السبت، 25 يوليو 2009

هل فشل التامين الصحي؟

هل كتب علينا أن لا تتم فرحتنا بأي مشروع؟
مثلاً الكهرباء تعمل سنتين وتتدحرج إلى الوراء.
التأمين الصحي وما رافقه من زخم إعلامي وافتتاحات شرفها الرئيس نفسه وها هو اليوم يحتضر أو في غرفة العناية المكثفة أو بأبسط العبارات انه إلى الوراء وليس إلى الأمام.
استبشر الناس بالتأمين الصحي خيرا بعد أن فقدوا الأمل في مجانية العلاج الذي كانت الدولة تتكفل به ولكنها وجدت التكفل بالاستقبالات والمفاوضات أحسن من التكفل بالعلاج والتعليم( على كيفها بلاقيها كان ما في الدنيا في الآخرة).
رضي معظم الناس بالتامين الصحي وسجلوا وامتلكوا بطاقاتهم وباشروا التردد بها على مراكز التامين الصحي على قلتها وقلة حيلتها وفي العام الذي تلاه بشرهم التامين الصحي بالبطاقة القطرية بمعنى أن تقدمها في كل أنحاء السودان وتجد خدمة التامين الصحي. كل من حمل بطاقة وذهب بها الى الخرطوم - حيث كل شيء هناك - لم يجد من يتعرف على بطاقته او هي شيك بغير رصيد ورجع من حيث اتى او تعالج من جيبه بدون أي تخفيض.
مشكلة هذا التامين أنه للفقراء ومتوسطي الحال أما الذين هم فوق لا يعرفون عنه كثير شيء مثله مثل تلفزيون أم درمان يشاهده من لا دش له( ديجتال او انالوق) ولهذا تجدنا نسهب في شرح ما هو التامين الصحي عسى ولعل احد (الفوق) المسئولين عن هذا التامين الصحي يشاركنا الشعور بالمشكلة ويجلس ليجد لها حلاً.
الذي يحير أننا حتى الآن لا نعلم من يقف في طريق هذه التجربة؟ فتجربة ولاية الخرطوم ومعركة شوامخ مشهورة ولكن في ولاية الجزيرة مثلاً ما المشكلة؟ التامين الصحي يقول ان له 6 مليار دينار على الولاية والمزارعين ونحن المزارعون نعلم علم اليقين أننا دفعنا ما علينا كاملاً أين ذهب؟ على اتحاد المزارعين أن يجيب على هذا السؤال بكل شفافية وان يبصرنا أين الخلل؟ هل فشل التامين الصحي بالإيفاء بما عليه وحجب منه هذا المال أم المال تصرف فيه الاتحاد لجهات أخرى وترك ظهر التامين الصحي مكشوفاً؟ أسئلة مطروحة في الهواء وتبحث عن إجابات. ثم هل الخلل مركزي في الخرطوم أم هو في ولاية الجزيرة فقط؟ان كان الخلل مركزي فما علينا إلا أن ننفصل ونعيد تجربة ولاية الخرطوم وما فيش حد أحسن من حد وكلنا شوامخ.
خلاصة الأمر التامين الصحي عجز عن تقديم خدماته كما بشر وبدأ بها وهو إلى الوراء. من يصلح الخلل وقبل ذلك من يعترف به؟

اغسطس 2006

ليست هناك تعليقات: