السبت، 25 يوليو 2009

في جماعية الإفطار والزواج

ان تشهر قلمك يوماً بعد يوم ناقداً لكل قبيح ترى، قد يفهم بعض من القراء انك لا يعجبك العجب ولا الصيام في رجب. ولا ترى إلا بعين السخط التي تبدي المساويا.. ولكن نفترض ان يكون كل ما ذكر هو استثناء. وبذلك يكون ما لم يذكر كما ينبغي. بمفردات أخرى يجب أن يكون (كلو تمام) وعندما نذكر غير التمام نريد ان نكمل الناقص ليبقى (كلو تمام) .قبيل المغيب في هذا الشهر المبارك، يصعب عليك ان تسير على طرق الخرطوم مدني كما تريد، إذ ان سنة سنها رجل طيب من أهل الكاملين هو الشيخ جبور في منتصف ستينات القرن الماضي، عندما وصل طريق الخرطوم مدني الى الكاملين، اذ كان يوقف كل السيارات الذاهبة والآيبة ويقوم بواجب إفطارهم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (من فطر صائماً فله أجر صائم لا ينقص من أجره شيء» أو كما قال. بالله كم صائماً فطر ذلك الرجل. ونزيد ان هذه السنة كل سنة في ازدياد، بل صارت على كل طريق الخرطوم بورتسودان. والدال على الخير كفاعله.
هذه الصورة الزاهية تمتد على كل الطرق، أناس يضعون إفطارهم على قارعة الطريق ويقف بعضهم في منتصف الطريق يرجو المسافرين أن يتوقفوا ليفطروا معهم. وبعضهم يؤشر على ساعته إشارة لدنو الوقت. منظر تنفرد به قرانا ان لم نقل بلادنا، ففي بلادنا عادات وافدة كسحت معظم القديم أمامها الى أن وصل امر الافطار الى كل داخل بيته. وفي عادات أخرى صار الاعلان عن الكلاب الضائعة على صفحات الصحف وبملايين الجنيهات. وبعض الناس يبحث عن ماء وكل منهما سوداني عيونه عسلية وطوله 5 قدم و6 بوصات.
نعود لجماعية الإفطار ويا له من منظر يثلج الصدر ويعلمنا ان هذه البلاد مازالت بخير ـ والحمد لله ـ مهما علا صوت الباطل واذاع الاعلام قبيح الصور، فمن ينقل عنا هذه الصور الجميلة صورة الإفطار علىالطرقات.
وأجمل منها صور الزواج الجماعي، ففي محلية الكاملين أقام اتحاد الشباب على شرف احتفالات العيد الخامس عشر للانقاذ (لماذا كلمة ثورة ثقيلة على القلم؟) أقام عرسا جماعياً تمت فيه 300 زيجة، مما يعني إحصان وإتمام دين 600 من الشباب. وهذا ليس الأول ونتمنى ألا يكون الأخير. ولك ان تتخيل كم عرس جماعي يتم في السنة الواحدة ـ رغم ما نحن فيه من غلاء المسكن والأرض التي يقام عليها.
سمعت أن في ألمانيا نسبة لعدم التزاوج برزت أزمة غريبة، إذ أن مئات الآلاف من المنازل خالية ولا تجد من يسكنها (عقبال عندنا ان تخلو المنازل ولا تجد من يستأجرها ولكن ليس من قلة الزواج. (
اتحاد الشباب قد وجد ما ينفع الناس. وهذه مشكلة من مشاكل الشباب الحقيقية ولا تقل مشكلة البطالة عنها أهمية. ولعل الربط بين الاثنين كبير، اذ ان الذي يعمل لن يصعب عليه الزواج، فلماذا لا يبدأ اتحاد الشباب ضغطا على الحكومة ممثلة في وزارة المالية لتحل مشكلة البطالة. ونحن نعلم ان الحاجة للعمل كبيرة والنقص أكبر (مما كان العدو يتصور) مثال محلية واحدة بها عجز في معلمي المرحلة الثانوية 500 معلم. وهم موجودون والمدارس شاغرة ووزير المالية الصغير في انتظار وزير المالية الكبير ليقول OK. وذاك عليه ترتيب بيته المالي ويحدد أولويات صرفه. وليحسب كم صرف على المؤتمرات واللقاءات في كل عواصم دول الجوار وغير الجوار «والحال يا هو نفس الحال».
على طريقة د. خالد المبارك:
سأل المجنون أهله الذاهبين به الى الفكي ماذا تحملون للفكي؟ قالوا: وقية ذهب قال: انتم المجانين أم أنا.. اعطونيها ولن أجن ابداً.. فما جنني غير الفلس .
2004/10/29م

ليست هناك تعليقات: