الجمعة، 7 أغسطس 2009

زرقاء اليمامة وحديث في الإقتصاد السياسي

اللهم أنت السلام ومنك السلام
ومن منا لا يريد السلام
في رأسي صورتان للسودان الجديد، واحدة ناصعة البياض وكلها فأل حسن وأخرى قاتمة. وسأعرض الصورتين، ولنبدأ بالأولى لقوله صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه). أن ينتشر الناس في هذا السودان الواسع، ونبدأ في عمارة الأرض بكل ما تحمل كلمة عمارة، زراعة، وصناعة وماء شرب، وماء زراعة، ونحرِّك كل ساكن، ونصلح كل عطب بشفافية عالية لا يهم أين هذا، ولا من أين نبدأ وطريقة (كومي وكومك)، وان ينصرف كل فرد وخصوصاً السياسيون إلى ما ينفع الناس وان تقسم الثروة، وان يكون هدف الكل وزن الاقتصاد والإعمار حتى تصبح الخرطوم مدينة طاردة. ووقتها لن نكفِ هذا السودان وسيجد كل فرد فيه موقعاً يقدم من خلاله ما عنده أو مما يسّره الله له (كلٌّ مُيسر لما خُلق له).
الصورة القاتمة أن يهرول كل السياسيين يبحثون عن موقع لهم في ما هو قائم ووقتها ستكون هذه أقذر لعبة كراسي (المعلوم ان لعبة الكراسي يكون الناقص فيها كرسي واحد، أما في هذه ستكون الكراسي الناقصة بالآلاف). وسيتكدس الناس في الخرطوم يبحثون عن المنزل الميري والعربة الميري والإعاشة من الخزينة العامة وسيصبح الوطن تكية لعيش هؤلاء المتبطلين الذين اتخذوا من السياسة مصدر رزق، وعندها سيعم الإحباط ولا حول ولا قوة إلا بالله. وما هو قائم لا يسع الموجودين ناهيك من القادمين الجدد.
لست ميالاً لسماع الأحاديث السياسية ولكنني عندما أجد مثل د. أمين حسن عمر -رغم رأي الناس فيه واختلافهم عليه- اسمعه لأنه يخاطب العقل باحترام ووضوح ولا يهمه كيف يُستقبل كلامه. سأله مقدم (بلا قيود) هل فترة السنوات الست كافيه؟ قال سنة واحدة تكفي حيث سيُظهر كل طرف ما في نفسه.
إذا وزعت الثروة بعدالة وأولوية الماء أولاً، الطرق ثانياً، التعليم ثالثاً، أو بأي جدول يضعه خبراء وليس سياسيين فسيكون في الأمر خير كثير. وسيسعنا هذا السودان وسنطلب آخرين.
10/6/2005

ليست هناك تعليقات: