السبت، 25 يوليو 2009

من حلفا لي دنقلا

(بالله ناس الشمالية يكونوا استقبلوا زيادة الجازولين كيف؟ إحباط متجدد)
منذ دخولي إلى الولاية الشمالية وأنا أتصيد الورق والمكرفونات لأعرف اسم والي الولاية الشمالية فهو ليس من الذين يملأون الصحف بالصفحات التسجيلية الكاملة وليس من الذين يهنئون الرئيس بسلامة العودة او اختياره رئيسا للجامعة العربية. وهو ليس من الذين يسيرون القوافل مشترطين حضور التلفزيون.عرفت ان والي الشمالية مهندس اسمه ميرغني صالح قليل الكلام كثير العمل – وهذا ما نفتقده في كثير من السياسيين – وخصوصا في الأقاليم حيث الناس في حاجة إلى كل شئ في حين يصر السياسي ان يشبعهم حديثا وبلاغة هم في غنىً عنها ولا يهمهم أيهما ابلغ الفرزدق أم جرير؟
عندما علمت أن طريقا تعمل فيه ثلاث شركات اسمه طريق حلفا السليم ( والسليم لمن لا يعرفونها هي بحري دنقلا ذي الخرطوم والخرطوم بحري مع فارق نعود إليه لاحقاً)هذا الطريق حين يكتمل بعد سنتين ونصف سيربط طرف السودان المنسي بوسطه.من يصدق أن المسافة بين حلفا ودنقلا تستغرق 11 ساعة بالسيارة الصغيرة (البكاسي) في طريق صحراوي، ما رايناه منه 7 كيلومترات بين المدينة والمحل الذي تطير منه الطائرات وتحط (مش عايز اقول متار مش على كيفي) هو معقول دا مطار ومطار دبي مطار ؟ هل عجزت اللغة أن تجد غير هذه الكلمة الواحدة لوصف هاذين المكانين؟
ما رأيناه من هذا الطريق يكفي لنتخيل الباقي وعورة ورمال ووحل ومضيعة وقت.وفي عهد ميرغني صالح عَرفت كثير من قرى الشمالية - طيب مدن علشان ما يزعلوا – الكهرباء. وستربط بهذا الطريق جنوبا لتصبح سودانية. وبشرهم نائب الرئيس بطريق يربط حلفا بالأقصر في مصر وأثنى على جارتنا الشمالية.
( رأيي الخاص أن هذا الطريق رغم فوائده الجمة ستكون له أضرار كوميسية كبيرة لعدم التوازن التجاري بين الطرفين وسوف تمتلي البلاد بلاستيك مصري وحلاوة مصرية. دا مش موضوعنا الآن.خلي الطريق يقوم أولا).
أعجبتني مساحات المدارس والبيوت فالمدرسة التي أقيم فيها اللقاء الجماهيري كبيرة المساحة ومشجرة إلى حد ما والفصول واسعة ورحبة رغم عدم وجود الكهرباء لكن مددت يدي لحنفية مرمية تحت الأقدام وجاء الماء رقراقا.وقلت الحمد لله. بي حب شديد للماء والطرق والكهرباء.اللهم أدمها على عبادك.
نسيت أن أقول لكم موبيتل لم تكن في ذلك المكان ولا في ذلك الزمان فقط (سوداني)تملأ الساحة.



اغسطس 2006 م

ليست هناك تعليقات: