هذه الموالدات التي في البيوت والتي في صالات الأسواق وعلى طريق؟
ولكن كحالة كل فرحة في السودان لا بد من أن يعقبها إحباط لا ادري ما سبب هذه الظاهرة هل سوء قراءة المستقبل أم سوء الخطط المعدة وقصر نفسها ام هو (الكلفتة) و(دفن الليل أب كراعا برة) والشوق إلى التظاهر السياسي والافتتاح.وافتراض آخر سيء جداً أن كثيرون يعملون ونصب أعينهم المصلحة الخاصة ومتى ما تحققت فترت همتهم وناموا في الخط.
شح الكهرباء يصيب الدولة كلها في مقتل وذلك بتعطيل الزراعة والصناعة والحرف الصغيرة ويعطل الإنتاج ولكن كثيرون لا يعرفونها إلا في تكييف المكاتب والمنازل( أولاد المصارين البيض).تخيل صاحب ورشة صغيرة يخرج من منزله ليأتي بقوت أولاده وينتظره في الورشة صاحب آلة معطلة نفترضها لوري وينتظران ولا تأتي الكهرباء كل اليوم كم أسرة صغيرة تضررت؟ صاحب الورشة وعماله،صاحب اللوري وعماله، وربما صاحب الشحنة المحمولة على اللوري هذا اذا لم أضف الجباة الذين ينتظرونه على الطرق ويريدون حقهم أو حق الدولة.
لو كنا في دولة محترمة ومتقدمة ستدفع الهيئة القومية للكهرباء تعويضات لكل هؤلاء ولكل متضرر من انقطاع الكهرباء وستنهار في يوم واحد أو تجد الحلول. ولكننا في دولة متخلفة لا حقوق فيها للضعفاء.وفي دولة الموظف فيها يريد كل شيء قام بما عليه او لم يقم.
كانت الهيئة تتحجج بالوقود والمصفاة شهد توسعا والجازولين شهد زيادة والغاز أيضا فما سبب هذا التردي في الإمداد الكهربائي ولا تمر ساعة او ساعتين إلا وتنقطع الكهرباء.لمن يعرض هؤلاء تقاريرهم وأعذارهم للوزير فقط السنا شركاء حقيقيين في هذا الهم؟
هل ستتواضع هيئة الكهرباء ومديرها العام وتجيب على أسئلتنا؟

اغسطس 2006

ليست هناك تعليقات: