الجمعة، 7 أغسطس 2009

وداعاً أيها الرطل

اكرر الرطل وليس الرجل بالطاء . فهذه الزاوية ليست لغادة السمان ولا بت الحياة ( عفاف أمين ).قبل أيام خرجت علينا الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بقرار تاريخي بحق، كنت أنا شخصياً انتظره منذ زمن بعيد وقد كتبت فيه عدة مرات وفي فترات متباعدة وآخرها يوم خرجت علينا الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بإلغاء الجالون وطلبت استخدام اللتر وقلت يومها لمَ الحياء ؟ ولمَ التجزئة ؟
القرار التاريخي لمن لم يقف عليه وبلغتي وليس بنصه :- ( تنعي الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس لعموم الشعب السوداني جميع الوحدات البريطانية والتي كنكش فيها الشعب السوداني بحكم الوفاء زمناً طويلاً كنكشةً حيرت حتى البريطانيين أنفسهم وكادوا يرسلون لنا من يقول فكوا الحد فنحن أهل الميت نفسه فككناه منذ زمن . والوحدات المترحم عليها هي : في الوزن الرطل ومشتقاته من وقية و هندردويت وخلافه وفي وحدات الطول الياردة والميل والبوصة وفي وحدات السعة الجالون وفي وحدات المساحة الفدان . وابتداء من 1/1/ 2005 م مطلع العام الجديد سيكون النظام الوحيد السائد هو النظام العشري أو المتري أو الفرنسي إن كان لابد من ذكر القبائل ( في هذا الزمن القبلي ) وهو نظام سلس يعتمد العشرة وقواها في المضاعفات والأجزاء مثلاً : المتر ومضاعفاته الديكامتر= 10 أمتار والهيكتومتر =100 م والكيلومتر = 1000 متر . والأجزاء الديسمتر وهو0.1 م والسنتمتر 0.01 والمليلمتر 0.001 م وفي الوزن الجرام والكيلوجرام وفي السعة اللتر ( بلاش نحول العمود إلى حصة حساب .
وهذا النظام هو المعتمد الآن في كل العالم اللهم إلا إذا كانت هناك مُستعمرة خجلة من مستعمرها حتى يوم الناس هذا ؟ جميل هذا القرار وكان لابد منه في يوم من الأيام وقد تأخر كثيراً . وأخشى أن يكون جاء بضغوط خارجية - في زمن صار فيه الضغط من الخارج هو المحرك وهو أمنية بعض الخوارج - حسناً لم تتبع الهيئة قرارها بترغيب ولا ترهيب تذكرنا بقرار بنك السودان الذي حول الوحدة النقدية الى دينار ومازال الناس يتكلمون بالجنيه ويكتبون بالدينار والاضطراب مستمر وزادوا الحياة تعقيداً على ما بها من تعقيد .
قلنا لم تتبع الهيئة العامة للمواصفات قرارها كما اسلفنا بترغيب ولا ترهيب ولسان الناس إن لم تقل جيوبهم يحتاج التطويع . كما إن القرار ينقصه الكثير ليرسو على أرض الواقع من اشكال جديدة في الموازين وأجهزة القياس وكل الاسواق ستتأثر به وسيدخل في حياتها فماذا أعدت الهيئة لهذه النقلة .
شخصياً أنبه لأهم تغيير يجب أن يكون فورياً وبدون أي بيروقراطية وهو إصدار قرار من الإدارة العامة للمناهج بوزارة التربية والتعليم بحذف جميع ما يتعلق بالنظام البريطاني من مناهجنا ما لم يحدث هذا بكل قوة ودون أي تردد فإن هذا القرار يكون ولد ميتاً ومكانه الغازيتة الرسمية فقط . ثم هناك وحدات شعبية ابتكار سوداني وجد في غفلة من الزمن مكاناً في كتبنا وأسواقنا هو الكيلة والقدح والملوة من يحذف هذه حتى نسير مع العالم ولو في مؤخرته إن نحن يئسنا من الرئاسة والقدوة والزعامة والصدارة .
6/12/2004م

ليست هناك تعليقات: