بينما الناس في حيرة من أمر ندرة السكر، السياسيون يشكون من ندرة أخرى ندرة المناصب والمواقع الدستورية - فك الله كربتهم - فالواقفون في تلك الصفوف أكثر من الواقفين في صفوف السكر.. والحردانين كثر ، والما بريدك وما بحمل بلاك أكثر.
يا أخونا بالله المناصب دي حلوة لهذه الدرجة.
يبدو لي أن هذه الحكومة فاوضت كل الأحزاب ولم تفاوض شعبها بعد ونحن منتظرون.
متى يكون لهذه الحكومة عزيمة أكيدة لإحقاق الحق ولتبدأ بجانب البربحة، والبربحة كلمة سودانية دارجة، وقبل أن تسالوا بروفيسور عون الشريف ما اعرفه لها أنها تعني إزالة الفروع من الغصن حتى يصبح عودا واحداً. والذي أريد بربحته هنا هو بربحة الوظائف. بأي قانون يكون لرجل وظيفتين أو ثلاث في دولة واحدة يأخذ رواتبها الثلاثة ويعطي كل الوظائف يوم عمل واحد، يعني ثلث زمن الوظيفة الواحدة، ويتقاضى رواتبها الثلاثة، فعلى صعيده هو كيف يستحل هذه الأموال؟ والجمع بين الوظيفتين كالجمع بين الأختين حرمةً، وعلى صعيد الدولة أما وجدت في كل خريجيها الذين على الأرصفة ما يملأ هذه الوظائف أو عقولها المهاجرة من تقول له تعال قرب ما تبتعد.
وعلى صعيد المناصب نجد بعضهم في عشرات المناصب، رئيس مجلس إدارة و عضو في عشرات اللجان، وعضو في عدة اتحادات وعدة مجالس.. مجرد سؤال كيف يجد هؤلاء الخوارق زمنا لكل هذا بافتراض أن لهم ملكات وعقول نادرة لا يمكن أن يسد كل المناصب إلا هم؟
ألا تراني اكتب بسذاجة، وكأنني لا ادري أن عدة مناصب تحجز ليحموا بها منصبا مهما هو بيت القصيد ومصدر العظمة والرزق الوفير.
«على الحكومة أن تتقى الله في شعبها» كما نصحها بذلك سكرتير الحزب الشيوعي - فضيلة الشيخ - محمد إبراهيم نقد، وان تجعل لها قاعدة بيانات متطورة تعالج الوظائف وأسماء الذين تقاضوا مرتبات شهرا بشهر، لترى من يتقاضى أكثر من راتب، ومن هو في أكثر من وظيفة، وتقول له ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
أما تعدد المناصب للرجل الواحد فهذا أس بلاء المؤتمر الوطني، والذي أقعده من أن يأتي بجديد منذ عدة سنوات، مؤتمراته بنفس الوجوه وقوائمه مطبوخة، ولا يعرف من معه ومن عليه، ومتى ما طلب طلبا طبخت له لجنة على شاكلة القيادة العليا بالمحلية أو مجلس شورى الولاية، ولا احد يراجع، فكل شلة تريد أمرا تدعو من تشاء وتعقد اجتماعا تختار له اسم يناسب المهمة وتحرس مكاسبها الخاصة. والله المستعان. والمصريون لهم قول (الزوج آخر من يعلم).
أيها الناس بربحوا المناصب والوظائف كما في كل بلاد الله.. كيف لا تعرف دولة مَنْ مِنْ موظفيها
11/10/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق