من ذكريات ثورة أكتوبر أننا كنا في مدرسة كاب الجداد المتوسطة وما سمعنا بالثورة إلا يوم 26 اكتوبر وقمنا بالدور البطولي الثائر بان حطمنا (الانداية) وساويناها بالأرض .الانداية لمن لايعرفها والطيب محمد الطيب رحمه الله هي مكان الخمور البلدية. وأخشى ان اسمي الخمور البلدية ويختلف بعضهم في ما هو خمر وما هو غذاء.
بالأمس احتجبت أعمدة الأخوة الكتاب بصحيفة (الصحافة) تضامناً مع صحيفة (السوداني) ولم ينشر إلا عمودي . عندها تذكرت حال ما كانوا يسمون بالمتخاذلين يوم يعلن الطلاب إضراباً يكون من بين الطلاب من تخلف عنه ويسمون بالمتخاذلين ويسلقونهم بألسنة حداد وقد يكون من بينهم من أعمل عقله لا عاطفته وخرج من التفكير الجمعي وقد يكون منهم الجبان الذي يخاف من عقوبة المدرسة أو البيت.
إخوتي ( علشان الجماعة ما يزعلوا وزملائي ) بالصحيفة لم يعرضوا عليّ هذا الاقتراح ولم يشاوروني وقد أجد لهم العذر وذلك لأن عمودي ليس يومياً وثانياً أني لا ازور مقر الصحيفة إلا في أوقات متفرقة وأكتب عمودي من بيتي في اللعوتة وأرسله عبر الانترنت في استغلال سلمي جداً للنت رغم غلاوة النت في الأرياف.
لذلك اكتب اليوم حتى لا يظن ظان باني فرح بإيقاف (السوداني) - ولا أي صحيفة أخرى - فحرية الرأي والرأي الآخر مطلوبة جداً حتى داخل التنظيم الواحد فما بالك ببلد ( لحم رأس).وحمل القلم أهون من حمل السلاح.
ثم تجدني شاكاً في رشد بعض القائمين على الأمر كيف قبلوا بكل هذا التناقض الذي داخل القصر وبمجلس الوزراء وكل من كان عدواً لهذه الحكومة الآن يجلس معها في طاولة واحدة وتوزع له البسمات ( والشنو والشنو) وتحمر لكل من وقف معها يوم كانت تحبو وفي اشد الحاجة للحنان والحليب.
كنا نسمع بان الثورة تأكل بنيها ولكن هذه بعد أن أكلت بنيها ضمت اليها كل أعداء الأمس في تناقض يحير من به عقل ومن ليس به عقل.
كيف ضاقت هذه الجهات التي اوقفت (السوداني) برأي أخينا عثمان ميرغني وهو مجرد رأي لم يلحقه بسلاح ولا إضراب ولا تحريض ( وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صحاب هذا القبر ) كما قال الإمام مالك والإشارة لقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وعندما تعفي الحكومة وزيراً هل يوقفها أحد؟ وعندما ينادي الناس اعفوا فلاناً وتعفيه وتعيده في مرتبة أعلى هل سألها أحد؟ مالكم كيف تحكمون؟!!
يا عالم ما قلنا ما عايزين نكتب في السياسة مالكم معانا.
مايو 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق