السبت، 25 يوليو 2009

المؤتمر الوطني وانتخابات المزارعين

ما لنا لا نعيد الحديث عن اتحاد المزارعين في وقت كتبت أقلام أولاد أم درمان عنه ونحن الجيل الثالث فجدودنا مزارعون وآباؤنا مزارعون ونحن مزارعون ونكتب عن مشروع الجزيرة منذ 1994 وأولاد أم درمان الذين لا يفرقون بين القطن واللوبيا صارت لهم في اتحاد مزارعي الجزيرة المقالات المرقمة.
انتخابات اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل تحتاج قراءة متأنية خصوصا هذه المرة في هذا الجو الذي بدأت تعلو فيه أصوات أخرى. والساحة السياسية ليست خالية للمؤتمر الوطني كما سبق في دورات مضت.
هل سيقرأ المؤتمر هذه المرة الساحة قراءة صحيحة؟ أم سيضحي فريسة سهلة للمستفيدين الذين يقولون له إما نحن أو الطوفان. المؤتمر الوطني ما كان يولي اختيار هذه الاتحادات كبير جهد وما كانت تحتاج ( قومة نفس) فكل شئ بيده ويتسلق أناس باسمه ويضعهم في جيبه بعد وصولهم وهم يضعون مصالحهم في جيوبهم . الساحة الآن فيها تنافس من عدة وجوه وتحالفات.
لكن يبدو أن معركة المؤتمر الوطني الداخلية اكبر من معركته مع خصومه من التحالف. ففي كثير من الدوائر يمكن للمؤتمر الوطني أن يقدم وجوها مقبولة لدى القواعد ويمكن أن يتحقق من ذلك بعدة طرق إذا تجاوز الحرس القديم الذي استمرأ الفوز بالإجماع السكوتي و (دفن الليل اب كراعا بره) وهؤلاء الذين صدقوا أنهم ممثلين للمزارعين إلى الأبد ولن تلد حواء خير منهم ولا مثلهم وللبقاء في مواقعهم سيبذلون كل غالٍ ورخيص وسيرهبون الغافلين من المؤتمر الوطني بان لا بديل لهم إلا الشيوعيين ومن سار في دربهم وهم وحدهم في الساحة وكل من يفكر في إحلالهم او إبدالهم سيخسر المعركة وهزيمة المؤتمر الوطني في هذه الانتخابات هي هزيمة الإنقاذ والمشروع الحضاري.وما علموا أن تكرار كثير من هذه الوجوه هو الذي سيهزم المؤتمر الوطني.
وللمؤتمر الوطني علماء يجب أن لا يستكثروا أنفسهم على هذا الاتحاد ففي مصر رئيس الاتحاد بروفيسور وكل أعضائه أو جل أعضائه من حملة الشهادات العليا والاتحاد في الدورة القادمة هو 40 % من مجلس الإدارة الذي ستكون بيده إدارة المشروع أدارة حقيقة لأول مرة.
الاتحاد القادم هو اتحاد منتجين وليس اتحادا نقابيا مطلبيا كما في السابق وهنا نريد أن نسال مسجل تنظيمات العمل هل هناك تغيير في طريقة الانتخاب هذه المرة؟ وهل عدل قانون انتخابات الاتحاد ليواكب قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 ؟ نأمل أن نجد من مسجل اتحادات العمل إجابات شافية إذ ليس في القانون الجديد مجالس زراعية لكل تفتيش او كل قسم فلا بد من طريقة انتخاب جديدة يكون القسم فيها دائرة انتخابية يتنافس عليها كل مزارعي القسم ويحدد لها عدد من المرشحين 10 مثلاً يمثل اثنان منهم القسم في اللجنة المركزية للاتحاد و8 هم رابطة مستخدمي المياه بالقسم تقوم بكل الدور الذي حدده القانون الجديد.
ثم نريد أن نسال متى ستعلن الجداول الانتخابية الترشيح والطعون والتصويت والدوائر وزمنها؟ لا مجال لتكرار التجربة السابقة التي جرى فيها أردأ سيناريو إن هو تكرر جزء منه أو كله فعلى قواعد المؤتمر الوطني السلام وأهدي قادته هذه الوصية ( ما لم تحترم قواعدك لن تحترمك) فالقواعد هي التي يجب ان تختار ممثليها وتخرج لانتخابهم وليس الإملاء من علٍ بالقوائم المكررة التكرار الممل.

مايو 2007

ليست هناك تعليقات: